غلاء “العدس” الجنوني مع بداية الشتاء يخلق ثورة غضب بين فقراء غزة.. والاقتصاد تعلن توقيف ثلاثة تجار
وهج 24 : مع بداية أجواء الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة، والتي بالعادة يلجأ خلالها فقراء غزة الذين يمثلون النسبة الأكبر بين السكان، إلى “وجبة العدس”، لتشبع بطون أطفالهم، وتعطيهم طاقة لما لهذا الصنف الغذائي قليل الثمن، من فوائد كثيرة، تفاجأ السكان بارتفاع ثمن هذه الصنف، ومواد غذائية أساسية أخرى، دفعهم للتعبير عن غضبهم في مجالسهم الخاصة، وعلى مواقع التواصل.
وأعلى فقراء غزة، الذين يمثلون غالبية السكان في قطاع غزة، أصواتهم عاليا، بسبب ارتفاع ثمن “العدس” إلى الضعف، خاصة وأن هذا النوع من الطعام، كان ملاذهم الأساس في الشتاء، لسد جوعهم، لانخفاض ثمنه.
وتفرض إسرائيل حصارا محكما على قطاع غزة، منذ أكثر من 14 عاما، وقد رفع الحصار معدلات البطالة إلى أكثر من 53%، والفقر لأكثر من 65%، فيما بات 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الخارجية لتدبير أمور حياتهم.
ويعتبر “العدس” الوجبة الأساسية لهذه الطبقة الفقيرة في فصل الشتاء، حيث دفع غلاء السلعة، المواطنون للتعبير عن غضبهم، من الارتفاع الكبير، الذي يهدد غذائهم.
وقد ارتفع بشكل مفاجئ سعر كيلو “العدس” من أربعة شيكل، إلى سبعة شواكل، وبات سعر الكيلو مع الارتفاع أكثر من دولارين، كما ارتفع ثمن “كيس السكر” من 100 شيكل إلى 130 شيكلا، كما ارتفع قليلا ثمن الدقيق. (الدولار الأمريكي يساوي 3.2 شيكل).
وعلى مدار اليومين الماضيين، كان الحديث الأكثر شيوعا في مجالس الغزيين، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، هو الارتفاع الكبير في ثمن العدس تحديدا وباقي السلع الأساسية، وحمل المواطنون بعض التجار الكبار الذين يحتكرون الأسواق، المسؤولية عن ذلك، في إطار سعيهم لزيادة الكسب، من مال الفقراء، خاصة وأن سلع غذائية أخرى تكون في متناول الطبقة المتوسطة والغنية مثل اللحوم، لم يطرأ عليها ارتفاع.
وتنوع التعبير عن حالة الغضب من هذا الارتفاع الكبير، ما بين التندر وإعلاء الغضب، خاصة وأن قطاع غزة، وسكانه الفقراء، لم يكن ينقصهم ما يزيد من أوجاعهم.
وكتب أسامة درويش، على صفحته على موقع “فيسبوك” معلقا “ارتفاع سعر كيلو العدس من 4 إلى 7 شيكل، زيادة 3″، وقال إن هذه الزيارة جاءت على “طعام الفقراء”.
وكتب نبيل بسيوني متندرا “الناس إلي تبحث عن سبب الزيادة في سعر العدس، السبب ليس العدس وإنما الزيادة شملت الحديد فقط، لان العدس فيه الحديد والحديد سعره مرتفع جدا”، كما كتب معلق آخر وهو يتندر على الارتفاع “بشوف في ارتفاع على سعر العدس، أي والله الدولار استحي يعملها، يعز من يشاء ويذل من يشاء”، وكأنه يشير إلى انخفاض سعر الدولار الأمريكي في الأسواق المالية.
السكان تندروا وقارنوا بين ارتفاع ثمنه وانخفاض الدولار الأمريكي
وعلى مواقع التواصل، جرى تداول مقطع مصور لرجل وهو يحمل كيس عدس بيده، ويصرخ غاضبا يقول معلقا على الارتفاع “حرام عليكو هذه جريمة… بدنا نعيش زي العالم”.
وتقول فاطمة ياسين، وهي ربة منزل في منتصف العقد الخامس، إن استمرار ارتفاع هذه السلع، سينعكس على طعام أسرتها، وتوضح هذه السيدة أنها كانت تحتاج إلى أكثر من اثنين كيلو من العدس في الوجبة الواحدة، لتطعم أسرتها وأبناءها المتزوجين وأطفالهم، وتضيف “ما لقوا إلى أكل الفقراء ليرفعوا سعره”.
ومع تزايد غضب المواطنين، أعلن المتحدث باسم وزارة الاقتصاد في غزة عبد الفتاح أبو موسى، عن توقيف عدد من التجار بسبب رفعهم لأسعار المواد الغذائية عن السعر الطبيعي ومنها السكر والعدس.
وقال إنه وفي إطار جهود وزارته، في الرقابة على الأسعار تم توقيف التجار الثلاثة، لافتا إلى أن العدد قابل للزيادة، وأضاف “سنستمر في هذا الإطار”، مُشيرًا إلى أنه جرى تحويلهم إلى النيابة العامة لأخذ المقتضى القانوني بحقهم.
وقد أنذر في ذات الوقت جميع التجار من التلاعب بأسعار السلع دون الرجوع إلى وزارة الاقتصاد الوطني وإعطاء مبررات لهذا الارتفاع، وفي ذات الوقت أكد توفر البضائع والسلع لسكان قطاع غزة.
وأشار إلى أن طواقم الوزارة في الميدان تتابع الأسواق، محذرا التجار من أي استغلال أو رفع للأسعار.
وفي السياق، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كافة الجهات الحكومية لتسعير السلع الأساسية وإعلانها لجمهور المستهلكين، وتشديد الرقابة على الأسعار، وانفاذ القانون بحق المتلاعبين بها، مؤكدة أن “التلاعب بقوت الفقراء من شأنه أن يعزز انعدام الأمن الغذائي، وضرب لصمود المواطنين في القطاع، الذين يواجهون الحصار والعدوان”.
وقالت “غزة اليوم أحوج ما تكون لدعم السلع الأساسية والمنتوج الوطني، وتوفير الأمن الغذائي للفقراء”، لافتة إلى أن هذا الأمر يتطلب “نبذ وتعرية المحتكرين والمتلاعبين بأسعار السلع الأساسية، ووقف سياسة إغراق الأسواق بالسلع المنافسة للسلع الوطنية، ووقف للإجراءات التي من الممكن أن ترفع أسعارها وتزيد من فجوات الحرمان للفقراء”.
المصدر : القدس العربي