رحلة صعبة بمجلس الشيوخ تنتظر خطة بايدن لإنعاش الاقتصاد
وهج نيوز : بدأ مجلس الشيوخ الأمريكي، صباح الجمعة، (مساء الخميس بتوقيت واشنطن) دراسة خطة ضخمة بمقدار 1.9 تريليون دولار لإنعاش الاقتصاد اقترحها الرئيس جو بايدن.
ويشكل التصويت على الخطة، الإثنين، أول اختبار لقدرة الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن، على تمرير مشاريع القوانين في ظل التقارب الكبير في التمثيل مع الجمهوريين.
وفق الإجراءات المتبعة، سيكون أمام المجلس 20 ساعة لإنهاء دراسة الخطة والتصويت عليها.
ويبدو أن المجلس، المنقسم بحدة بين الديمقراطيين والجمهوريين، أمام ماراثون مثير على مدى العشرين ساعة.
فما هي الإجراءات التي تنص عليها القوانين، والتي يجب أن تمر بها الخطة قبل التصويت عليها؟
هاريس ترجح كفة الديمقراطيين
الخطوة الأولى كانت التصويت على بدء بحث الخطة، فصوت لصالحه الديمقراطيون وعددهم 50، فيما صوت الجمهوريون، وعددهم 50 أيضا ضد نقاش الخطة من أساسها.
ودفع هذا التعادل في الأصوات حول مناقشة الخطة، نائبة الرئيس كاملا هاريس إلى التدخل، إلى استخدام حقها الاختياري بالتصويت، بصفتها رئيسة مجلس الشيوخ وفقا للدستور الأمريكي، مرجحة كفة الديمقراطيين.
الجمهوريون يضعون العراقيل
وفي خطوة رأى فيها مراقبون تعقيدا للأمور وتضييقا للوقت، طلب الجمهوريون قراءة نص الخطة كاملة، وعدد صفحاتها 60 صفحة، ويتوقع أن تستغرق تلاوتها 10 ساعات كاملة.
وبعد قراءتها أمام أعضاء المجلس 20 ساعة لمناقشتها، بندا بندا وكلمة كلمة ورقما رقما، كما يصر الجمهوريون، ما يوحي أن تمريرها بأغلبية 60 عضوا، بحلول الإثنين، أمر بعيد المنال.
وما يزيد الأمور تعقيدا، توجه الجمهوريون لاقتراح تعديلات على بنود مختلفة من الخطة، وطلب التصويت على كل تعديل منفردا.
قواعد التسوية
ويظهر التصويت على بدء نقاش الخطة في مجلس الشيوخ، اليوم، وقبله إقرارها في مجلس النواب السبت الماضي، تمترس الحزبين كل خلف مواقفه، إذ صوت جميع الديمقراطيين في المرتين لصالح الخطة، فيما صوت جميع الجمهوريين ضدها.
وهذا الانقسام يجعل من حصول الخطة على تأييد 60 عضوا في مجلس الشيوخ أمرا مستحيلا.
واستبق الديمقراطيون ذلك بالتصويت في مجلس النواب على مشروع قانون يسمح بتمرير الخطة في مجلس الشيوخ، دون موافقة الجمهوريين، بأغلبية بسيطة دون الحاجة لـ60 صوتا.
واستند الديمقراطيون إلى ما يعرف بـ”قواعد التسوية” في الكونغرس، والتي تسمح بتمرير مشاريع قوانين تخص الموازنة بأغلبية بسيطة.
لكن هذا الخيار يواجه معارضة من بعض الأعضاء الديمقراطيين، ممن يوصفون بالتقدميين، وعلى رأسهم السيناتور بيرني ساندرز.
وغداة تلويح الديمقراطيين باللجوء إلى “قواعد التسوية”، السبت الماضي، قال ساندرز إن هذه القواعد “عفا عليها الزمن وغير ديمقراطية”.
مضمون الخطة
وتبلغ قيمة الخطة 1.9 تريليون دولار، وتهدف، وفقا لبايدن، إلى إخراج الاقتصاد الأمريكي من أزمة جائحة كورونا.
وتتضمن الخطة مدفوعات مباشرة بمقدار 1400 دولار لكل بالغ، بحيث تضاف إلى مبلغ 600 دولار بموجب خطة أقرها الكونغرس وصادق عليها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في ديسمبر الماضي، بمقدار 900 مليار دولار.
كما تتضمن الخطة الجديدة (خطة بايدن) رفعا لإعانات البطالة الفيدرالية إلى 400 دولار في الأسبوع وتمديدها حتى نهاية سبتمبر/ أيلول، بدلا من نهاية مارس/آذار وفقا للخطة السابقة.
وكان يفترض أن تتضمن الخطة مضاعفة الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولارا في الساعة، من 7.5 دولار حاليا، لكن هذا الجزء شطب من الخطة بصيغتها التي صوت عليها مجلس النواب، وبدأ مجلس الشيوخ نقاشها اليوم.
لكن رئيسة الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، نانسي بيلوسي، أكدت في وقت سابق إصرار الديمقراطيين على تمرير مشروعهم برفع الحد الأدنى للأجور، في وقت لاحق.
المصدر : (الأناضول)