زيارة الملك عبدالله الثاني حفظه الله إلى قطر قد تحمل عدة رسائل
أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي…..
يتابع الشعب الأردني بكل إهتمام زيارة الملك عبدالله الثاني بن الحسين والوفد المرافق له إلى قطر ولقائه مع شقيقه سمو الأمير تميم في الدوحة، وقد كان هناك ترحيب شعبي ورسمي بهذه الزيارة لأنها زيارة لتحسين وتمتين العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين بعد مرحلة فتور دامت لعدة سنوات أي قبل الزيارة الأخيرة لأمير قطر تميم للأردن قبل عدة أشهر، ونرجوا من الله سبحانه وتعالى أن تصب هذه الزيارة لتحسين العلاقات العربية العربية والعربية الإسلامية مستقبلا…
والمتابع لهذه الزيارة يجد بأن زيارة الملك عبدالله الثاني حفظه الله إلى قطر قد تحمل عدة رسائل…
رسالة لمن لا يريد لهذه العلاقات القطرية الأردنية أن تعود كما كانت عليه في الماضي ضمن العلاقات الثنائية والعربية العربية وهي بعض الدول الخليجية المطبعة والتي تآمرت على قطر وعلى الأردن معا في السنوات الأخيرة بالترغيب والترهيب والضغوطات والحصار ومحاولات الفتنة وزعزعت الأمن والآمان في الأردن وقطر….
وقد تكون زيارة تحمل رسالة أخرى من الأردن إلى قطر للتوافق العربي العربي وبالذات العلاقات القطرية السورية وتعزيز العلاقات القطرية المصرية ودعم لبنان الشقيق بكل أنواع الدعم اللوجستي التي يحتاجها هذه الأيام الصعبة، وبالذات بعد اللقاءات العربية العربية التي جرت في الأمم المتحدة بين وزير الخارجية السوري فيصل المقداد وعدد من وزراء الخارجية العرب وبالذات وزير خارجية مصر سامح شكري وأيضا نتذكر الإتصال الذي جرى قبل إسبوعين تقريبا بين الرئيس الأسد والملك عبدالله الثاني حفظهما الله والذي جرى من خلاله النقاش بإعادة العلاقات العربية العربية إلى ما كانت عليه بل أفضل مما كانت عليه في الماضي بعد أحداث أحد عشر عاما من الحروب والفتن المفتعلة في منطقتنا وهي زيارة مهمة جدا وبكل ما تعنيه الكلمة وجاءت في وقتها ….
وهي رسالة أيضا للعدو الصهيوني المتربص بالأردن وقطر معا لمواقفهما المشرفة إتجاه فلسطين لأن الأردن ورغم إتفاقية وادي عربة المشؤومة إلا أن القيادة والحكومة والشعب لم ولن يطبع مع ذلك الكيان وكذلك دولة قطر ورغم العلاقات السياسية والإقتصادية إلا أن دولة قطر وقيادتها وشعبها لم ولن تطبع مع ذلك الكيان الصهيوني، وإلا لتباهى الصهيوني بنت بتطبيع العلاقات مع الأردن وقطر كما كان يتباهى نتنياهو ليلا ونهارا وفي كل لحظة بتنامي علاقات تل أبيب بالدول العربية المطبعة …
وكما يعلم الجميع بأن العلاقات الأردنية الإسرائيلية قد تراجعت كثيرا منذ وقت طويل وبالذات بعد أن أعاد الأردن منطقتي الباقورة والغمر ورفض تأجيرها مرة أخرى للكيان الصهيوني، وأيضا لرفض الأردن التخلي عن الوصاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس لأي طرف إقليمي أو دولي وإعتبر الأردن ان القدس خط أحمر، ورفض التوطين وفكرة الوطن البديل رفضا قاطعا…
وأيضا لرفض الأردن صفقة القرن المشؤومة جملة وتفصيلا، واللآت الثلاث التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه قبل أن يعلن في الماضي القريب ترامب ونتنياهو عن بنود سرقة القرن الكبرى التي تصفي القضية الفلسطينية بشكل كامل ونهائي، وتسرق حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية حتى خط الرابع من حزيران، وحق العودة للآجئين والتعويض وغيرها من الحقوق التي نصت عليها قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية وغيرها من المبادرات مثل المبادرة العربية التي وافق عليها معظم العرب والمسلمين ورفضتها عصابات إسرائيل آنذاك….
فالموقف الأردني الذي أعلنه جلالة الملك عبدالله الثاني مرات عدة في الأردن وخارجها هو الموقف الثابت والذي لا رجعة عنه إتجاه تحسين العلاقات العربية العربية والذات مع سورية والعربية الإسلامية وإتجاه فلسطين والشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وإتجاه الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، رغم الضغوطات السياسية والإقتصادية الإقليمية والدولية الكثيرة التي تحملها الأردن وقيادته وشعبه لكن القرار والموقف الهاشمي والأردني ثابت وصامد ومتماسك وواحد إتجاه القضية الفلسطينية الهاشمية العربية والإسلامية، وكذلك هي مواقف دولة قطر وأميرها وشعبها…
والأيام القادمة ستظهر نتائج هذه الزيارة والإتفاقيات الثنائية التي وقعت بين القيادتين والحكومتين وغيرها من الرسائل المهمة التي تم بحثها بين الملك عبدالله الثاني وأخيه سمو الأمير تميم حفظهما الله ورعاهما…
ونتمنى لهذه الزيارة الخير كله والنجاح والتوفيق والتوافق للقيادتين بما ينفع الشعبين الشقيقين والأمة العربية والإسلامية وقضيتها المركزية فلسطين وبما يحقق التضامن الثنائي بين بلدينا وشعبينا الشقيقين والوحدة بين العرب والمسلمين كافة عربا وعجما …اللهم آمين..
الكاتب والباحث السياسي…
أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي…