لبنان.. ثوّار “إثنين الغضب” يقطعون أوصال البلد ويسخرون من “بي الكل” ومحاولته وضع الجيش في مواجهة الشعب- (صور)

وهج نيوز : تجدّدت ثورة 17 تشرين/أكتوبر وعمّت الاحتجاجات مختلف المناطق اللبنانية تحت عنوان “إثنين الغضب” حيث قُطعت الطرقات على وقع الأناشيد الحماسية وعلت الهتافات المندّدة بالطبقة الحاكمة ورفع البعض في المناطق المسيحية صور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ولافتات تنادي بتطبيق القرار 1559، مطالبين بانتخابات نيابية مبكرة وموجّهين الانتقادات لرئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل ولتحالفهما مع حزب الله.

وبدأت الحركة الاحتجاجية منذ الصباح الباكر وارتفع الدخان الأسود جرّاء إشعال إطارات السيارات وحاويات النفايات من أقصى الشمال حتى الجنوب وصولاً الى البقاع اعتراضاً على الأوضاع الحياتية والمعيشية وارتفاع سعر صرف الدولار الذي بلغ 10400 ليرة.

وشدّد النائب أسامة سعد خلال تجمّع في صيدا “على الإنقاذ وضرورة الخروج من الأزمات”. وفي ساحة الشهداء أطلق مناصر لحزب الله النار في الهواء على محتجين وفرّ إلى الخندق العميق.

وفيما كان الشعب اللبناني ينتظر من الطبقة الحاكمة إعلان فشلها والرحيل، إذ بها تواصل سياسة الإنكار والمكابرة، وتوصي بعد الاجتماع الأمني والمالي والقضائي الذي انعقد في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون بقرارات لا ترقى إلى مستوى الأزمة، لا بل تعيد التأكيد على رفض قطع الطرق ودعوة الأجهزة الأمنية والعسكرية إلى القيام بواجباتها كاملة، ما أدى إلى نقمة من المحتجين على رئيس الجمهورية، رافضين أن يُسمّى “بي الكل”، وساخرين من قوله “أتيت لأحدث التغيير ولن أتراجع”، ورأوا في القرارات “اعتداء على اللبنانيين”، سائلين “لماذا يرغبون في وضع الجيش في مواجهة الشعب؟”.

واستهجن رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل ما صدر عن اجتماع بعبدا، ووصفه بـ”اجتماع انقلابي قمعي بدلاً من تطبيق الدستور وتشكيل حكومة والدعوة لانتخابات نيابية لإنقاذ لبنان”.
وكان الرئيس عون أكد أن “الأوضاع المستجدة على الصعيدين المالي والأمني تحتاج إلى معالجة سريعة لأننا نشهد ارتفاعاً غير مبرّر في سعر صرف الدولار بالتزامن مع شائعات هدفها ضرب العملة الوطنية وزعزعة الاستقرار”. وطلب “من الإدارات والجهات المعنية “قمع المخالفات التي تحصل لا سيما التلاعب بأسعار المواد الغذائية واحتكارها وحرمان المواطن منها”، كذلك طلب من الأجهزة الأمنية “الكشف عن الخطط الموضوعة للإساءة للبلاد لا سيما بعدما توافرت معلومات عن وجود جهات ومنصات خارجية تعمل على ضرب النقد ومكانة الدولة المالية”.

وتناول عون الوضع الأمني في البلاد وقال “إذا كان من حق المواطنين التعبير عن آرائهم بالتظاهر إلا أن إقفال الطرقات هو اعتداء على حق المواطنين بالتنقل والذهاب إلى أعمالهم لا سيما بعد أسابيع من الإقفال العام الذي فرضه حال التعبئة العامة لمواجهة وباء كورونا”. ورأى أن قطع الطرق مرفوض وعلى الأجهزة الأمنية والعسكرية أن تقوم بواجباتها كاملة وتطبيق القوانين دون تردّد، وخصوصاً أن الأمر بات يتجاوز مجرد التعبير عن الرأي إلى عمل تخريبي منظّم يهدف إلى ضرب الاستقرار”.

ونبّه رئيس الجمهورية اللبنانيين الى “خطورة الشعارات التي يتم رفعها بقصد المساس بوحدة الوطن وإثارة الفتن والنيل من الدولة ورمزها”، مؤكداً أنه “ماض في برنامجه الإصلاحي مهما بلغت الضغوط”، وقال “أنا أتيت لأحدث التغيير الذي ينشده اللبنانيون ولن أتراجع”.

بدوره تحدث رئيس حكومة تصريف الأعمال حسّان دياب وقال “الوضع الذي وصلنا إليه على مستوى عالٍ من الخطورة. هناك من يتلاعب بسعر صرف الدولار الأمريكي كيفما يشاء، ويتحكّم بمصير البلد”. وسأل “هل يعقل أن تتحكم منصّات مجهولة بسعر صرف الدولار والدولة بكل أجهزتها عاجزة عن مواجهة هذه المنصات؟ هذه المنصّات سياسية وليست مالية، ولذلك فإن هدفها الحقيقي ليس تحديد سعر الصرف في السوق السوداء، إنما تهدف إلى خراب لبنان عبر التأثير على الواقع الاجتماعي والمعيشي لتحريض الناس ودفعهم للخروج إلى الشارع”. ورأى أن “هناك من يدفع البلد نحو الانفجار، ويجب أن يكون حسم وحزم في التعامل مع هذه القضية، وقطع الطريق على التلاعب بمصير البلد من قبل جهة أو جهات تتآمر على الناس ولقمة عيشهم وتتلاعب بالاستقرار الاجتماعي والأمن الوطني”.

وبعد التداول تقرّر تكليف الأجهزة الأمنية ضبط جميع الأشخاص الذين يخالفون أحكام قانون النقد والتسليف وقانون تنظيم مهنة الصرافة سواء كانوا من الصرافين المرخصين أو غير المرخصين الذين يمارسون المضاربة، والعمل على استكمال إقفال المنصات والمجموعات الإلكترونية غير الشرعية المحلية التي تحدّد أسعار الدولار الأمريكي تجاه الليرة اللبنانية”، كما تقرّر “الطلب من الأجهزة الأمنية والعسكرية عدم السماح بإقفال الطرق مع الأخذ بالاعتبار المحافظة على سلامة المواطنين والمتظاهرين وعلى الممتلكات العامة والخاصة”.
غير أن الجيش بقي على الحياد ولم يتدخّل لفتح الطرقات وخصوصاً في مناطق الدورة وجل الديب والزوق وجبيل، فيما عمل على إبقاء شريان الجنوب مفتوحاً لعدم إثارة حساسية حزب الله.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا