صناعة الازمات !!!
المهندس هاشم نايل المجالي….
يعتبر مفهوم الازمة من المفاهيم التي اصبحت رائجة في مجتمعاتنا ، فهو يتعلق بكل جوانب الحياة العملية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية كذلك منها الازمات الدولية .
وتشير الازمة الى حدوث حدث او موقف او قرار حاسم يتوجب اتخاذه وكيفية تلقي ذلك ، وآلية التعامل معه بطريقة مناسبة وعقلانية وفي الوقت المناسب ، حتى لا يتحول الى كارثة لا يمكن السيطرة على نتائجها ، فهناك ازمات طبيعية من الصعب التحكم فيها او السيطرة عليها مثل الزلازل والفيضانات والبراكين وغيرها .
وهناك ازمات بشرية والتي في الاغلب تكون ناتجة عن السلوك البشري ، وتؤدي الى حدوث خلل او توتر مع ضعف في القدرةعلى التنبؤ الدقيق بما سيترتب عليها ، اذا لم يتم حصرها واتخاذ القرار الحاسم للسيطرة عليها .
وكثير من الازمات تعتبر نقطة تحول سواء كان نحو الافضل او نحو الاسوأ ، ومن الممكن ان تشكل تهديداً للمصالح والاهداف العامة والشخصية .
والاهم في ذلك من اجل السيطرة عليها ان يتم الحصول على المعلومات المكتملة ، لان المعلومات الناقصة لا تعطي الصورة الكاملة ليتمكن من اتخاذ القرار المناسب ، او قد نسيء الفهم ويكون الموقف غير سليم وفقاً لتحليلنا للحدث من وجهة نظرنا ، او تغليب اهدافنا وقناعاتنا الشخصية ، فيؤدي ذلك الى سوء الفهم وسوء الادراك يطور من الازمة ، وعلينا ان نؤمن بقدراتنا على تجاوز تلك الازمة بكل عقلانية لمواجهة التحديات التي سببت تلك الازمة .
فهناك دوماً خصوم واعداء من مصلحتهم خلق وصناعة الازمات بشكل دوري حتى يكون هناك حالة عدم استقرار ، وعلينا عدم الاستخفاف بالاساليب التي يتبعها خصومنا من تشويه للحقائق وتطويرها باساليب اعلامية مبتكرة مدفوعة الثمن ، لخلق تضارب بالمصالح الوطنية وبلبلة مجتمعية محلية ودولية .
فالاشاعة والمعلومات المضللة سبب هام من اسباب حدوث الازمة ، لخلق اليأس والاحباط والاستسلام للأمر الواقع .
فالازمات والشدائد كفيلة لفحص امكاناتنا وقدراتنا على مواجهتها وكشف نقاط الضعف ، فمثلاً جائحة كورونا قد حصلنا منها على كثير من الدروس والعبر واكتشفنا الكثير مما كنا نجهله .
ان قدرتنا على تحويل ما نمر به من ازمات الى فرص ، يعتمد بشكل اساسي على الطريقة التي نعالج بها تلك الازمات وطريقة تفكيرنا ، وفرصة لاكتشاف الذات وتطوير القدرات واجراء التغييرات ، لنكون اكثر هدوءاً وتعقلاً في التعامل ، لنبقى اكثر قوة وصلابة في مواجتها ، فليست كل الازمات عبثية فهناك دوماً من يخطط لتلك الازمات .
وعلينا ان نكون اكثر حذراً وتماسكاً ، فصناعة الازمات اصبحت مهنة الاعداء في ظل التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]