فاكهة الغباء السياسي … وصفقة القرن !!!
المهندس هاشم نايل المجالي
لقد اصبح هناك كثير من زعماء الدول مهمتهم في الحياة كالغراب الاسود متخصص بطرح كل ما هو شر او يدعوا الى الشر والتطرف ولا يحق له ان يغير لونه القاتم حتى ولو كان يحمل النور في عينيه والبياض في جفنيه ، لكنه يحمل الشر في قلبه فهو لا يغير جلده المعتاد .
وهناك من يصدح بصوته على انه النواحه على فلسطين حزن والم على شعب مسكين قول لا فعل باطني في قراراته وكما اعتدنا على قراراتهم والتي لم تخلف سوى الدمار فهو صاحب اقوى صوت عويل مزيف ، انها نقمة وليس نعمة فاين نجد الدمار والخراب والعزاء يكون وجودهم او السبب في ذلك ويجدد كل واحد منهم ريشه دون ان ينزعه ، وكما الغراب يبكي فقيد عائلة لم تشهده عينه ولا يهمه ان كان صالحاً او طالحاً او كان يفعل الخير او ساعياً للشر ، وفي تاريخ العرب هناك ما يعرف بالبواكي ومنهم ما هو مستأجر يدفع لهم اهل المتوفي مبلغاً من المال كي يبالغون بالبكاء في عملية تمثيلية تعبر عن الحزن الشديد.
وهناك فرق بين بكاء الثكلى وبكاء النواحات المستأجرات فالثكلى تبكي من قلبها وألمها بينما النواحات تبكي تمثيلاً طمعاً بالاجر فهناك من نواحي السياسة من يعتبرون موت القضية الفلسطينية في صفقة القرن المشؤومة فرصة للاستثمار كمصدر رزق لبلادهم لتحسين اوضاعهم والتغطية على فسادهم فهي لغة المصالح لصفقة لم تعطي لقرارات الامم المتحدة اي اعتبار او قيمة ولا للدول التي صادقت على تلك القرارات .
وهل نبحث بالدفاتر القديمة عمن هو مستفيد من ذلك كله وعدم حل الازمة بالعدل والحق ، بل كانوا يصنعون الازمة كفريق بريء من دماء الشهداء على ارض فلسطين وكما قال المتنبي ( فطعم الموت في أمر حقير … كطعم الموت في أمر عظيم ) .
وها هي الكلمات والتعبيرات والاحتجاجات تموت بين الايدي وعبر الساحات كلما فكر هؤلاء في كسر ملحمة الصمت ، كنواحة من منبر الخطاب الى ساحات المدن تداعب غربان الدول الذي يقتلهم الارق من القضية الفلسطينية فاقدين لبوصلة الحل الامثل والعادل وسوف يختبئون قبل ولادة الغيوم العاتية يختبئون في فقاعات الانفس الهاربة من مواجهة الشعوب الحرة المناضلة لتحقيق الحرية والعدالة ولا بد وان تدور العجلة بالاتجاه الصحيح .
ونحن نشاهد العقول الساخرة ورعشة ربيع مختل يلفه الغموض حول ادوارهم في صفقة القرن ، انها اخطاء بكماء ولن تزور مقابرهم الشمس ولن تزقزق العصافير الحرة فوق قبورهم ، وحدها الخفافيش التي ستسكن منازلهم لتقضم فاكهة الغباء السياسي ناثرة دعواتها في ارجاء المكان لطرد الذنوب العالقة بسلوكياتهم فالتاريخ لا يرحم والمواقف تسجل وتنحت على الصخور .
انه دليل الضائعين والضالعين في الهروب من المسؤولية ، بعد ان علا وجوههم الصدأ وتسلل في عروقهم النشاز فما استساغها حر أبي وطني ولا سامع في بقاع الارض ولا استلذ بها جائع .
حمى الله هذا الوطن في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]