الدكتور الجزائري محمد قشي يصرح لوهج 24: أدعو الحكومات العربية إلى الاهتمام بالكفاءات العربية لتجنب هجرة الأدمغة
بقلم الأستاذة خولة خمري ……
صحفية وباحثة أكاديمية في قضايا حوار الحضارات والأديان
[email protected]
في لقائه مع الصحفية خولة خمري صرح الدكتور الجزائري المختص في الأدب المسرحي ونقده والمحاضر بكلية اللغة العربية وآدابها واللغات الشرقية والفنون بجامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله أنه يتعين على الحكومات العربية أن تولي اهتماما أكبر بالعلوم الإنسانية وفلسفة النقد المسرحي على وجه الخصوص كون المسرح أبو الفنون والمصدر الأساسي في الحفاظ على المجتمع وهويته خاصة في عصرنا اليوم عصر العولمة التي لها دورا كبيرا في الفتك بالهويات فالمسرح هو الوسيلة الأولى لبناء شخصية الطفل ومن خلاله يتم توجيه نمط فكر الإنسان ومنهجه بالحياة لذلك يدعو الدكتور الشباب الجزائري والعربي إلى التعرف على عالم المسرح والنقد بمختلف تفرعاته خاصة المسرح الموجه للطفل هذا المكان الذي يتوجه له الطفل منذ نعومة أظفاره بكل فرح يعتبر المصدر الأول للحفاظ على أديولوجية الفرد فهو المفتاح السحري لتماسك المجتمعات حيث صرح الدكتور قائلا: أنا مستعد لتقديم خطط إستراتيجية حول سبل تفعيل المسرح و التفكير الإبداعي والنقدي لدى الشباب العربي من خلال استغلال هذه الطاقات الفكرية الجبارة والمبدعة من أجل النهوض بالمنظومة الفكرية للشباب العربي والحفاظ على هويتهم”. وذلك في إطار سلسلة برامجه لهذه السنة.
وقد صرح الدكتور و مدير دراسات لقسم الفنون بجامعة الجزائر قائلا: ” يسعدني وضع خبرتي بالاتفاق مع الهيئات العربية المختصة حول تطوير المؤسسات التربوية ودفع الشباب العربي المبدع نحو تفجير طاقاتهم الإبداعية وتنمية سبل وطرق جديدة للتعبير عن أفكارهم وطموحاتهم من خلال استغلال مختلف الوسائل الإعلامية للترويج والإشهار لهم خاصة أننا نعيش في عالم الصوشل ميديا فالشباب العربي اليوم يمتلك طاقة جبارة ونحن ملزمون بتوجيهها للحفاظ على الهوية العربية الإسلامية وشبابنا من أي آفة اجتماعية قد تلحق به ولا مناص من تحقيق ذلك إلا من خلال ترسيخ المبادئ الاسلامية بحياتهم من خلال الفن خاصة عالم الخطاب المرئي لتوجيه نمط تفكيرهم نحو ما يخدم الأمة العربية والإسلامية” .
كما أكد الدكتور محمد قشي على ضرورة وعي الشباب الجزائري والعربي بمدى أهمية وسائل الإعلام الجديد التي أصبحت وجهتهم للترويج لأفكارهم وإبداعاهم ومنتجاتهم لكسب المال ونتائج ذلك على انتعاش الاقتصاد فالباحث كفاعل اجتماعي له اهتمامات بعالم الشباب وآخر اهتماماتهم حيث صرح قائلا “لقد أثبتت جائحة كورنا العالمية بضرورة إقامة صمام أمان تجاه النتائج المترتبة عن هذه الجائحة” والدكتور في رؤيته الإستشرافية لعالم ما بعد كورونا أكد على أن عالم ما بعد كورونا سيشهد تغيرات جذرية وسيعتمد بشكل كبير على وسائل الإعلام الجديد ودورها في إنعاش مختلف القطاعات خاصة القطاع الثقافي لذلك صرح الدكتور قائلا: ” وجب علينا الاستعداد لهذا العالم قبل فوات الأوان خاصة أن هناك العديد من الدول حققت قفزات نوعية في التقنيات الجديدة التي ظهرت وتطورت أكثر مع فترة الحجر الصحي الذي سببه فيروس كورونا كبروز تقنيات البلوك تشين التي سهلت كثيرا التعاملات بين المؤسسات وعملائها خاصة التعاملات المالية”.
هذا وقد دعا الباحث الجزائري محمد قشي المؤسسات الجزائرية والعربية إلى ضرورة الاقتداء بالتجارب الناجحة في مجال التكفل بالشباب العربي المبدع الذي كان ولازال يثبت يوما بعد يوم أنه معطاء لأبعد الحدود مقدما خالص شكره للشباب العربي الواعي بمدى أهمية خلق الأفكار الإبداعية في دفع عجلة التنمية كما أكد الدكتور أن هذا لا يكون إلا بالتكفل التربوي الناجح والتوجيه الجيد نحو الإبداع وتنمية روح النقد كما عرج على الظاهرة الجديدة التي توجه لها الشباب العربي وهي التجارة الالكترونية التي نمت بشكل كبير في ظل جائحة كورونا حيث ثمن الدكتور ذلك كثيرا مشيدا بمدى وعي الشباب العربي بأهمية الاستعداد للمتغيرات الثقافية والاقتصادية القادمة معتبرا هذه الظاهرة ظاهرة تربوية واجتماعية جد صحية.
كما صرح الباحث الجزائري محمد قشي في نهاية حديثه بأنه مستعد لقبول دعوة أي مؤسسة تود منه توضيح بعض الإشكاليات المتعلقة بسبل بعث الدراسات الإنسانية التربوية والنقدية على وجه الخصوص وتطبيقها على أرض الميدان في الوطن العربي وسبل الحفاظ على شبابنا من الآفات الاجتماعية وفق مناهج تربوية على أعلى مستوى هذا الشباب العربي الذي لا يقل إبداعا عن نظيره الغربي لذلك أكد الدكتور أنه كخبير في عالم النقد الأدبي المسرحي أنه مستعد لتقديم يد العون لمختلف المؤسسات العربية لدفع الشباب نحو الإبداع كما أكد على ضرورة الاستفادة من التطورات الأخيرة التي وصلت لها الدول في طرق التكفل بالمواهب الشابة ومحاربة الظواهر الاجتماعية التي باتت تنخر مجتمعاتنا العربية والإسلامية وهو ما يحتم علينا نحن كمختصين ضرورة دق ناقوس الخطر والمسارعة نحو معالجة هذه الظواهر وذلك لمدى خطورتها على الهوية كما دعا الدكتور إلى ضرورة استغلال وسائل الإعلام المختلفة في نشر التوعية بمدى أهمية عالم المسرح وحماية الشباب من الانبهار المفرط بمخرجات الحضارة الغبية، وقد وعد الدكتور الطلبة المتعطشين لمعرفة سبل نشر ثقافة الإبداع والابتكار والنقد أنه سيقدم المزيد من المحاضرات حول هذه القضايا المثيرة للجدل وغيرها من القضايا المهمة والحساسة وذلك في قادم الأيام.