رسالة الأردن إلى مؤسساته الإعلامية ….
بقلم الاعلامي الدكتور هاني العدوان …..
كنت اعلم كما الاردنيين جميعا ان الموضوع لا يتجاوز خلاف بين أفراد الأسرة الواحدة وسيتم تخطيه بالحكمة التي لن تغب ابدا ولا بد أن تتجلى ، وكيف بها اذا كانت في عرين الهاشميين .
إلا أنه وفي سياق ما حدث لابد من كشف الغطاء عن وجوه النفاق التي رافقت المشهد إذ سرعان ما انتقل بنا إعلام التهويل والتطبيل والتزمير بلقاءاته مع ما ألصق بهم من تسميات مثل آراء مفكرين وسياسين وعلماء وفطناء وكلهم باتوا أوصياء على عقول الاردنيين يرسمون له دلالات اي حدث وما عليه إلا الانصياع لجملة ارائهم وتصوراتهم .
قد يقبل البعض منا ببعضهم لكن لن نقبل ابداء زيفهم وكذبهم ونفاقهم وتقلب مواقفهم بسرعة البرق من أقصى الغرب إلى أدنى الشرق .
واذا ما استعرضنا مواقف بعضهم المقصود ساعة الحدث قبل أيام ومواقفهم بعد طلوع فجر المحبة وزوال العتمة فإننا نحزن على صورتنا الغبية التي رسموها في اذهانهم ونحزن أكثر ونعتب على مؤسسات إعلامية كانت مدارسا وصروحا صدرت للعالم عمالقة يشار لهم بالبنان ، لم تتطور بأدائها بعد وبقيت تتوقع في دائرة الإنحسار بعقليه وفكر مرتجف لا يتماهى ابدا مع طبيعة الشعب الاردني عالي الثقافة ووطنه الذي بات أشد افتقارا للانتماء الصادق الملتزم لترابه وشؤونه وقضاياه وليس التزلف الذي يعكس صورة بشعة للتخلف تنعكس على صورتنا الجميلة وتشوهها في عيون العالم .
الاردن أكبر من تفاهاتهم وترهاتهم واكبر من نفاقهم وتزلفهم وكذبهم .
لقد سممتم ابداننا وحجرتم على عقولنا وكممتم أفواهنا بتقديمكم هذه الثلة المنافقة التى لا ترقى إلى جزء من اوصافكم لها عند فرضها علينا عبر منابركم الإعلامية ، وطعنتم بها خاصرة الوطن وحرمتموه من مفكريه بتغييبكم واقصائكم كفاءاته الوطنية الملتزمة الصادقة بحبها وانتمائها وولائها بدون زيف ونفاق .
كم كانت امنياتنا ان نرقى بادائنا وتناولنا للأحداث بعقليه ناضجة تراعي خصوصياتنا بعقلية متفتحة وهذا لا يتأتى وفق منهجية التغييب والاقصاء المتعمد للكفاءات الوطنية والإصرار على تقديم الرويبضة في كل شأن وطني ، وليس بغريب ما آلت اليه احوالنا المحزنة والمبكية .
يكفي فالغصة تجاوزت القلوب وبلغت الحناجر ارحمونا وارحموا الوطن من النفاق والتزلف والتهويل والتطبيل والتزمير فهذه لا تؤسس ابداء لبناء وتقدم ونماء أوطان بل هي العصا الكأداء التي تعيق كل ما يسمو ويتطلع اليه قيادة وشعب هذا البلد الطيب .
حفظ الاردن وقيادته وشعبه
من كل مكروه