الصحف الإسرائيلية 27-12-2015

“داعش” تعرف بانه اذا ما جرت محاولات عمليات ضد اسرائيل فانها سترد من خلال سلاح الجو بقوة أكبر من القصف الموضعي لامريكا ودول التحالف
بقلم: يوسي ميلمان
التصريح النادر لابو بكر البغدادي، والذي يهدد فيه اسرائيل واليهود، يدل على الضغط الذي يوجد فيه هو وتنظيمه أكثر مما يدل عن النية لعمل قريب أو لخطة عمل للمدى البعيد.
شريط الارهابي الاكثر طلبا في العالم نشر في حسابات التويتر المتماثلة مع التنظيم، والتي تنشر فيها في احيان قريبة مواد دعائية عنه. في بداية كلامه تناول البغدادي النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين وشدد على أن “الاسرائيليين اعتقدوا اننا نسينا فلسطين وانهم صرفوا انتباهنا، ولكن هذا ليس الوضع. فنحن لم ننسى فلسطين ولا للحظة”.
يوجد داعش في حالة دفاع بل وفي تراجع. فهو يفقد اراض في العراق وفي سوريا. وحسب الرئيس الامريكي براك اوباما، فقد انسحاب التنظيم من نحو 40 في المئة من المناطق الهائلة، معظمها صحراوية، التي كان يحتلها. عاصمته، مدينة الرقة في شمال شرق سوريا، تلقت قصفا شديدا، ولا سيما من سلاح الجو الفرنسي، بعد العمليات الارهابية في باريس. ودخول الجيش الروسي الى المعركة في سوريا يثقل هو ايضا على داعش، رغم أن معظم الجهود الروسية موجهة ضد جماعات الثوار المعتدية أكثر مثل جيش الاسلام، الذي قتل زعيمه زهران علوش، نائبه والناطق بلسان الجماعة بصواريخ روسية في نهاية الاسبوع.
يوشك الجيش العراقي على تحرير مدينة الرمادي الاساسية، التي هي ايضا مفترق طرق استراتيجي، وآجلا أم عاجلا، سيوجه هجومه أيضا الى المدينة الاكبر التي يحتلها داعش – الموصل.
زعماء داعش، وعلى رأسهم البغدادي، يوجدون على بؤرة استهداف أجهزة الاستخبارات الغربية والروسية ويضطرون الى الفرار كل ليلة للنجاة بارواحهم من مكان اختباء الى مكان آخر. في مثل هذا الوضع من الفرار الدائم، فان من الطبيعي ان يكون اهتمامهم للبقاء الشخصي اكثر مما للتخطيط الاستراتيجي العسكري.
على هذه الخلفية، وحتى بلا صلة، فان داعش في سوريا وفي العراق، وكذا في “لواء سيناء” للتنظيم، يتعرض للنقد والسخرية في العالم العربي على أنه يقاتل ضد الانظمة العربية واخوانها الاسلامية، بما في ذلك السُنية وانه نسي الكفاح الفلسطيني واليهود في فلسطين.
يشهد نشر الشريط على أنه رغم وحشيته، فان البغدادي ومساعديه، ينصتون للانتقاد. والاقوال هي مثابة دعاية وتبجح اكثر من أي شيء آخر. ومع ذلك، لا يجوز أن يستخف باقواله. فلداعش تواجد على مقربة من حدود اسرائيل في سيناء وفي الجولان، وهو يمكنه أن يحاول العمل من هذين الاتجاهين من خلال اطلاق الصواريخ، زرع الالغام او حتى محاولة الاقتحام للاراضي الاسرائيلية. ولكن في داعش ايضا يعرفون بانه اذا ما جرت مثل هذه المحاولة، في سوريا على الاقل، سترد اسرائيل من خلال سلاح الجو بقوة أكبر من القصف الموضعي لامريكا ودول التحالف. وعليه، فلا مجال للقلق: اسرائيل لا تزال في سلم اولويات منخفض لدى “الدولة الاسلامية”.
معاريف 27/12/2015

قد يعجبك ايضا