القلق من المستقبل !!!
المهندس هاشم نايل المجالي….
اينما نجلس ومع من نتحدث ونتحاور دائماً يُطرح السؤال الاصعب وهو القلق من المستقبل لان الانسان دوماً ينظر الى الامام ، فالزمن نفهمه كحركة خط مستقيم يمر من الخلف ( الماضي ) نحو الامام ( المستقبل ) الذي لا احد يعرف معطياته سواء الايجابية أوالسلبية ، ولتبقى الشكوك مقرونة بالحاضر والنصف الاخر سيكون جهل وعدم معرفة بأحداث مطوية في رداء الزمن .
فدوماً لو كنا متفائلين سيكون هناك خطر موجود ، حيث ان الخوف لدى الكثيرين هو اختيار ، فالحالات النفسية لدى البعض وعلى اختلافها قد تتحول الى نظرة سوداوية حسب نوعية الاحتمالات .
حينها فان القلق سيكون اختيار فكري لكل شخص عن الآخر ، بالمقابل هناك العقل المتحفز الذي تطور على اساس التعامل مع كافة الازمات والاوضاع المعقدة المحتملة والغير متوقعة ، والتحضر المسبق لها قدر المستطاع .
فأي حالة اجتماعية ينشدها اي شخص غير مرتبط بالسعادة الدائمة والهناء والرغد وتحقيق الشهوات ، فدائماً هناك جحور تتسلل منها الطفيليات النفسية التي تتغذى من الخوف والقلق وهناك مشاكل نفسية مرتبطة باطلالات ازعاجية من الممكن ان تتضخم ، وغياب التحفيز سيكون شكل من اشكال الفراغ الذي اغلبه سيؤدي الى خيبة الامل التي تؤدي الى العزلة والانطواء ، فهناك كثير من الفاشلين يشكلون غيمة كئيبة تعطي سوداوية الرؤية ، لان التعب من الواقع هو نتيجة لصراع لا يعرف مداه .
والواقع ليس حلبة مصارعة او غابة ، بل هو حالة يجب ان تقيم وتحلل ، ليتم معالجتها لرسم المسار الصحيح وتجاوز الاخطاء لنزع فتيل كل ما من شأنه صناعة القلق والخوف من المستقبل ، وهنا تكمن وظيفة العقل ليهبك اعادة برمجة امورك ويلغي انزعاجك وتخوفك او ميلك للنفور .
فالوجود له قسمان الوجود الموضوعي الماثل امامنا ونستشعره بحواسنا وبكافة معطياته ، والوجود الفكري او الذهني الموجود داخل دماغ الانسان والذي يستشعر الامور بالعقل ، وهو تخيل لأمور ممكن ان تحدث سلباً او ايجاباً .
وفي جميع الحالات وبكافة المعطيات علينا دوماً ان نكون متفائلين في نظرتنا المستقبلية ، وان نزيل من فكرنا الخوف والقلق من اشياء سلبية من شأنها ان تسبب لنا حالة احباطية ونفسية سلبية .
ان من يحب وطنه عليه ان يكون قلقاً طوال حياته خوفاً عليه من ان يمسه أي ضرر اياً كان نوعه ، ومتى يعرف الشخص انه تائه عندما تقف في وطنك وعيناك ترنو الى الهجرة الى بلاد اخرى طلباً للرزق ، كذلك عندما تكون في وطنك وعيناك على مستقبل تراه مستحيلاً ، وعندما تكون وفي وطنك تتغنى بماضٍ لن يعود كما كان .
فلقد وجدنا الكثيرين يتحدثون وينشرون فيديوهات عن أحداث ومعارك ورجالات في الماضي ، ولقد اصبحت المزهريات لا تحمل الا الورد الجاف هنا وهناك .
فلن نتحدث عن وطن المستحيل بل علينا ان نتحدث كيف علينا ان نتجاوز الازمات بعقلانية ، وان نحقق الاصلاحات لبناء الوطن وتحقيق نهضته .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]