الصحف الإسرائيلية 28-4-2016

اوباما في خدمة أعداء الاستقرار الدولي

بقلم: أوري هايتنر
الامر الاساسي في كتاب يوفال ناح هراري “اختصار تاريخ الانسانية”، هو أن الانسانية تتقدم والعالم يتحول الى مكان أفضل من الجدير العيش فيه. وهذا ليس فقط بسبب التكنولوجيا، بل لأن المعايير أصبحت انسانية أكثر. على سبيل المثال، اذا كان الاولاد في الماضي البعيد هم مُلك لآبائهم واستطاعوا أن يفعلوا بهم ما يشاءون (بما في ذلك قتلهم واغتصابهم وبيعهم)، وفي الماضي القريب قبل جيل أو جيلين كان ضرب الاولاد كعقاب يعتبر عقابا تربويا ملائما، فان الولد الآن أصبح انسان له حقوق والعقاب الجسدي لم يعد واردا.
يمكن أن ينطبق هذا المثال على كل مجالات الحياة ورؤية أن الانسانية تتقدم طول الوقت.
لكن التقدم الانساني ينشيء رد فعل ممن يعادون ذلك ويحاربوه. ونظرا لأن التقدم والتكنولوجيا تخدمهم ايضا، إلا أنهم يستغلونها في حربهم ضد الانسانية، وانجازاتهم في هذا المجال غير قليلة.
كان القرن العشرين جزء من هذا التقدم الكبير للانسانية. ولكن في ذلك القرن كانت حربين عالميتين وجرائم كبيرة ضد الانسانية من قبل انظمة القمع المخيفة المسلحة بأفضل تكنولوجيا التدمير والقتل وعلى رأسها الوحش النازي الذي قام بالجرائم الافظع والاصعب في تاريخ الانسانية وفي تاريخ شعبنا. وقد تميز القرن العشرين بالتقدم في جميع المجالات، وايضا بالكوارث الصعبة. إن تجاهل التقدم أو الكوارث يشوه الصورة.
التقدم الانساني يستمر ايضا في القرن الواحد والعشرين، وهنا ايضا يوجد وحش يهدد هذا التقدم هو الاصولية الاسلامية الجهادية. فهي تسعى بكل قوتها للحصول على سلاح الدمار الجماعي. الخدعة بأن ايران ستتردد في استخدام السلاح النووي اذا كان في حوزتها، تشبه خدعة أن الاصوليين الاسلاميين المسلحين بالسكاكين سيترددون في تحطيم الطائرات المدنية أو الابراج في نيويورك أو أن هتلر سيتردد في استخدام أفران الغاز من اجل قتل اليهود.
يجب على الانسانية المتحضرة أن تقف في وجه التهديد. أن تقف في وجهه بشكل حازم، لا أن تحاول فقط التأثير عليه بنوع من التصالح. لقد احتقر تشمبرلاين النازيين تماما مثل تشرتشل، وتشرتشل أراد السلام تماما مثل تشمبرلاين. لكن الأخير اختار المصالحة في الوقت الذي قاد فيه تشرتشل الانسانية الحرة الى الصمود في وجه التهديد والرد بالحرب، الامر الذي أدى الى انتصار الانسانية على أعدائها.
رئيس الولايات المتحدة براك اوباما هو زعيم العالم الحر. وقراره أن يكون تشمبرلاين أو تشرتشل القرن الواحد والعشرين، هو الذي سيؤثر أكثر من أي شيء على تقدم أو عدم تقدم الانسانية، نموها أو انتصار أعدائها.
إن اوباما يمثل ويعكس انجازات الحضارة. ولكن في وجه التهديد الاسلامي اختار اوباما المصالحة مثل تشمبرلاين. وبهذا منح الاصوليين الجهاديين انتصارات كبيرة تهدد السلام العالمي.
عندما ينظر اوباما الى العالم بالنظارات الوردية ويرى أن ولايته هي “الفترة الاكثر استقرارا في التاريخ”، فانه يتصرف مثل تشمبرلاين الذي اعلن بشكل احتفالي أنه “صنع السلام”. ومثلما أن مصالحة تشمبرلاين خدمت أكبر أعداء السلام العالمي، فان مصالحة اوباما تخدم أكبر أعداء الاستقرار الدولي.
اسرائيل اليوم

قد يعجبك ايضا