حجاب: الهدنة لم تحترم والظروف غير مواتية للمفاوضات
شبكة وهج نيوز – عمان – وكالات : قال منسق المعارضة السورية رياض حجاب إن الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا وحلفاءه نفذوا 90 ضربة جوية في البلاد منذ إعلان وقف إطلاق النار يوم السبت.
وقال حجاب وهو رئيس وزراء سوري سابق خلال مؤتمر صحفي في باريس «وافقنا على هذه الاتفاقية من أجل تنفيذ القضايا الإنسانية من إيصال المساعدات ورفع الحصار والإفراج عن المعتقلين لكن للأسف الشديد أي من هذه القضايا لم يتحقق على أرض الواقع إلا الشيء البسيط جدا جدا خلال كل الفترة الماضية.»
وأضاف «من المبكر أن نقول هناك مفاوضات… أولا سندرس هذا الموضوع وستكون هناك مشاورات مع الإخوة في المكونات السياسية والجسم العسكري في الجيش الحر والمعارضة المسلحة.»
وقال حجاب إن الولايات المتحدة قدمت كثيرا من التنازلات للروس.
من جانبه، قال جيش الإسلام وهو أحد فصائل المعارضة المسلحة الرئيسية في سوريا أمس إن الحكومة تحشد قواتها بهدف السيطرة على مزيد من الأراضي واعتبر أن اتفاق الهدنة غير ممكن في ظل استمرار هجمات دمشق وحلفائها في إشارة لمخاطر تهدد الاتفاق الذي أبطأ وتيرة القتال.
وتمثل تعليقات جيش الإسلام الذي يلعب دورا بارزا في المعارضة السورية تحديا للحكومات الأجنبية التي تأمل في أن يتيح «اتفاق وقف الأعمال القتالية» فرصة لاستئناف محادثات السلام في وقت لاحق الأسبوع المقبل.
ويبدو أن موقف المعارضة السورية يتناقض مع مواقف الغرب الداعم لها بشأن نجاح الهدنة. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين استمع من قادة أوروبيين ترحيبهم بما يبدو أنه صمود للهدنة الهشة وقالوا إن من الضروري استغلالها لمحاولة تحقيق السلام بدون الرئيس بشار الأسد.
وساهمت الهدنة التي بدأت يوم السبت في إبطاء وتيرة الحرب في سوريا لكن معارضين ممن يقاتلون ضد الأسد يقولون إن القوات الحكومية لم تكف عن مهاجمة خطوط أمامية لها أهمية استراتيجية في شمال غرب سوريا. ولم تعلن المعارضة حتى الآن موقفها من حضور مباحثات السلام المقررة في جنيف يوم الأربعاء المقبل. ويقول الأسد الذي تعزز وضع قواته بفضل خمسة أشهر من الغارات الجوية الروسية إن الجيش يحترم الاتفاق. ولا يشمل الاتفاق جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة ولا داعش إذ تعهدت موسكو ودمشق بمواصلة الحرب عليهما.
ولجبهة النصرة حضور قوي في غرب سوريا حيث تتداخل مع فصائل وافقت على اتفاق الهدنة وهي فصائل يصفها الغرب بالمعتدلة. ولم تتحدث وسائل الإعلام السورية بشكل يذكر عن العمليات في غرب البلاد منذ بدء سريان اتفاق الهدنة.
وقال محمد علوش رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام إن «خروقات كبيرة من جهة النظام» قد سمحت له بالاستيلاء على مناطق جديدة «واستخدام كافة أنواع السلاح لاسيما الطيران والبراميل المتفجرة في بعض المناطق وحشود لاحتلال مناطق استراتيجية مهمة جدا.»
وقال جيش الإسلام في بيان منفصل «بالنسبة لنا لم تتوقف الحرب عمليا على الأرض في ظل هذه الانتهاكات أما في حال تمت الهدنة فهي فرصة لإعادة بناء المجتمع والإنسان حيث حاولت آلة الحرب تدميرهما.» في غضون ذلك، دعا زعماء أوروبيون، أمس، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لدعم الجهود الرامية لتحويل اتفاق «وقف الأعمال العدائية» في سوريا، إلى اتفاق سلام طويل الأمد.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية قالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إن محادثة هاتفية جرت، أمس، بين كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، فرانسوا أولوند، ورئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينتسي وبوتين، واتفق الزعماء على ضرورة صمود إتفاق «وقف الأعمال العدائية».
ووجه الزعماء الأوروبيون، في اتصالهم الذي استمر 50 دقيقة، دعوة للرئيس الروسي، لخلق «ديناميكية إيجابية»، وذلك قبيل استئناف محادثات جنيف المرتقبة بين أطراف الصراع، الأسبوع المقبل، مشددين على أهمية السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصرة. وأكد رئيس الوزراء البريطاني، أن «هزيمة تنظيم داعش، مصلحة مشتركة، وبالتالي فإن دعم عملية السلام في البلاد، وصولًا لتشكيل حكومة مستقرة شاملة، تحظى بدعم جميع السوريين، سيصب في المصلحة العامة».
وبحسب المصدر، «أوضح بوتين خلال الاتصال، أن المهمة الرئيسية، في الوقت الراهن، هي الحفاظ على الهدنة، والتأكد من استمرارها، ومن ثم جمع الأطراف المعنية حول الطاولة في جنيف، الأسبوع المقبل، لبدء مباحثات الانتقال السياسي».
وقال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في تصريح، إنّ «اتفاق وقف الأعمال العدائية، يتم تطبيقه بشكل عام في سوريا، باستثناء مناطق في محافظات حماة وحمص واللاذقية، التي ما زالت تشهد اشتباكات».