هل أنا مصاب بالازدواجية؟!

محمود الدباس …..

إتصل بي أحدهم قائلاً.. أنا أتابع ما تنشر على مواقع التواصل من منشورات أو تعليقات.. فأجد أنك تُغَلف ردك الهجومي ‘المعارض أو الناقد’.. بغلافٍ من الدبلوماسية الرقيقة.. والتودد الليّن..

فلِمَ هذا التناقض.. أو التباين؟!..
هل لأنك من مواليد برج الجوزاء..
أم أنك تخشى المواجهة..
أم تُبقي على شعرة معاوية..
أم لِضَعفٍ في حُجَتِك..

قلت له.. إنني أخاطب الآخر بخطابين موجهين اثنين في ذات الوقت.. أخاطب آدميته التي كرمها الله حين خلق آدم.. فميزه على سائر المخلوقات.. فَلمْ يخص الله عِرقاً ولا مُعتَقداً ولا جنساً من البشر بالتكريم.. فقال ربنا (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ).. فتَوَجَب عليّ حين أخاطب أحداً.. بأن أخاطب أولا هذا الجزء منه بالتكريم وإنزاله منزلته.. والتَرَفُق بمعاملته.. فهو محفوظٌ ومُصانٌ من لَدن ربِ العالمين..

أما الخطاب الآخر.. فيكونُ موجهاً لما اكتسبه من فكرٍ وسلوكيات.. أكانت سلبية أو إيجابية.. أكانت متوافقة مع ما أؤمن به أو حتى إن كانت على النقيض تماما.. فيكون الأسلوب غير محكوم بالإرادة والأوامر الربانية التي تحميه من حدة الكلمة.. أو سلاطة اللسان.. أو غلظة الخطاب..
أو لربما يكون الخطاب عالي طرازِ الرقةِ.. كَعُلوِ فِكرِهِ ورُقي طريقة تفكيره.. ورزانة عقله.. وعظيم خبرته..
فأقوم بتغليف العبارات كتغليفِ غالي المجوهرات بأغلى أنواع الحرير الممزوجة بخيوط الفضة.. أو كوضع قطعة الحديد الصدئة في صندوق ذهبي.. وفي كلتا الحالتين سيكون الغلاف الراقي والثمين.. بمثابةِ واجبٍ وَخُلق لا ولن أتجاوزه..

أرجو الله ان نكون ممن يقولون الحق.. بكلمات من القلب إلى القلب.. تُقدر مَن هو على الحق.. وتُساعدُ في تقويم من هو على ضلال.. مِن دون رياءٍ ولا نفاق.. وأن لا نخاف في الله لومة لائم..

محمود الدباس – أبو الليث..

قد يعجبك ايضا