الشعب في واد والبرلمان في آخر… وأسعار عشوائية يحددها سوق بلا رقابة… والمواطن يبحث عن «بيض المائدة»

وهج 24 : لا حديث يشغل الأغلبية الفقيرة هذه الأيام سوى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية وعلى رأسها «بيض المائدة»، الذي سجل أرقاما قياسية بقيمة جنيهين للبيضة الواحدة، متجاوزا بذلك ضعف سعره قبل عدة أشهر مضت.. وبينما عزا الدكتورعبدالعزيز السيد رئيس الشعبة العامة للثروة الداجنة في الاتحاد العام للغرف التجارية، ارتفاع أسعار البيض، إلى آليات العرض والطلب، شدد على أن بدء الموسم الدراسي يعد أحد أسباب زيادة الإقبال على البيض لطلبة المدارس، ما أسفر عن انفلات أسعاره.

واهتمت صحف أمس الاثنين 18 أكتوبر/تشرين الأول بالعديد من القضايا التي تهم المواطنين، وحرصت على حشد الرأي العام لمزيد من الصبر وعدم الالتفات لما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي من مواد وتقارير تدفع لمزيد من الأحباط.. ومن أخبار «التموين»: قال الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، إنه منذ أن بدأت وزارة التموين والتجارة الداخلية بالتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية في ملف تنقية البطاقات، كان من ظواهر التلاعب التي تم رصدها والتعامل معها وجود أرقام قومية صحيحة، لكن ليست من أحد أفراد العائلة. وأضافت الوزارة أنه في ما يتعلق بما ذكره الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن وجود بطاقة تموين باسمه في محافظة المنيا، أشار الدكتور علي المصيلحي، إلى أنه تم اكتشاف ذلك ووجد في البطاقة الرقم القومي وتم إلغاء البطاقة في حينه. أما وزير المالية الدكتور محمد معيط فأكد «أن الإصلاح الاقتصادي ضرورة حتمية، وقد بادرت بها مصر بإرادة سياسية قوية، على نحو أسهم في تعزيز صلابة الاقتصاد المصري، وقدرته على احتواء التحديات الداخلية والخارجية، وقد انعكس ذلك في معدلات الأداء الاقتصادي في ظل كورونا، وتعظيم جهود الدولة في العمل على تحسين معيشة المواطنين. وأعلن وزير المالية عن استعداد القاهرة لنقل خبراتها في الإصلاح الاقتصادي للأشقاء السودانيين..
ومن الأخبار التي اهتمت بها الصحف: تستضيف أثينا القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، حيث ستتم مناقشة تطورات المشكلة القبرصية والتعاون في مجال الطاقة والتطورات الإقليمية، واستعراض التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث. ومن المقرر أن يشارك في القمة الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس قبرص نيكوس أناستاسياديس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.. ومن أخبار مجلس الوزراء: قررت الحكومة منع حظر دخول المواطنين «غير المطعمين» أي منشأة حكومية بدء من مطلع ديسمبر/كانون الأول المقبل.. ومن القرارات التي طال انتظارها منذ انتشار الفيروس القاتل: قال مصدر في مكتب وزير الأوقاف إنه طبقا لتوصيات اللجنة العليا لمتابعة انتشار كورونا، فإنه من المقرر أن تفتح جميع مساجد مصر بدءاً من يوم الأربعاء دورات مياه المساجد الصغيرة والمتوسطة، في جميع أرجاء الوطن، ليتسنى للمصلين الوضوء في المساجد، بعد أن ظلت الجوامع تحظر على روادها استخدام دورات المياه منذ ظهور الفيروس..
ومن معارك الصحف تعرض البرلمان لهجوم من قبل عدد من الكتاب بسبب تحلي الأعضاء بالصمت ورفضهم التعاطي مع القضايا المهمة التي تهم المواطنين، وفي مقدمتها أزمة المدارس، واكتظاظ الفصول بالطلاب، ومن جانبها أصدرت وزارة التربية قرارا أكدت فيه أنه يحق لجميع الفئات المقرر لها تسديد المصروفات الدراسية تسلم الكتب المدرسية الخاصة بالفصل الدراسي الأول، بعد سداد نصف المصروفات الدراسية المقررة.
وحش الغلاء

البداية مع الغلاء الذي وصل حتى لـ«البيض» الذي اختفى من الأسواق، كما أشار جلال عارف في «الأخبار»: السوق المفتوحة لا تعني الفوضى، ولا تترك الناس تحت رحمة سلوك اقتصادي غير منضبط، أو أسعار عشوائية يحددها سوق بلا رقابة. حكاية أسعار البيض تستحق وقفة.. هذه سلعة تخضع أسعارها للارتفاع والانخفاض في حدود معينة وطبيعية.. لكن ما يحدث في السوق الآن شيء مختلف، فجأة اختفى البيض من المحلات بدون أسباب معلنة، استمر النقص الفادح في المعروض لمدة أسبوع ليظهر البيض مرة أخرى مع ارتفاع في أسعار «الكرتونة» من أربعين جنيها إلى خمسين جنيها، وليواصل الارتفاع السريع ليتعدى الستين جنيها خلال أيام. وبالتأكيد.. لم يكن مصادفة أن يكون ذلك مترافقا مع دخول المدارس وتزايد الطلب على سلعة أساسية للتلاميذ، الأغرب أن يخرج علينا مسؤولون من تجمع المستثمرين في هذه الصناعة المهمة ليقولوا إنهم كانوا يحققون خسائر في المرحلة السابقة، وإن زيادة الأسعار ستستمر حتى يعوضوا ما خسروه. وأن الأسعار ستواصل الارتفاع بسبب المتغيرات العالمية، ولأن أسعار الوقود اللازم لمزارع الدواجن ارتفعت مؤخرا. ارتفعت بنسبة لا تذكر ولأن باقى مستلزمات الإنتاج ترتفع أسعارها باستمرار، والمطلوب أن تقول لنا جهة رسمية ما هو المبرر لزيادة سلعة أساسية لأطفالنا 50% خلال أيام؟ كيف يحدث ذلك في صناعة مهمة توفر معظم احتياجات السوق المحلية بدعم من الدولة؟ وهل سيكون علينا إعادة النظر في سياسة التصدير والاستيراد بالنسبة للدواجن والبيض؟ وهل هناك إجراءات مطلوبة لضبط الأسعار من ناحية، وللحفاظ على هذه الصناعة المهمة من ناحية أخرى؟ البيضة بالنسبة لقطاع كبير من أبنائنا هي مصدر البروتين الأساسي. فلنحافظ على توفيره لهم بأسعار معتدلة.. بعيدا عن مضاربات البورصة ومحاولات التلاعب في الأسواق.

بدرجة ديكتاتور

من أبرز معارك «الشروق» هجوم قاده محمد سعد عبد الحفيظ ضد وزير التعليم: الصور ومقاطع الفيديو التي تناقلتها منصات التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي، فضحت حالة الانهيار التي تعاني منها مدارسنا الحكومية. وزير التعليم بدلا من أن يسعى لتغيير هذا الواقع المزري، قرر منع التصوير في المدارس درءاً للفضائح.. رفعت تلك الصور منسوب الغضب الشعبي ضد الوزير، ورغم ذلك خلا جدول أعمال البرلمان الذي تم توزيعه على المحررين البرلمانيين نهاية الأسبوع الماضي، من أي ذكر للأزمة التي شغلت ولا تزال الرأي العام. باستثناء طلبي الإحاطة المقدمين من النائبين أحمد بلال وأيمن محسب، والسؤال البرلماني الذي تقدمت به النائبة مرثا محروس إلى وزير التعليم عن العجز في أعداد المدرسين، وعدم تسليم الكتب المدرسية إلا بعد سداد المصروفات، ومنع التصوير داخل المدارس، لم نر من باقي النواب أي تحرك جاد يثبت لنا أنهم نواب الشعب، وليسوا نواب الحكومة. نظرياً اختار المواطنون هؤلاء النواب لإقرار تشريعات تصون حقوقهم وتدافع عن مصالحهم، انتخبوهم ليراقبوا أعمال الحكومة ويحاسبوها ويسحبوا منها الثقة إذا قصّرت في أداء مهامها، لكن الواقع أن غالبية نواب المجلس الحالي، كما السابق عليه، تماهوا مع الحكومة للدرجة التي لا يُمكنك أن تُمايز بينهما، يمررون مشروعات قوانينها ويوافقون على موازنتها، دون تدخل أو مراجعة، ويغضون الطرف عن تقصيرها، فلا تُسأل ولا تُستجوب ولا يُطرح فيها الثقة أيا كانت الكوارث والمصائب التي تحل على الشعب، بدءا من حوادث السكك الحديدية، وصولا إلى افتراش الطلاب الأرض داخل الفصول الخالية من المقاعد في المدارس الحكومية، حتى إذا كان هذا المجلس كما يعتبره البعض ديكورا لاستكمال الشكل الديمقراطي لمؤسسات الحكم، ألم يكن من الأفضل أن يسمح للسادة النواب باستدعاء الوزراء ومهاجمتهم أمام الرأي العام على تدهور المنظومة التعليمية، والخدمات الطبية، وارتفاع أسعار السلع.. إلخ، على طريقة «الفساد في المحليات وصل للركب» التي صكها النائب السابق زكريا عزمي الذي كان يعمل رئيسا لديوان رئاسة الجمهورية صباحا ويهاجم السلطة التنفيذية مساء. لم نر من غالبية نواب هذا البرلمان ولا من أسلافهم في المجلس السابق، أي أمارة تثبت أنهم يمثلون الشعب، لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون، فلا تشريعات تصب في صالح المواطن ولا رقابة أو مساءلة للحكومة على تقصيرها في حق الشعب.

مغضوب عليه

أخيرا عثر وزير التعليم على من يدافع عنه ويتعاطف معه بشدة.. حمدي رزق في «المصري اليوم»: الهجمة الشرسة على وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقي، تستوجب أولا بيان مصادرها وأسبابها، وتجفيف منابعها، وقبل كل شىء تستوجب المواجهة، دعما من رئاسة مجلس الوزراء للوزير «الممتحن»، الذي يخوض معركة كسر عظم وحيدا.
توقُّفا أمام الأخطاء التي صادفت بداية العام الدراسي، وشوّهت حجم الإنجاز على الأرض، عندما تتحدث عن عام دراسي بعدد طلاب في التعليم الأساسي 24 مليونا، مُقسَّمين على 60 ألف مدرسة على مستوى الجمهورية، وبالصف الأول الابتدائي وحده 2 مليون تلميذ هذا العام، وتتجاهل هذا العدد، الذي يساوي إجمالي سكان عدة دول مجتمعة في الجوار، وتمسك بخناق الوزير لسبب إهمال إدارة مدرسة، لم تستعد بشكل كافٍ، أو تصرف خاطئ من مدير مدرسة، أو تصرف طائِش من مدرس تجاه طالب، ورغم أهمية تسليط الضوء على الأخطاء وربما الخطايا، فإن حديث فشل المنظومة التعليمية لتحقيق أهداف سياسية، وتحريض أولياء الأمور، وزعزعة انتظام العملية التعليمية، وإفشال الوزير، فهذا يدخل في باب التآمر، الذي يكابده الوزير طوال سنوات مضت، وتزداد وتيرته عاما بعد عام. ووصف الكاتب من يهاجمون الوزير بأنهم من الإخوان المعادين لوزير مصري يجتهد في إحداث نقلة تعليمية تُلحق التعليم المصري بعجلة التحديث والعصرنة، وتغيير الفلسفة النقلية إلى العقلية، وتوطين العلوم الحديثة والطرق الجديدة في التدريس، واستزراع فضائل الحوار والعقلانية والمواطنة في المناهج التعليمية، ثِقْ أن هذا سيُهيج الاتجاهات السلفية والإخوانية، التي سيطرت على العقل الجمعي المهيمن منذ عقود مضت وعلى مخرجات المدارس، كما في الجامعات.. ما نراه من ارتفاع منسوب التعصب والكراهية هو الحصاد المرّ لأفكار ابن تيمية والبنا وغيرهما المبثوثة في بطون الكتب والمناهج الدراسية.لا ألوم أولياء الأمور.. كفاية عليهم ما هم فيه من تشويش بفعل السوشيال ميديا، التي تستخدم آلياتها بضراوة ضد الوزير والوزارة، لكن ألوم الوزير، الذي لا يتواصل جيدا مع قادة الرأي والفكر لشرح استراتيجية التعليم الحديثة.
دعوه يغرق

من بين المتألمين لحال التعليم الدكتور وجدي زين الدين في «الوفد»: لا أحد يختلف على أن حالة التعليم في مصر وصلت إلى حالة من التردي الشديد الذي يندى له الجبين، ولا أحد على الإطلاق ينكر ذلك، سواء من الشعب أو القائمين على شؤون العملية التعليمية، ولا أحد ينكر أن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، يعلم هذه الحقائق وزيادة، ولذلك فإن مشروعه لتطوير التعليم، نابع في الأصل من هذه الحقيقة المرة، التي بات فيها التعليم يعاني من الخراب الشديد، ووجدنا خريجين يعانون من إفلاس شديد، بل وجدنا طلابا لا يجيدون القراءة والكتابة. وأمام هذه المأساة الشديدة جاء مشروع تطوير التعليم، خاصة ما قبل الجامعي، الذي حل فيه الخراب بشكل منقطع النظير. يبقى المهم بعد هذا الأمر المزري، وبعد مشروعات كثيرة تم طرحها خلال العقود الماضية لإصلاح مفاسد التعليم، ولم تأت بجديد، وتفاقمت أزمات التعليم بشكل شبه يومي، هل مشروع وزير التعليم سيجد طريقه نحو إيجاد حلول لكوارث التعليم؟ أم أن الأمر مجرد رد فعل فقط لما يحدث؟ ومضى الكاتب مؤكدا: لدي قناعة كاملة بأن الدكتور طارق شوقي يحلم فعلا بإيجاد الحلول والقضاء على كل السلبيات التي يعاني منها المجتمع حاليا.. لكن ما طرحه الوزير حتى الآن أثار أزمات داخل المجتمع، في أمرين، الأول ما يتعلق بالثانوية العامة، وانزعج الناس من أن التطوير الذي أعلنه الوزير، سيجعلهم مهمومين ثلاثة أعوام بدلا من عام واحد، والأمر الثاني أن المصاريف الدراسية كانت في متناول يد الجميع، وارتفعت بشكل خيالي. البداية من مشروع التطوير لا تطمئن أبدا، ولذلك ناديت في مقالات سابقة بأهمية أن يشارك المجتمع بكل طوائفه في مشروع تطوير التعليم، ولا يجوز في أي حال من الأحوال، أن نترك الوزير بمفرده يغرق في مشروع التطوير. فالأمر ليس مسؤولية وزارة التعليم بمفردها، وإنما مشروع تطوير التعليم هو مشروع وطني.

ستبقى إلى الأبد

اكتشف عزت سلامة العاصي في «المشهد»، أن كل تصريح بشأن القضية الفلسطينية يصدر عن الحكومة الإسرائيلية، أو عن مسؤولين غربيين داعمين، أمريكا نموذجا، دائما ما يتم ذكر مصطلح إسرائيل والفلسطينيين، لا الإسرائيليين والفلسطينيين مثلا، أو إسرائيل وفلسطين، زعما منهم بأن الدولة إسرائيل، في مواجهة مجموعة من الفلسطينيين.. هم يريدون تصدير مصطلحات كهذه، وبهذا تنقلها وسائل إعلامهم.. في رفض صريح لمبدأ حل الدولتين.. حتى إن أظهر بعض الداعمين غير ذلك.. يدل على هذا وصول الأمر لحد حذف اسم فلسطين من بعض الخرائط، وتقييد لاعب فلسطيني في مسابقة دولية ما على أنه إسرائيلي.. من الفظيع كما يقول الكاتب أن تكرار وسائل إعلام عربية المصطلحات نفسها وعلى شاكلتها عينها، والأكثر فظاعة أن تخرج من مسؤولين ودبلوماسيين عرب، أو تُترجم وتُكتب بالطريقة ذاتها في بيانات رسمية لدول عربية، تُنشر في النهاية في مواقع وصحف عربية وإقليمية.. ربما يكون الأمر عاديا من وجهة نظر الكثيرين، لاسيما أنه لا يفرق معنا كعرب، شكل المسميات، أو المصطلحات، خصوصا في هذه القضية، لقرارة أنفسنا بأن الدولة هي فلسطين التي سيظل مواطنوها قبل أي أحد آخر يروون أرضها بدمائهم ونضالهم في مواجهة محتل إسرائيلي، لكن قرارة نفوسنا وحدها لا تكفي، هم يحاولون تصدير مصطلحاتهم للعالم بهذه الطريقة كأمر واقع، يدعمه تكرارها من جانبنا نحن العرب.. ومن ثم أرى أنه يجب على كل وسيلة إعلامية عربية عند التحدث عن القضية الفلسطينية، أو على سبيل ذكر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أن تستخدم مصطلح فلسطين في مقابل الإسرائيليين، وبغض النظر، كيف خرج المصطلح في البيانات الرسمية، يجب تحريره على نحو يدعم دولة فلسطين في مواجهة الإسرائيليين، الذين يستبيحون المقدسات الإسلامية والمسيحية ليل نهار، وتدنس أقدامهم ساحاتها وباحاتها في العلن، وينتهكون كل القوانين والأعراف الدولية.. ومن باب المساواة في الظلم عدل، على كل وسيلة إعلامية محايدة أن تستخدم مصطلح فلسطين في مقابل إسرائيل، والفلسطينيين في مقابل الإسرائيليين، أقله عملا بمبدأ حل الدولتين.. ثم على الذين يرون في التعاون مع تل أبيب حلولا ستأتي بالسلام إلى المنطقة، ينبغي ألا يجعلوا فلسطين قميص عثمان لتنفيذ أغراضهم.. ستبقى فلسطين الدولة في قلب كل عربي، وسيبقى الفلسطينيون عربا في مواجهة كيان مغتصب.

كلهم على خطأ

اختزلت عبلة الرويني ما يجري في لبنان على النحو التالي في «الأخبار»: كل شيء معقد ومخيف.. كل شيء ممزق ومفكك ومنهار.. لم يعد غريبا (كل يوم وآخر) أن ينفجر الوضع في لبنان.. تمتلئ الشوارع بالأسلحة وطلقات الرصاص، تنصب المتاريس ويطل العنف، ويعاود شبح الحرب الأهلية والقتل على الهوية من جديد.. ليس في الإمكان الحديث عن دولة واضحة، أو هي الدولة منزوعة السلطات منزوعة الأهلية.. لا قدرة على تشكيل حكومة.. جيش مواز للجيش اللبناني، أو عدة جيوش لدى كل فئة.. جيش لحزب الله، وميليشيات مسلحة لدى كل طائفة، تتولى حمايتها وحماية أفرادها، فلا أمن ولا أمان، ولا قانون يمكن الاستناد إليه، وحياة دستورية معطلة في الأغلب.. اقتصاد منهار.. أمن منهار.. وسياسات هشة، وفساد يطال كل شيء، ويطيح بأركان الدولة. بيروت من وجع وتعب وعنف، ودم ينزف في أي لحظة وكل لحظة..قبل أيام (كما لو كان إطلاقا لحرب أهلية) اشتعلت شوارع بيروت، نزلت قوات الجيش اللبناني إلى الشارع، لوقف التظاهرات أمام حزب العدل، والرد على ما سمته استفزازات حزب الله، وتهجمهم على سير التحقيقات في قضية تفجير مرفأ لبنان.. حزب الله يتهم قاضي التحقيقات (طارق بيطار) بالتحيز والتلاعب في التحقيقات، مطالبين باستبعاده. والجيش اللبناني يرى أن حزب الله يدمر الحياة اللبنانية، ويريد أن يسيطر على القضاء اللبناني.
مشهد أطفال المدارس، وهم يختبئون تحت المقاعد داخل فصولهم، رعبا وفزعا من أصوات الرصاص والاشتباكات الدائرة في الشارع.. مشهد يفضح جرم المشهد السياسي وحرب الطوائف في لبنان. أفظع ما فى الكارثة اللبنانية، أن ليس هناك أحد على صواب.. الكل على خطأ و(لبنان يذهب إلى الجحيم) بتعبير الرئيس اللبناني ميشيل عون.
مثير للتأمل

توقف عمرو الشوبكي في «المصري اليوم» أمام حادثين إرهابيين استهدفا الشيعة في أفغانستان، الأول جرى يوم الجمعة قبل الماضى في مدينة خان أباد في شرق أفغانستان وخلّف 50 شهيدا وما يقرب من 150 مصابا، والثاني الجمعة الماضي وخلّف 41 شهيدا وعشرات المصابين. والمؤلم أن هاتين العمليتين، مثل كثير غيرهما يقوم بها انتحاريون يُفجرون أنفسهم وسط جموع المصلين، ما يعني أن هناك نمطا مشوَّها من تلقين الكراهية والحقد، يجعل هؤلاء القتلة مستعدين للموت من أجل استهداف مصلين أبرياء من أبناء ديانتهم، فهم هنا لا يُكفِّرونهم فقط، لكنهم على استعداد لأن يدفعوا حياتهم في سبيل موتهم. صحيح أن الإرهاب لا يستهدف الشيعة فقط، إنما هو يستهدف بشرا آمنين من كل الطوائف والأديان: مسيحيين ومسلمين وأبرياء. ويكفي ما جرى في مصر حين استهدف إرهابيون قتلة مصلين مسلمين سنة في مسجد الروضة في سيناء، في واحدة من أشد جرائم هذا القرن قسوة ودموية، وراح ضحيتها 235 شهيدا. وهو الأمر الذي عجزت أشد تفسيرات هذه الجماعات تطرفا عن تبريره، فنظرية «التتَرُّس» التي روّجتها «القاعدة» و»داعش» وحلفاؤهما وقالت إنه يمكن قتل المسلمين لو كان الكفار أو الطواغيت «يتَتَرَّسون» خلفهم لم تنطبق في أي حال على مصلين أبرياء في أحد المساجد.

الوطن يدفع الفاتورة

انتهى عمرو الشوبكي، إلى أن الاستهداف الممنهج للشيعة في أفغانستان وغيرها من البلاد يعبر عن بُعد طائفى ومذهبى واضح، فلا يوجد هناك صراع على السلطة، كما جرى في العراق حين هيمنت الأحزاب الشيعية الموالية لإيران على المنظومة الطائفية الجديدة، وحلت مكان نظام صدام حسين. لقد روّجت أحزاب الطوائف الشيعية أن نظام صدام حسين كان «سُنيا»، في حين أنه كان نظاما ديكتاتوريا لم يميز بين الطوائف، حتى لو كان الرجل ينتمى إلى المذهب السُّني، كما أن كثيرا من السُّنة حملوا كراهية للسلطة الشيعية الجديدة لأسباب «سلطوية»، على اعتبار أن العراق منذ استقلاله لم يقُدْه إلا مسلمون سُنّة، فوجدوا ضالّتهم في «القاعدة» و»داعش»، اللذين استهدفا الشيعة مذهبا وسلطة جديدة في الوقت نفسه. استهداف شيعة العراق لم يُلْغِ استهداف السُّنة، مع فارق رئيسي أن عناصر «داعش» و»القاعدة» كانوا على استعداد للقيام بتفجيرات انتحارية في أسواق ومساجد لمجرد قتل الشيعة، في حين أن تنظيمات التطرف الشيعية مارست إرهابا وقتلا في حق مسلمين سُنّة، بغرض السيطرة على مناطقهم، أي في إطار الصراع السياسي في العراق، حتى لو أخذ بُعدا طائفيا. ما لم تَعِ الأغلبية السُّنية في العالمين العربي والإسلامي، أن هناك استهدافا طائفيا للشيعة ولكثير من الأقليات، بجانب الاستهداف الإرهابي للجميع، فإن علينا أن نتوقع أن تستمر إيران في استثمار هذا الخلل، وفي دفع بعض الشيعة إلى الارتماء في أحضان أحزاب وميليشيات توفر لهم الحماية الطائفية، ولو على حساب الوطن.

النصاب طليق

بعد نشر أحمد إبراهيم مقاله السابق «أخصائي تغذية يلغي الصحة والطب» تلقى مئات الاتصالات والرسائل من الضحايا الذين تعرضوا للنصب بسبب البرامج الطبية مدفوعة الأجر، وإعلانات الأدوية التي تطارد الفريسة «المواطن» ليلا ونهارا جهارا، وحتى غرفة نومه. والأمر لم يتوقف على ابتزاز أموال الضحايا الملهوفين على الشفاء مثل «الغريق الذي يتعلق في قشاية» للنجاة وإنقاذه من الموت، لكن وصل إلى الإضرار بصحة المريض المعتل: هذه سيدة تحكي لي مأساتها مع أخصائي التغذية المحتكر للفضائيات، ومواقع التواصل الاجتماعي، حينما ذهبت إليه في عيادته المزدحمة جدا ولم تستطع مقابلته، لكن أحد المساعدين له أعطى المسكينة وصفة من سم النحل والأعشاب والكركمين بـ8 آلاف جنيه، تسببت لها في مضاعفات في الكبد والكلى كلفتها 150 ألف جنيه. مثل هؤلاء النصابين من أخصائيي التغذية والأعشاب والدجل والشعوذة الذين يمارسون مهنة الطب وإعلاناتهم تملأ الإعلام والشوارع والطرق والكباري، هم محترفون يعلمون كيف يصطادون الفريسة، ويرتكبون جريمتهم دون أدنى مسؤولية عليهم، لأنهم لا يتقابلون وجها لوجه مع الضحايا، لكن من خلال وسيط، ويكتبون الأدوية والوصفات على ورق كراسة بيضاء خالية من أي أسماء أو تليفونات أو أختام، ويرسلون الوصفة إلى المنازل، وليسوا أعضاء في أي نقابة، ولذلك ضحاياهم لن يأخذوا منهم حقا أو باطلا. هنا يأتي دور وزارة الصحة ونقابة الأطباء وجهاز حماية المستهلك والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، كل هؤلاء مسؤولون.. ليس عن إنقاذ الفريسة من المجرم، لكن عن إنقاذ سمعة الطب والإعلام المصري، بل عن سمعة مصر كلها. صحيح أن هذه الإعلانات يتم بثها من قنوات خارج مصر، لكن النصابين داخل مصر والضحايا مصريون، ‏كما أن المجرمين معروفون للأعمى والبصير، والدولة في النهاية هي التي تتحمل تكلفة إزالة آثار الجريمة.

مدفوع الأجر

يقول أحمد إبراهيم، إن من أبرز المخاطر التي تسهل للنصابين الذي يخدعون المرضى بعلاج وهمي الإفلات من العقوبة، عدم اهتمام الأجهزة المختصة بملاحقتهم، أما القضية الأخرى المهمة فهي ترك الساحة الإعلامية لمثل هذه النوعية من برامج وإعلانات النصب الطبي في ظل غياب تام للبرامج الطبية المحترمة، التي تحذر المواطنين من هؤلاء النصابين وتمنع كوارثهم، وأيضا تقدم ثقافة صحية من عظماء الطب المصري، فالمفهوم السائد حاليا لدى المسؤولين عن الإعلام أن تكون كل البرامج الطبية مدفوعة الأجر، وعدم ظهور أطباء إلا بمقابل، وهو مفهوم خطأ أتمنى تصحيحه، لأنه تسبب في ترك المواطن فريسة للنصابين، ومصر فيها عشرات الآلاف من الأطباء المحترمين الذين يمارسون الطب بإنسانية ويتعاملون مع المريض بالرحمة، لكن للأسف هؤلاء احترموا أنفسهم، وعزفوا تماما عن الإعلام، بسبب فوضى البرامج الطبية المعلنة، التي فتحت أبوابها لكل من يدفع أموالا حتى لو كان نصابا. أرجو أن تقوم نقابة الأطباء ووزارة الصحة والمجلس الأعلى للإعلام بمسؤوليتها، وكذلك جهاز حماية المستهلك، ومدينة الإنتاج الإعلامي والنايل سات وشرطة المصنفات الفنية، حتى يأتي اليوم الذي يتم فيه القضاء على النصب الطبي مدفوع الأجر، وتحل محله ثقافة طبية محترمة، تسهم في توعية المواطنين صحيا، وتساعد الدولة في جهودها لإصلاح المنظومة الطبية والصحية. من الممكن تحقيق إيرادات وأرباح من كل شيء إلا من الصحة والمرض والتجارة بآلام الناس.

إذا ابتليتم

نتوجه نحو «الجونة» بصحبة هشام مبارك في «الوفد»، لا أدري من الذي اقنع الفنانين والفنانات أن نجومية الفنانة مرتبطة بكمية اللحم التي تكشف عنها من جسدها، وأن نجومية الفنان مرتبطة بارتداء ملابس غريبة هي أقرب لملابس البلياتشو المقصود بها أن يضحك الناس في السيرك، خاصة الأطفال منهم، خاصة لو كان البلياتشو ثقيل الظل لا يستطيع أن يضحك الناس بكلامه وأفعاله التي يقوم بها في فقرته. ما يحدث في مهرجان الجونة يؤكد أن هناك فهماً مغلوطا للنجومية، فمثل هذه المظاهر وإن كانت تضمن لصاحبها نجومية، لكنها تبقى نجومية مؤقتة لأنها زائفة وغير حقيقية. فالنجومية الحقيقية هي التي تحققها موهبة الفنان وأدواره، التي تبقى في ذاكرة الناس على مرّ السنين. لو احتجنا أمثلة على ذلك فالأمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى، خذ عندك مثلا النجمة فاتن حمامة، التي حققت من النجومية ما جعل الناس يطلقون عليها عن حق وجدارة لقب سيدة الشاشة العربية، حدث ذلك بدون تعرٍّ وبدون ملابس غريبة، ليس لها هدف سوى لفت الأنظار. تربعت فاتن حمامة على عرش السينما العربية فقط لموهبتها، وأدوارها الخالدة في ذاكرة السينما. لو كان الموضوع تعريا لكان صناع فيلم مثل فيلم «الحرام» أولى بذلك التعري، الغريب أنك لو تابعت كل ما ينشر عن مهرجان الجونة السينمائي فلن تجد سوى أخبار فساتين الفنانات العارية وملابس البلياتشو المزركشة لبعض الفنانين، لم يتحدث أحد عن الأفلام التي يعرضها المهرجان مثلا، وهو أمر من المفروض أن يقلق أصحاب المهرجان وصناعه، فما يقدمونه في ذلك المهرجان هو وجبة دسمة من الفساتين الخليعة التي لا تناسب أبدا فنانينا في الشرق، حتى لو كانت عادية لفنانات الغرب، بينما لو اهتم أصحاب المهرجان وصناعه مع إمكانياتهم المادية الكبيرة بصناعة السينما، قدر اهتمامهم بالتطور الذي تشهده صناعة الفساتين العارية لعادت مصر فعلا لتكون هوليوود الشرق، بدلا من الحال الذي وصلت إليه والذي بالتأكيد لا يرضي سميح ولا نجيب.

شطور يا عمور

من معارك الفنانين الخلاف المتزايد بين كل من الممثل محمد رمضان والإعلامي عمرو أديب الذي اهتم به هشام السيوفي في «الأخبار»: سخر النجم محمد رمضان، من حديث الإعلامي عمرو أديب عنه، بعد ما تم قطع الكهرباء عليه في مهرجان الجونة السينمائي، الذي انطلق يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسوف يستمر حتى 22 من الشهر الجاري. ونشر محمد رمضان فيديو، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «أنستغرام»، ظهر فيه الإعلامي عمرو أديب، وهو يعلق على ما حدث مع محمد رمضان في الجونة، كما ظهرت في الفيديو لافتة الفنانة بشرى، وهي تهديه باقة من الزهور، ووضعت في الخلفية أغنية ساخرة، تقول كلماتها: شو اسمك يا شطور، أنا اسمي عمور، كام عمرك يا عمور 5 و3 أشهر، وين بتدرس.. في الروضة. وكان عمرو أديب، قد علّق على ما حدث مع الفنان محمد رمضان في مهرجان الجونة، خلال برنامجه «الحكاية» المذاع عبر قناة MBC مصر، قائلا: المذيعة قالت اسمه وجريت، كان من المفترض أن تقدمه الفنانة يسرا وسميح ساويرس، لكن هذا لم يحدث.
ووصف عمرو أديب أغنية «جو البنات» التي قدمها محمد رمضان في مهرجان الجونة، بأنها ليست لها علاقة بالمهرجان، وتم تقديمها بشكل سريع وغير جيد. وبعد أن انتهى محمد رمضان من تقديم الأغنية على خشبة مسرح الجونة، سارع للحديث، لكن تم قطع الأضواء عليه، وفصل الميكرفون، وعقّب أديب على هذا الأمر قائلا: إذا كانت إدارة مهرجان الجونة ترفض وجود محمد رمضان، فما السبب في دعوته من الأساس؟

حكاية 11 جنيها

ما زال صلاح منتصر يدهش القراء بذكرياته عن المهنة التي شغلها منذ سبعة عقود: شكلا أصبحت محررا مهما في مجلة «آخر ساعة» لكن واقعيا لم أقبض لنحو ثلاثة أشهر مليما واحدا، رغم عشرات الموضوعات التي كتبتها، وجعلتنى معروفا من باقى المحررين في جريدة «الأخبار». وبطريقة الدمياطي الذي يحسب نظير مجهوده، وجدت أنني لا يمكن أن أقبض أنا أو زميلي وجدي قنديل، الذي لم يسبق له أن قبض مليما، أقل من 50 جنيها، وبالتالي لا بد أن الدار تحوش لنا مبلغا محترما يليق بالوضع الذي أصبحنا عليه، والجهد الذي نبذله. وبدأ صوتنا يسأل بلغة هادئة ارتفع أكثر: إيه الحكاية هو مفيش فلوس؟ وجاءنا الرد بعد أيام بأن نذهب إلى الخزينة لنقبض أول دخل لنا من عرق جهدنا وتعبنا. وأمسكت بيد وجدي قنديل وصعدنا إلى طابق الخزينة، وكل منا يحسب عشرات الجنيهات التي سيقبضها، وكان أملي في شراء ساعة يد ثمنها خمسة جنيهات كان يبيعها تاجر متجول في الجريدة. وسمعت دقات قلبي وموظف الخزينة يمد يده بورقة القبض لتوقيعها إلا أنني فوجئت بقلبي يسقط ويكاد يتوقف عندما وجدت المبلغ المقرر 11 جنيها، ورفضت التوقيع وقلت لوجدى إنه مصطفى أمين الذي قرر لنا هذا المبلغ من دون علم هيكل. وسحبت وجدي من يده إلى مكتب الأستاذ الذي كان موجودا وبدون مقدمات سألته بغضب: سيادتك شفت المبلغ اللي صرفوه لنا عن شغل 3 شهور؟ قال هيكل بهدوء: آه شفته. فيه إيه؟ ووجدت نفسى أسقط على أقرب كرسي فاقد النطق. لم تكن الفجيعة في المبلغ، وإنما في رد هيكل الذي قام وأغلق باب المكتب من الداخل بالمفتاح وراح يحدثنا كيف بدأ بجنيه واحد في الشهر، وفي مرة نصب عليه زميل أخذ منه الجنيه وقال هيكل أنتم تعملون في مهنة أساسها التضحية في البداية، قبل أن تحصلوا مستقبلا على ما تستحقونه وأكثر. وكان درسا طويلا أساسه أن مهمة الصحافي الأولى أن يكسب نفسه.

المصدر : القدس العربي – حسام عبد البصير – القاهرة

قد يعجبك ايضا