افتتاح محادثات السلام الأفغانية في قطر.. بومبيو يدعو إلى “اغتنام الفرصة” وطالبان تطالب بنظام إسلامي – (صور)

وهج 24 : “لحظة تاريخية” و”فرصة سلام حقيقية”، عبارات ترددت أكثر من مرة في كلمات المسؤولين الدوليين في افتتاح محادثات السلام الأفغانية، بين ممثلي الحكومة، وهيئة أركان تفاوض حركة طالبان، التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة.

وتنعقد المحادثات المنتظرة في أعقاب اتفاق على انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان أبرمته واشنطن مع طالبان في فبراير شباط. وتميزت الجلسة الافتتاحية بالحضور الإقليمي والدولي غير المسبوق، من مسؤولين من دول مختلفة ذات وزن وثقل في الساحة الدولية.

وشدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على أن الشعب الأفغاني لديه فرصة تاريخية لبدء مسار جديد للبلاد، وأن بلاده تدعم أفغانستان موحدة وذات سيادة وفي سلام داخلي مع جيرانها، داعيا الحكومة وطالبان إلى “اغتنام الفرصة” لضمان السلام للأجيال في المستقبل.

وقال بومبيو: “سنواجه بلا شك العديد من التحديات في المحادثات خلال الأيام والأسابيع والأشهر القادمة. تذكروا أنكم تعملون ليس فقط من أجل هذا الجيل من الأفغان بل ومن أجل الأجيال القادمة أيضا”.

وكان لافتاً ترحيب وزير الخارجية الأمريكي بالتزام الحركة التي حاربتها بلاده منذ نحو عقدين (طالبان) بالمفاوضات. وهو ما عبر عنه بالقول إن بلاده تعتبر أن الخيار الأمثل في أفغانستان هو تداول السلطة ولا تسعى لفرض نظامها على أحد. وهو تطور لافت في الموقف الأمريكي، يقابله التزام حركة طالبان على لسان ممثلها الملا عبد الغني برادر وتأكيده أن الحركة تريد تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان.

ودعا برادر إلى أن تكون أفغانستان بلدا مستقلا بنظام إسلامي في حال التوصل لاتفاق سلام خلال المفاوضات مع الحكومة التي بدأت السبت في الدوحة.

وقال برادر في كلمته الافتتاحية: “أريد من الجميع أن يعتمدوا الإسلام في مفاوضاتهم واتفاقاتهم وألا يضحوا بالإسلام من أجل مصالح شخصية”.

وأضاف: “نريد أن تكون أفغانستان بلدا مستقلا ومزدهرا وإسلاميا”، وأن “تتضمن نظاما إسلاميا يعيش في ظله الجميع بدون تفرقة”.

من جانبه شدد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري من أن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في أفغانستان هو وقف إطلاق النار والبدء في الحوار، مستطرداً أن المفاوضات تعكس أهمية إنهاء الحرب وإحلال السلام في أفغانستان. حيث تعهدت الدوحة ببذل كل المساعي الممكنة لإنجاح المسعى حتى تحقيق الهدف المنشود وهو السلام في بلد دمرته الحروب والصراعات.

وكان جلياً في كواليس محادثات السلام أن الدوحة وواشنطن بذلتا جهوداً معتبرة لتذليل عقبات كانت تحول دون انعقادها بسبب خلافات حول تفاصيل فنية تتعلق أساساً بإطلاق سراح معتقلي الحركة.

وساهمت تلك الجهود في وصول ٦ من سجناء طالبان إلى الدوحة، لتنتهي إحدى أصعب العقبات.

وأشار عدد من الدبلوماسيين الدوليين والأجانب في كواليس اللقاء إلى أنه لأول مرة تلتقي طالبان بقياداتها وجهاً لوجه مع ممثلي الحكومة وليس على ساحة المعارك، مع سيادة لغة الحوار، بدل العنف.

وتحاول المفاوضات إنهاء أربعة عقود من الصراع والمواجهات الداخلية والخارجية في أفغانستان، وكذلك الاتفاق على شكل السلطة في البلد، والمشاركة السياسية لمختلف أطياف الشعب الأفغاني.

ووقع في 29 فبراير/ شباط 2020 اتفاق إحلال السلام في أفغانستان، برعاية دولة قطر، بحضور الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع، والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ومايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، والملا عبد الغني برادر نائب الشؤون السياسية ورئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الأفغانية، وعدد من قادة طالبان.

وشمل الاتفاق انسحابا تدريجيا للقوات الأمريكية، إضافة إلى إطلاق حوار أفغاني أفغاني.

وأنهى الاتفاق حربا في أفغانستان دامت 19 سنة، شهدت خلال هذه الفترة آلاف القتلى من المدنيين إضافة إلى الجنود الأمريكيين.

واستغرق التوصل لهذا الاتفاق أكثر من سنة من المفاوضات المكثفة في الدوحة، وكابول، وفي عواصم عدة أخرى.

ووصفت تلك بأنها خطوة مهمة نحو إنهاء أطول حرب أمريكية، ولبدء العملية التي يأمل الأفغان في أن تضع حدا لصراع مدمر استمر لأكثر من أربعة عقود.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا