العمل التطوعي المتأرجح !!!
المهندس هاشم نايل المجالي …
العمل التطوعي يتجاوز حدود الدوافع المادية والمصلحة الشخصية ، وهو قيمة انسانية كبرى لا تستغني عنها المجتمعات المتحضرة واية مجتمعات تسعى الى التطور والتحضر والثبات وخدمة ابنائها ، فمن خلاله يسمو الانسان الى سماء التعاون والتكاتف والعطاء لاغاثة ابناء المجتمع والتخفيف عنهم واسعادهم ولا يطلب من ذلك اي جزاء او مكافأة .
والعمل التطوعي يجعل من المتطوع الاطلاع على احتياجات المجتمع والاسر وأية نواقص انسانية وتنموية ، وينمي المهارات المهنية والاجتماعية ويعزز الصحة النفسية ، وهو تضامن مجتمعي خاصة في اوقات الازمات والكوارث المفاجئة والتي تهدد البنية التحتية والاسر المعرضة الى الخطر وقضايا البيئة بشكل عام .
وانتشار فايروس كورونا عالمياً اثبت ان الجميع في مركب واحد حيث يواجه خطراً يفتك بالافراد ومن يخالطون ، والانتشار لا يميز بين مجتمع وآخر فالكل مستهدف وهو خطر عابر للحدود ، مما يتطلب توحيد الجهود ونشر الوعي والثقافة حول آلية مواجهته بالتعقيم وعدم المخالطة او التجمهر بالمناسبات وغيرها .
مما يتطلب من القائمين على العمل التطوعي بالجمعيات وغيرها ومع الجهات المعنية ، وضع استراتيجية مجتمعية لتعزيز القيم الايجابية لدرء المخاطر بانواعها ، واعداد مخرجات وقائية يجمع عليها الجميع للتخفيف من آثارها ونشر روح التضامن المشترك .
وهي ذخيرة حضارية واطلاق مبادرات مجتمعية بهذا الخصوص ايماناً بأهمية العمل التطوعي والقدرة على مواجهة أية ازمات ، والعمل التطوعي في الاسلام ركيزة اساسية في منظومة الفضائل والقيم تُبعد الانسان عن أي مطمع ولتوجيه العمل بكل اخلاص الى الله تعالى .
والتساؤل الذي يطرح نفسه هل العمل التطوعي الفردي او الجماعي وتحت اي مظلة جمعيات او مراكز وغيرها بخير ، ام ان هناك العديد من المعوقات التي اعترضت طريقه وجعلته يتراجع الى الخلف بنسبة كبيرة ، وهناك اسباب كثيرة ومتعددة .
ولماذا لا تقوم الجهات المعنية بالوقوف وراء هذا التراجع ، لتعيد النشاط وتفعّل الشباب وغيرهم نحو هذا الهدف وتدريبهم وتؤهلهم من اجل ذلك ،اي تمكين الشباب في مختلف المجالات خاصة التطوع الصحي التخصصي في ظل هذه الظروف الصعبة ومن اجل خدمة الانسانية ، والتطوع لقضايا التعليم والبيئة والتأهيل والتدريب والمشاريع الخدماتية والانتاجية الغير ربحية ، ونحن نشهد عزوف ملموس بهذا الاتجاه .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]