“حماس” تبدأ انتخاباتها الداخلية في قطاع غزة وفق آلية جديدة
وهج نيوز : بدأت حركة حماس الجمعة، أولى مراحل انتخاباتها الداخلية على مستوى قطاع غزة، لاختيار قيادتها الجديدة للسنوات الأربع القادمة، وفق تعديلات أجرتها على النظام الانتخابي، أعطت بها الحق لمن مضى على عضويته 15 عاما، أن يكون ضمن قوائم المتنافسين.
وعلمت “القدس العربي” أن الانتخابات الحالية تجرى حاليا وفق آلية اعتمدت للمرة الأولى، تشمل إدراج أسماء من مضى على عضويته في الحركة 15 عاما، ليكونوا ضمن من يحق انتخابهم في “المناطق”، وهي الأماكن السكنية الكبيرة في غزة، والتي تشمل الأحياء والمخيمات والقرى.
وفي الانتخابات السابقة، كان يعطى حق إدراج اسم من يحمل رتبة “رقيب” وهي رتبة تنظيمية في حركة حماس، وليس لها علاقة بتلك الرتبة العسكرية، للترشيح لعضوية المنطقة، والتي تعتبر النواة الأولى لانتخاب أعلى هيئة قيادية في الحركة.
وتتيح الإجراءات الجديدة، لعدد أكبر من أعضاء الحركة التنافس على شغل مناصب في الهيئات القيادية.
وفي انتخابات حماس الداخلية، لا يقوم الشخص بترشيح نفسه على غرار باقي التنظيمات الفلسطينية، لكن من تتوفر فيه شروط تؤهله لشغل المنصب القيادي سواء في مجالس الشورى الفرعية، أو مجلس الشورى العام، أو حتى المكتب السياسي سواء الفرعي أو العام، يدرج في القائمة، التي تطرح على أعضاء كل مرحلة من مراحل الانتخاب، ليكون مرشحا من ضمن المرشحين، حين يتم اختيار من يحصلون على أعلى الأصوات.
كما ستتم خلال الانتخابات الحالية مراعاة إجراءات الوقاية والسلامة الخاصة بمواجهة فيروس “كورونا”، حيث أبلغ أعضاء الحركة وقادتها الذين يحق لهم الاقتراع، عبر دعوات رسمية وجهت لهم، من اللجان المشرفة على أولى مراحل الانتخاب، الحضور إلى أماكن الاقتراع المحددة، وفق جدول زمني موزع على طول ساعات اليوم، لمنع الازدحام.
ومن المقرر أن تعقد هذه المرحلة الأولى في كافة مناطق قطاع غزة، حيث سيصار بعد ذلك إلى تشكيل مجالس شورى في محافظات قطاع غزة، من بين الفائزين في الانتخابات الأولية، التي تعرف بين أعضاء الحركة باسم “المحليات”.
وهذه الخطوة تسبق عقد اجتماع لمجالس الشورى المنتخبة، لتشكل من بين أعضائها مجلس الشورى العام لحركة حماس في قطاع غزة، والذي أيضا يتم من الاختيار من بينهم، أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، وهم أعلى هيئة قيادية في القطاع.
ومن المقرر أن تجرى انتخابات أخرى لقيادات حركة حماس في إقليم الخارج، وكذلك في الضفة الغربية، بذات الطريقة التي تجرى في غزة، وتحيط الحركة انتخاباتها بشكل عام، وخاصة في الضفة الغربية بسرية تامة، ولا تفصح عن أسماء قادتها هناك، على غرار ما يحصل في إقليم غزة وإقليم الخارج.
لكن لم يتم الكشف عن موعد الانتخابات التي ستجرى في الضفة، ولا مواعيدها، بسب الأوضاع الأمنية، والملاحقة المستمرة لنشطاء الحركة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت حركة حماس انتخبت قبل شهرين تقريبا، قيادتها الجديدة في السجون، وهي هيئة قيادية يكون لها تمثيل في سلم الحركة القيادي، وحسب ما يعرف فإن اللوائح الانتخابية الخاصة بالحركة، فإن إفرازات انتخابات السجون تعد جزءا من السلم القيادي للحركة، حيث يكون رئيس الهيئة القياديّة العليا لحماس داخل السجون ونائبه عضوان في مجلس الشورى العام، وهو الإطار التنظيمي الذي يختار أعضاء المكتب السياسي، أعلى جهة قيادية في الحركة.
وتستمر انتخابات حماس لعدة أسابيع، حيث تعقب انتخاب المكاتب السياسية الفرعية في الضفة وغزة والخارج، انتخاب المكتب السياسي العام للحركة، من بين ممثلي الحركة في كافة الأقاليم.
ولا يعرف هذه المرة إن كانت القيادة الحالية لحركة حماس في غزة بقيادة يحيى السنوار، ستستمر في قيادة الحركة لولاية جديدة تمتد لأربع سنوات، بعد أن حظيت بهذه الثقة سابقا في عام 2017، أم سيتم انتخاب قيادة جديدة، أو تطعيم القديمة بأسماء جديدة.
وكانت تقارير سابقة، تحدثت أن أبرز المرشحين لقيادة الحركة في الأعوام الأربعة القادمة، هما رئيس المكتب السياسي الحالي إسماعيل هنية، ورئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل.
ووفق لوائح حماس الانتخابية، لا يحق للشخص قيادة الحركة في المكتب السياسي العام أو المكاتب الفرعية، سوى لدورتين متتاليتين.
وتأتي الانتخابات الحالية للحركة، في ظل استعداداتها لخوض عمار المنافسة على الانتخابات التشريعية المقرر أن تعقد يوم 22 مايو، أيار القادم، حيث يرى المراقبون أن القيادة الجديدة سيكون لها بصمة في تحديد شكل القائمة التي سترشح لخوض غمار هذه الانتخابات.
ووفق المعلومات، فإن حركة حماس، اتخذت قرار بسريع إجراء الانتخابات الداخلية، وإنجازها مع نهايات شهر مارس القادم، في كل المناطق والمواقع، للتفرغ لمراحل الإعداد والتجهيز للانتخابات البرلمانية، خاصة بعد أن رفض مجلس شورى الحركة العام، تأجيل الانتخابات الداخلية.
وتنتهج حماس سياسة تقوم على اختيار نائب رئيس الحركة من الضفة في حال كان رئيس الحركة من غزة، كما هو الوضع حاليا، حيث يشغل صالح العاروري منصب نائب الرئيس، فيما توكل ذات المهمة لقيادي من غزة، في حال كان قائد الحركة من الخارج، كما في فترة تواجد مشعل في زعامة الحركة، حيث كان هنية يشغل منصب النائب، ومن قبله موسى أبو مرزوق.
وتجرى الانتخابات الحالية، في ظل دعوات أطلقها قادة من حماس تولوا في السابق مناصب قيادية، مثل الدكتور أحمد يوسف والدكتور غازي حمد، طالبوا فيها قاعدة الحركة بإحداث تغيير في الشكل النمطي للقيادة في الانتخابات التي تنطلق الجمعة.
وقد دعا حمد في مقال له حمل عنوان “انتخابات حماس.. بين النمطية التقليدية والتجديد المطلوب”، بشكل مباشر إلى تغيير النمط التقليدي لقيادة الحركة، وكتب في مقالة المطول: “مطلوب من الحركة أن تقف وقفة جادة وتعمل على مراجعات حقيقية لسياساتها وأدائها، وتعرف في أي مربع تقف وإلى أين تتجه ومتى ستصل. وتفسح المجال أمام الخروج عن المسار والنمط التقليدي الذي دأبت عليه منذ عقود، وبداية ذلك إجراء تغيير داخلي جوهري”، وأضاف مخاطبا من يحق لهم الانتخاب في حماس: “من الخطأ حصر انتخابات حركة كبيرة وذات تاريخ وحضور شعبي ووطني في (جدر) حزبية محضة أو لمجرد تمرير قيادات تقليدية، أو أن يكون الهم الأكبر أن تنهي حماس انتخاباتها بسلام”، لافتا إلى أن هناك من يريد إبقاء الانتخابات “نمطية تقليدية منغلقة”.
فيما طالب أحمد يوسف، الذي شغل سابقا منصب مستشار هنية السياسي، بأن يعرف المنتخبون قدرات عطاء المرشح للمنصب الفكري وحضوره الإقليمي والدولي، وما يمتلكه من تجربة ورؤية نضالية للخلاص الوطني.
المصدر : القدس العربي