عشر سنوات حبس لألمانية لانتمائها لتنظيم “الدولة” وترك فتاة إيزيدية تموت عطشا

وهج 24 : قضت محكمة في ميونيخ الإثنين بسجن ألمانية  لمدة عشر سنوات بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية بالخارج، والمساعدة والتحريض على محاولة القتل، ومحاولة ارتكاب جرائم حرب – وجرائم ضد الإنسانية، خاصة بعد أن اتهمت بترك فتاة أيزيدية تموت عطشاً في العراق.

وطالب المدعي العام بالسجن مدى الحياة لجينيفر فينيش (30 عاما) بتهمة ارتكاب جرائم حرب وقتل، في أول إجراء قضائي رسمي في العالم على صلة بممارسات ارتكبها التنظيم الجهادي بحق الأيزيديين، الأقلية الناطقة باللغة الكردية في شمال العراق، بيد أن المحكمة قضت بالحكم لمدة عشر سنوات وذلك بسبب عدم مقدرتها لمنعه، حيث أكدت فينيش، المتهمة بعدم التدخل لمنع شريكها من القيام بذلك، أنها كانت “تخشى” أن “يحبسها”.

أوضحت هذه الألمانية المتحدرة من لوهن، في ولاية سكسونيا السفلى (شمال غرب)، أنها ذهبت إلى العراق للانضمام إلى “إخوتها” خلال محاكمتها التي بدأت في نيسان/أبريل 2019، بحسب صحيفة بيلد.

وتدور التهمة الرئيسية للزوجين في صيف 2015، حيث قامت هي وزوجها آنذاك طه الجميلي، وهو يحاكم حالياً في فرانكفورت بتهم مماثلة، بشراء فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات ووالدتها من سبايا الأقلية الإيزيدية من أجل استعبادهما، بحسب النيابة.

وتستند التهمة إلى تصريحات زوجته جنيفر، عضوة تنظيم “داعش” بعد أن تحدثت في يونيو/ حزيران 2018 لرجل اتصال عن إقامتها في منطقة خاضعة لسيطرة التنظيم الإرهابي. وروت أن زوجها السابق طه ربط الطفلة الإيزيدية في مكان تحت الشمس عقوبة لها على تبولها في السرير. وماتت الطفلة على إثرها تحت التعذيب.

وبما أن جنيفر لم تفعل شيئاً لإنقاذ الطفلة، باتت تمثل هي الأخرى منذ أبريل/ نيسان 2019 أمام المحكمة في ميونيخ حيث سبق لأم البنت الضحية أن أدلت بتصريحاتها. وكانت هي أيضاً محتجزة كعبدة في بيت جنيفر وزوجها وأُجبرت على مشاهدة وفاة بنتها.

و”عوقبت” الفتاة لأنها تبولت على سريرها، بأن ربطها الجميلي بنافذة خارج المنزل الذي كانت محتجزة فيه مع والدتها، في درجة حرارة تبلغ الخمسين مئوية. توفيت الفتاة بسبب العطش بينما أجبرت الأم نورا على البقاء في خدمة الزوجين.

أكدت فينيش، المتهمة بعدم التدخل لمنع شريكها من القيام بذلك، أنها كانت “تخشى” أن “يحبسها”.

ألمح محاموها، مثل محامي طه الجميلي، إلى أن الفتاة، التي نُقلت لاحقاً، إلى مستشفى في الفلوجة، ربما لم تفارق الحياة، وهو أمر لا يمكن التحقق منه.

فندت نورا، والدة الطفلة وهي تقيم متوارية في ألمانيا، هذه الرواية. وأدلت الشاهدة الرئيسية والناجية بشهادتها خلال محاكمتي الزوجين السابقين.

كانت فينيش قد دافعت عن نفسها خلال إحدى جلسات الاستماع الأخيرة قائلة “يريدون أن يجعلوا مني عبرة لكل ما حدث في ظل تنظيم الدولة الإسلامية. من الصعب تخيل أن هذا ممكن في دولة القانون”، وفق ما نقلت عنها صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ”.

سلمت أجهزة الأمن التركية فينيش إلى ألمانيا بعد أن ألقت القبض عليها في كانون الثاني/يناير 2016 في أنقرة، فيما ألقي القبض على زوجها في اليونان بحسب الصحيفة الألمانية.

لم يتم احتجازها إلا في حزيران/يونيو 2018، بعد اعتقالها أثناء محاولتها الذهاب مع ابنتها البالغة من العمر عامين إلى المناطق التي كان التنظيم لا يزال يسيطر عليها في سوريا.

خلال هذه الرحلة، أخبرت سائقها عن حياتها في العراق. كان الأخير في الواقع مخبراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي ويقود سيارة مزودة بأجهزة تنصت.

استخدمت النيابة هذه التسجيلات لتوجيه الاتهام إليها.

في تشرين الأول/أكتوبر 2020، حكمت محكمة ألمانية على زوجة جهادي تحمل الجنسيتين الألمانية والتونسية، بالسجن ثلاث سنوات ونصف بتهمة استرقاق شابة أيزيدية عندما كانت تقيم في سوريا.

يقطن الإيزيديون وهم أقلية ناطقة بالكردية في مناطق في شمال العراق وسوريا، ويعتنقون ديانة توحيدية باطنية. تعرضوا منذ قرون للاضطهاد على أيدي متطرّفين. عندما سيطر تنظيم داعش على الموصل ومحيطها اجتاح الجهاديون منطقتهم في جبل سنجار وقتلوا الآلاف من أبناء هذه الأقلية وسبوا نساءها وأطفالها.

وفي السنوات الخمس الماضية عاد المئات من أنصار “داعش” من سوريا أو العراق إلى ألمانيا. وهذا ما يُستنتج من رد الحكومة الألمانية على استفسار من كتلة حزب اليسار في البرلمان الألماني، فيما عملت الحكومة الألمانية على استعادة أطفال وأمهات ألمان كانوا عالقين في مخيمات داعش بعد وفاة أزواجهن.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا