الشعبوية المجتمعية !!!
المهندس هاشم نايل المجالي ……..
كثير ما نسمع مصطلح الشعبوية فهو من اكثر المصطلحات السياسية غموضاً ، لانه يفتقر الى بنية مفهومية واضحة المعالم ، وهناك من يعتبره ضرب من السياسة يسعى الى تمثيل مصالح ورغبات الناس العاديين ، الذين يشعرون بان جماعات النخبة المتنفذين من الطبقات السياسية ورؤوس الاموال واصحاب المنافع تتجاهل مطالب الطبقة الشعبية البسيطة .
فهو بمثابة خطاب شعبي سياسي قائم على انتقاد تلك السياسات المتغولة على حقوقهم خاصة انه في كثير من الدول تم اخماد الديمقراطية فيها ، وتم تحويلها الى احتفال بالانتخابات فقط .
وبالتالي فان التدخل الشعبي السلمي وفق الطرق المصرح بها سيؤدي الى اعادة القوة الى ديمقراطية تنادي بالمطالب الشعبية ، اي ان الشعبوية انتجت هوية مجتمعية غير رسمية وغير قانونية ، لكنها بمثابة تضامن اجتماعي تتخاصم مع السلطة التنفيذية به لتحقيق سلسلة من المطالب لوقوع ضرر على الغالبية الشعبية .
وهناك من يحولها الى مسمى الانتفاضة الشعبية او حركة شعبية اجتماعية ، وهي كحد تخاصمي بين تلك الفئة الاجتماعية من جهة والسلطة التنفيذية من جهة اخرى ، وهناك من يعتبرها رد فعل ديمقراطي على التجليات الغير ديمقراطية ، وان الشعبوية ديمقراطية في جوهرها ولها ابعاد ايجابية في كثير من الاحيان عندما تكون المطالب منطقية ، وعندما تشير الى كثير من المخالفات والتجاوزات للسلطة التنفيذية .
وان الشعب غير مقيد ويحق له ان يعبر عن ارائه بطرق سلمية بعيداً عن الدسائس التي من الممكن ان تعصف بالحركة الشعبية وتحولها الى مسار آخر اكثر حدية وتصادمية ، وتصعيداً غير مبرر ولا سقف له .
والجهات الرسمية تزيل كثيراً من القيود اتجاه ذلك ، على اعتباران تلك الحركة من بعض الحقوق الفردية والجماعية في اطار ديمقراطي سلمي كونهم يعتبرون ان النخب السياسية المتنفذة لا تمثلهم ولا يجوز ربطها بأي شخص يمثل زعامة شعبية .
وحتى أن كثيراً من تلك الحركات الشعبية تنتقد البرلمان المنتخب عندما لا يستطيع ان يحقق رغبات الشعب او يحمي الشعب من تغول السلطة التنفيذية على حقوقهم .
ان الظاهرة الشعبوية ستبقى ما بقيت الديمقراطية قائمة في اي دولة ، وقد اصبحت تضع نوعاً من انواع سيادة الارادة الشعبية بالطرق السلمية ، وتجري تقسيماً اخلاقياً بين ( نحن ) و( هم ) عندما تفقد الثقة في من يتولون السلطة التنفيذية حيث يتم انتقادهم .
لذلك لا بد من وجود حلقات وسيطة بين السلطة التنفيذية وممثلين عن الحركات الشعبية المختلفة ، يجلسون على طاولة الحوار لتحقيق المصالحة وتقريب وجهات النظر ، بما يرضي الطرفين بعيداً عن استخدام القوة في فض تلك الحركات ، وهذه الحلقات الوسيطة متعددة ومتنوعة .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]