فتح وحماس..”عقبات غير مبررة” تعترض تنفيذ بنود اجتماع قادة الفصائل ودعوات لإنهاء الانقسام

وهج 24 : في مؤشر على وجود خلافات تعترض طريق تحقيق المصالحة، وتنفيذ التفاهمات التي جرت مؤخرا بين فتح وحماس، رغم تكتمهما على تلك الخلافات، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إن “عقبات غير مقنعة لأحد، وغير مبررة” على الإطلاق، تعطل قيام القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية، وفق ما جرى الاتفاق عليه في اجتماع الأمناء العامين للفصائل في الثالث من سبتمبر الماضي. 

ولم تجد “القدس العربي” أجوبة عند عدد من مسؤولي الفصائل الفلسطينية، حول تأخر عقد الاجتماع القيادي الثاني المقرر للأمناء العامين للفصائل، والذي اتُفق على أن يكون هذه المرة في العاصمة المصرية القاهرة، من أجل تشكيل لجنة تضع آليات لإقرار خطوات إنهاء الانقسام، وفق ما تم الاتفاق عليه في مباحثات فتح وحماس في إسطنبول يوم 24 من شهر سبتمبر الماضي، بعد توافق بين الحركتين على إجراء الانتخابات بآلية تبدأ بالتشريعية ثم الرئاسية والمجلس الوطني، كمدخل لإنهاء الانقسام. 

وكان من المفترض أن يعقد الاجتماع يوم الثالث من أكتوبر، غير أنه تأخر كل هذا الوقت. وقال مسؤول في إحدى الفصائل فضّل عدم ذكر اسمه، إنهم بانتظار أن يكون هناك “توافق جديد” بين فتح وحما، على موعد الاجتماع، لافتا إلى أن الاتفاق على الانتخابات يشكل أرضية جيدة للانطلاق نحو خطوات أخرى، لكنه في الوقت ذاته قال إن هناك ملفات أخرى في المصالحة، لم يتم التوصل إلى حلول بشأنها، وأن الجميع كان يطمح بحلها في اجتماع القاهرة المؤجل. 

وفي المجالس السياسية يتردد أن هناك خلافات فنية عديدة لا تزال تعترض طريق المصالحة، وتطبيق التفاهمات التي جرت مؤخرا بين فتح وحماس، بالرغم من تجنب قادة الحركتين الحديث عن تلك الخلافات حتى هذا الوقت، ومن بين الخلافات، ملفات إدارية لها علاقة بتوحيد المؤسسات بين غزة والضفة والموظفين، وتشكيل محكمة الانتخابات، وغيرها من الأمور. 

ومع تأخر الخطوات العملية لإنجاز المصالحة، شددت قيادة القوى الوطنية والإسلامية على ضرورة إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية لمواجهة كافة اجراءات الاحتلال وممارساته بحق الشعب الفلسطيني، عبر وحدة صف وطني يضم الجميع تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين في كافة أماكن تواجده. 

أما الجبهة الديمقراطية فقد دعت في بيان لها أصدرته مؤخرا، كلا من السلطة الفلسطينية، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وحركتي فتح وحماس، بشكل خاص، إلى الانتقال فوراً من “سياسة الانتظار والمشاورات” التي قالت إنها طالت أكثر مما ينبغي، نحو “الخطوة العملية التي يترقبها شعبنا في الوطن والشتات”. 

وقالت إن هذه الخطوة تكون من خلال الإعلان عن القيادة الوطنية الموحدة، وإطلاق برنامجها في مقاومة الاحتلال والاستيطان وخطوات الضم الزاحف والضم بالأمر الواقع، ما يجعل من كل شبر في الضفة، ميداناً للمقاومة الشاملة، وما يعيد الاعتبار للقضية الوطنية باعتبارها “قضية تحرر وطني لشعب تحت الاحتلال، يناضل من أجل حقوقه الوطنية المشروعة، التي أعادت الأمم المتحدة، منذ أيام، التأكيد عليها، في تقرير المصير، والاستقلال والعودة. 

جدير ذكره انه جرى الإعلان بعد اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس يوم الثالث من سبتمبر ما بين رام الله وبيروت، عن عدة نقاط توافقية، منها تشكيل القيادة الموحدة للمقاومة الشعبية، وهو إطار لم يصدر عنه سوى بيان جماهيري دعا لفعاليات شعبية منددة بالتطبيع، لكن دون الإعلان عن قيادة هذا الإطار المفترض أن يلاقي دعما من منظمة التحرير. 

كما جرى الاتفاق على تشكيل لجنة تقوم بوضع آلية لتجاوز الانقسام، في مدة خمسة أسابيع، لكن حتى اللحظة لم يجرِ تشكيل هذه اللجنة، كما لم يجرِ تنفيذ أي من التفاهمات الخاصة بالانتخابات العامة، التي جرت بين وفدين قياديين من فتح وحماس نهايات الشهر قبل الماضي في مدينة اسطنبول التركية. 

وقد توافق الفريقان على عقد الانتخابات بأن تبدأ بالتشريعية ومن ثم الرئاسية والمجلس الوطني، في مدة أقصاها 6 أشهر، وتكون وفق التمثيل النسبي الكامل، حيث أجرت قيادتا الحركتين عدة لقاءات مع فصائل فلسطينية وأطراف عربية لدعم تلك التوافقات، التي لم تجد لها تطبيقا عمليات حتى اللحظة، خاصة وأنه لم يصدر مرسوم الانتخابات، كما لم يجرِ عقد الاجتماع القيادي الثاني لإقرار خطوات إنهاء الانقسام. 

وكان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، دعا إلى استكمال خطوات تحقيق المصالحة وبناء الشراكة الكاملة في المقاومة الشعبية والموحدة، وإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ومجلس وطني فلسطيني، وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير لتضم كل الفصائل والقوى وتشكل مظلة لشعبنا في الداخل والخارج. 

وأكد أن حركة حماس متمسكة بالوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة، وقال: “لن تتراجع عن التفاهمات التي توصلت إليها مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية”، داعياً إلى “استكمال ما تبقى لإنجاز اتفاق فلسطيني يرقى لمستوى المرحلة”. 

وأشار إلى أن الفلسطينيين أمام “متغيرات استراتيجية” في الواقع العربي والإسلامي والفلسطيني، وإعادة تشكيل للمنطقة، وقال: “فلا يجب أن نكتفي بردة الفعل والجري وراء الأحداث، بل يجب أن نكون مستعدين لامتلاك زمام المبادرة، وأن نصنع الحدث، وأن نضع أجنداتنا، وهذا لا يتأتى إلا بامتلاك قوة الوحدة والاعتصام بحبل الله”. 

وأضاف: “لا يهمنا كفلسطينيين من يكون في البيت الأبيض، ما يهمنا هو سياسة هذه الإدارة، وللأسف الإدارات المتعاقبة جميعها كانت منحازة”، وشدد على ضرورة عدم الوقوع مجددا في فخ “الوهم السياسي” المتعلق بالعودة للمفاوضات، وقال: “هذا المسار انتهى ووصل إلى طريق مسدود”، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية واجهت “مثلث الشر السياسي” خلال السنوات الماضية والذي تمثل بصفقة القرن وخطة الضم وسياسة التطبيع. 

وتابع: “قطعنا شوطا جيدا على هذا الطريق، وتوصلنا لمفاهيم قائمة على ضرورة إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني وتفعيل مبدأ الشراكة في الميدان والسلطة وإطار منظمة التحرير، وبتنا على أعتاب إنجاز هذا الطريق”.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا