هجمات استيطانية وعربدة في نابلس وسلفيت والقدس

الشرق الأوسط نيوز : تواصلت اعتداءات المستوطنين في عموم مناطق الضفة الغربية، فشنت جماعات من المستوطنين هجمة على أراض زراعية في مدينة سلفيت، واعتدوا على عائلة فلسطينية في مدينة نابلس، وكذلك على سيدتين فلسطينيتين تعملان في رعي الأغنام في مدينة بيت لحم جنوب الضفة.
فقد أقدم مستوطنو “بدوئيل” المقامة على أراضي بلدة كفر الديك غرب سلفيت، بالهجوم على أرض عطا الله علي أحمد، التي تقدر مساحتها بما يقارب 60 دونما، وقاموا بتقطيع الأسلاك، وإغلاق الطرق المؤدية لها بالحجارة، ووضعوا تحذيرات وتهديدات لإخافة المزارعين.
وقال رئيس بلدية كفر الديك محمد ناجي “ان مجموعة من المستوطنين قامت بتخريب أرض المواطن عطا الله والعبث بها في منطقة ديريا غرب البلدة، ووضع ورقة تحذيرية لأصحاب الأرض عدا عن إغلاق الطرق المؤدية لها ولأراضي المواطنين وبالتالي صعوبة الوصول إليها”.
واشار الى ان هذا الاعتداء يأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات الاستيطانية المستمرة التي تستهدف الوجود الفلسطيني لإجبار المواطنين على ترك اراضيهم وإحلال المستوطنين مكانهم. وأضاف: “انه ليس الاعتداء الأول حيث قاموا باقتلاع 25 شجرة زيتون تتراوح أعمارها ما بين 5-7 سنوات، قبل أيام” .
ومن جانبه، طالب محافظ مدينة سلفيت عبد الله كميل المؤسسات الحقوقية والمنظمات الدولية بالوقوف عند مسؤولياتها والتحرك الفوري لإجبار الاحتلال ومستوطنيه على وقف الانتهاكات والاعتداءات اليومية بحق المزارعين وأراضيهم في المحافظة، داعيا المزارعين إلى عدم ترك أراضيهم والتواجد فيها باستمرار والعمل على زراعتها وعدم إعطاء المجال للمستوطنين للاستيلاء عليها.
هجمات استيطانية شرسة

يشار الى ان منطقة ديريا تتعرض لهجمة استيطانية شرسة منذ فترة، حيث قام المستوطنون بالاستيلاء على 4 دونمات في وقت سابق.
وفي نابلس، اعتدى مستوطنون، أمس الأربعاء، على عائلة واستهدفوا مركبات المواطنين في بلدة سبسطية الأثرية شمال غرب نابلس.
وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم إن مجموعة من المستوطنين هاجمت منزل المواطن أحمد غزال، وأصابوا عددا من أفراد عائلته بحروق بالوجه، جراء رشهم بغاز الفلفل. واضاف ان الاحتلال أعاد إغلاق بوابة “شافي شمرون” وسط انتشار مكثف للمستوطنين في المنطقة، الذين يستهدفون مركبات المواطنين بالحجارة ويعربدون في الطريق.
يذكر ان قوات الاحتلال لا تزال تغلق بوابة “شافي شمرون” التي تعتبر منفذا رئيسا للمواطنين الذين يتنقلون بين جنين ونابلس، وذلك عقب مقتل أحد المستوطنين منتصف ديسمبر/ كانون الاول الماضي بالقرب من أراضي برقة شمال غرب نابلس.
وفي السياق ذاته اعتدى مستوطنون على راعيتي أغنام واحتجزوهما في قرية كيسان شرق بيت لحم.
وأفاد الناشط أحمد غزال أن مجموعة من مستوطني “معالي عاموس” المقامة على أراضي المواطنين، اعتدوا على راعيتي أغنام هما الشقيقتان فاطمة ونايفة محمد عبيات في الثلاثينيات من عمرهما، ورشقوهما بالحجارة، وأطلقوا الكلاب عليهما وعلى أغنامهما، ثم تم احتجازهما لأكثر من ساعة.
وأضاف غزال أن اعتداءات المستوطنين زادت خلال الفترة الأخيرة بحق رعاة الأغنام في قرية كيسان، بهدف تهجير المواطنين الذين يعتمدون على تربية الماشية كمصدر رزق لهم، والاستيلاء على الأرض لأطماع استيطانية.
وفي ملف الاعتداءات الاحتلالية أجبرت قوات الاحتلال رعاة الأغنام على ترك المراعي، ولاحقتهم شرق خربة مكحول في الأغوار الشمالية.
وأفاد الناشط الحقوقي عارف دراغمة، بأن الاحتلال أجبر الرعاة على ترك أراضي الرعي بالقوة ولاحقهم، خلال رعيهم مواشيهم، مضيفا أن الرعاة في تلك المناطق يواجهون بشكل شبه يومي، مضايقات من المستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
واستمرت عمليات اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وذلك في الفترتين الصباحية والمسائية، وذلك بحراسة مشددة من قبل شرطة الاحتلال.
وإفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن عشرات المستوطنين وطلاب المعاهد التوراتية وموظفين في حكومة الاحتلال اقتحموا المسجد الأقصى بأعداد كبيرة برفقة حاخامات، من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات، وأدوا طقوسًا تلمودية في باحاته وساحاته خصوصًا في المنطقة الشرقية منه، قرب مصلى باب الرحمة.
ويتعرض المسجد الأقصى لاقتحامات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال على مدار الأسبوع، باستثناء يومي الجمعة والسبت، على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لتغيير الأمر الواقع بالأقصى، ومحاولة تقسيمه زمانيًّا.
وفي القدس لم تُمهل الشرطة الإسرائيلية الشابين المقدسيين قيس الباسطي ومحمد أبو سنينة كثيرا من الوقت بعد خروجهما من سجون الاحتلال، حتى رفعت عليهما قضية بتغريمهما بمبلغ هائل، بسبب قضية تعود لأكثر من ثلاث سنوات.
ويقول الباسطي إن الاحتلال أفرج عنه وصديقه أبو سنينة في الـ23 من سبتمبر/ أيلول من العام الماضي 2021، بعدما قضيا ثلاث سنوات في سجون الاحتلال.
واتهمت محاكم الاحتلال الباسطي وأبو سنينة بحرق مخفر الشرطة الموجود داخل المسجد الأقصى المبارك، وغرّمتهما وقتها بمبلغ 5 آلاف شيقل لكل واحد منهما.
ويضيف الباسطي أنهما تسلّما مؤخرًا ورقة تبليغ من شرطة الاحتلال التي تنوي تغريمهما بمبلغ هائل (لم تذكر قدره) بسبب حرقهما مخفر الشرطة لإعادة تصليحه.
وضمن ترجمة جهات فلسطينية مقدسية تبين إن شرطة الاحتلال طلبت من المحكمة تصريحًا باستخدام ملفات القضية والتحقيقات السابقة ضد الشابين، حتى تستطيع رفع قضية ضدهما وتغريمهما بتكاليف عالية لتصليح مخفرها الذي أُحرق قبل عدة سنوات.
يذكر أن الأسيرين المحررين الباسطي من البلدة القديمة وأبو سنينة من بلدة كفر عقب اعتُقلا حينما كانا قاصريْن يبلغان 17 عامًا من عمرهما، وهما اليوم يبلغان 20 عامًا.
ويرى الباسطي أن هذا الإجراء انتقامي من قبل الاحتلال الذي يُريد أن يفرض عليهما مبلغًا كبيرًا قد يتراكم ليصبح بملايين الشواقل، كما أوضحت محاميتهما، فيما لو لم تتم متابعة هذا الأمر قانونيًا.
واعتقلت قوات الاحتلال ثمانية فلسطينيين من الضفة الغربية، نصفهم من جنين.
وأفاد مدير نادي الأسير في جنين منتصر سمور، أنّ جنود الاحتلال اعتقلوا أربعة شبان من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، أثناء مرورهم على حاجز عسكري في الأغوار. والشبان الأربعة هم: إسلام جابر زبيدي وشقيقه أحمد، وزياد عادل أبو علي، ومحمد أبو دياك.
كما اعتقل جنود الاحتلال الشاب محمد علقم من بيتونيا غرب رام الله، وطه أبو لطيفة من مخيم قلنديا شمال القدس. ومن بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، جرى اعتقال عدي محمد ثوابتة، ومهدي صلاح طقاطقة.
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين، التصعيد الاسرائيلي الحاصل في عمليات تعميق وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، والهجمات والاعتداءات التي تنفذها ميليشيات المستوطنين المسلحة ضد المدنيين الفلسطينيين العزل، وهي انتهاكات وجرائم غير مسبوقة ترتقي الى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يحاسب عليها القانون الدولي ويجرم مرتكبيها.

حل الدولتين

وأكدت الوزارة، في بيان أمس الأربعاء، أن الحكومة الإسرائيلية ماضية في تقويض وتخريب أية فرصة أو إمكانية لتطبيق مبدأ حل الدولتين سواء في الوقت الراهن أو في المستقبل، وذلك عبر تنفيذ المزيد من المخططات الاستيطانية في القدس الشرقية المحتلة، بما يؤدي الى تكريس أسرلتها وتهويدها وفصلها تماما عن محيطها الفلسطيني وحسم مستقبلها السياسي بالقوة ومن جانب واحد لصالح الاحتلال، والتي كان آخرها مشروع لبناء مجمع استيطاني سياحي ضخم في منطقة باب الخليل، والاستيلاء على ١٠٠ دونم جنوب القدس، وتزويد البؤر الاستيطانية العشوائية المنتشرة في محيط القدس بكل ما يلزمها من بنية تحتية مثل المياه والكهرباء وربطها بالتجمعات الاستيطانية الضخمة القريبة منها، بما في ذلك تعزيز الاستيطان في المنطقة المسماة E1 كما هو حال المخطط لتهجير الفلسطينيين من الخان الأحمر.
وأضاف البيان: “كل ذلك يضاف إلى عمليات هدم المنازل والتهجير القسري المتواصلة في القدس والتنكيل بالمواطنين المقدسيين كما حصل مع عائلتي قرش وكرامة في الطور، والتصعيد الحاصل في الاستيلاء على الأراضي، خاصة في المناطق المصنفة (ج) كما يحدث في الأغوار ومسافر يطا والبلدة القديمة بالخليل، ومنطقة شمال غرب وجنوب نابلس وغيرها من المناطق المستهدفة بالاستيطان، والتي تشكل اعتداءات المستوطنين فيها ضد المواطنين الفلسطينيين خطوات استباقية لهذا الوحش الاستعماري الاستيطاني.
وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج تقويض فرصة تطبيق حل الدولتين، وتداعيات هذه الانتهاكات والجرائم الاسرائيلية على الصراع برمته.
وقالت إن صمت المجتمع الدولي واكتفاءه بالمواقف والبيانات المكررة التي ترفض الاستيطان وتتمسك بحل الدولتين دون أي ترجمات عملية لهذه المواقف، يشجع دولة الاحتلال على التمادي في وأد أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة بعاصمتها القدس الشرقية، ويمنحها الوقت الكافي للمضي في حربها على الأرض الفلسطينية وإفشال أية جهود دولية لإحياء عملية السلام، مؤكدة أن الضم الزاحف للضفة يحاصر تدريجيا فرصة تطبيق مبدأ حل الدولتين على الأرض.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا