الدستور الاخلاقي !!!
المهندس هاشم نايل المجالي ……
لا احد من ابناء الشعب يعترض على اهمية الاصلاح لوطنهم من كافة النواحي ، وأهمهما الجانب الاخلاقي الذي يرسم القيم الفاضلة في تحقيق الاصلاح الحقيقي ، الذي ينطلق من رؤية واضحة يود من خلالها القائمون على الاصلاح الانتقال بالمجتمع مما هو عليه الآن الى ما هو افضل ، تحقيقاً لرغبات وطموحات وآمال المجتمع .
اي اننا امام دستور اخلاقي ، فنجاح المشاريع الاصلاحية وازدهار الوطن والرقي به واستدامة منعته يرتبط بتطبيق القيم الفاضلة والاخلاقية ، فاذا سقطت الاخلاق سقط معها كل شيء ، فهذه القيم الاخلاقية تحفظ الشعب من الهلاك وتفكك المجتمع والفوضى الاسرية والمجتمعية وتنعدم المعنويات .
فدورالاصلاحين والموجهين التربويين واصحاب الخبرة المجتمعية بالتوعية والارشاد والتوجيه ، لا يقل عن دور المهندسين والاقتصاديين والسياسيين والاعلاميين .
فالتوجيه السليم للفرد يسعى ويدعو الى التشغيل الكامل لطاقة الفرد في مجتمعه ، ويضاعف الانتاج ويقلل من الاستهلاك وان الازمات والظروف الاستثنائية تحتاج الى سلوك استثنائي ، لان سلوك الناس في الازمات غير سلوكهم في الظروف الاستثنائية ، فاختيار شخصيات مجتمعية تعمل كفريق عمل في مختلف المجتمعات وحسب طيبعتها ، حتماً سيؤدي الى تمكين ابناء المجتمع من تنمية مجتمعهم مع ما يتناسب واحتياجاتهم ومتطلباتهم .
كذلك المتابعة والتشييك مع بقية المجتمعات التي نجحت في تنمية منطقتها من كافة الجوانب ، وخلقت فرص عمل لابنائها واحسنت متابعة جودة التعليم في المدارس وسيطرت على تسرب الطلاب من المدارس ، وعالجت كافة الآفات التي تهدم المجتمعات وتؤدي الى انحراف الشباب وفعلت دور الجمعيات والمراكز الشبابية ودور المؤسسات المعنية بذلك وخلقت حواراً بناءاً بينها .
لذلك فان الجانب الاخلاقي على قدر كبير من الاهمية ، فهو الدين والدنيا وبقدر التمسك بالاخلاق وازدياد فضائلها يكون الازدهار والرقي والتقدم ، وصدق الشاعر حين قال ( إنما الامم الاخلاق ما بقيت … فاذا هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا ) .
فنحن في ظل العولمة وابعادها الاخلاقية من انفتاح على العالم دون قيد او شرط ، وفي ظل تعدد انواع التواصل الاجتماعي المباح الذي جعل من العالم قرية تستطيع الدخول اليها من كافة ابوابها ونوافذها الحلال منها والحرام منها ، والتبادل بين مختلف الفئات المجتمعية في العالم للعادات والتقاليد ، التي بدأت ترسم معالمها في مجتمعاتنا من الشذوذ والحفلات المختلفة الدخيلة على قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا والتي تنافي الدين ، كل ذلك يحدث اذا ابتعدنا عن الاخلاق الفضيلة .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]