التوتر على حدود غزة.. مناوشات أم تصعيد؟
شبكة وهج نيوز – عمان – أ ف ب : ترى إسرائيل أن ما تقوم به حركة “حماس″ هو ردّ فعل على عملية تدمير أنفاقها، التي تعتبر حيوية بالنسبة لها، فيما تعتبر الحركة أن ما تقوم به إسرائيل هو تعدٍ فاضح على قطاع غزة.
في ما يلي النقاط الرئيسية لتوضيح الموجة الأخيرة من التصعيد على حدود قطاع غزة.
ما الذي يجري منذ الثلاثاء؟
الثلاثاء، تعرّض جنود إسرائيليون يقومون بنشاط تشغيليّ متاخم للسياج الأمني في جنوب قطاع غزة لإطلاق قذائف. وتكثفت الحوادث في اليوم التالي، مع إطلاق قذائف هاون على جنود اسرائيليين ايضاً. وردّ الجيش الإسرائيلي بداية بإطلاق قذائف من الدبابات، وشنّ الأربعاء والخميس غارات جوية استهدفت 13 موقعاً لـ “حماس″. وأحصى الجيش عشر قذائف هاون أطلقت خلال يومين على جنوده.
ما الذي أدّت إليه هذه الحوادث؟
بحسب مصادر طبية فلسطينية، استشهدت فلسطينية في قصف مدفعي إسرائيلي في مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة. كما أسفرت غارة إسرائيلية عن إصابة أربعة فلسطينيين بجروح، تتراوح بين الطفيفة وبالغة. وهذه هي المرة الأولى التي تتواجه فيها إسرائيل و”حماس″، التي تسيطر على قطاع غزة، بشكل مباشر، منذ حرب العام 2014.
سياق النزاع
شنّت إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة بين تموز/يوليو وآب/أغسطس 2014 . ويسود منذ ذلك الحين وقف إطلاق نار هشّ. ولم تسفر محاولات التسوية عن أي نتائج، ويتحضّر الطرفان للمعركة المقبلة.
لماذا الآن؟
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الكولونيل بيتر ليرنر، إن “هذا الأمر ربما يأتي لإدراك “حماس″ بأن إسرائيل تشدّد الخناق” حول الأنفاق. لكن بالنسبة إلى “كتائب عز الدين القسام”، الجناح العسكري لـ “حماس″، فإن القوات الإسرائيلية انتهكت وقف إطلاق النار بتوغّلها في قطاع غزة.
كما يرد ذكر أسباب أخرى، وقد تحدّث المحلل الإسرائيلي دانيال نيسمان مثلاً عن إصابة “حماس″ بالإحباط جرّاء فشل جهودها لحمل مصر على إعادة فتح حدودها.
الجدار الأمني، المنطقة المحرمة
مداخل قطاع غزة مقفلة بإحكام من الشمال والشرق بجدار أمني إسرائيلي من الحديد والباطون، تعلوه أسلاك شائكة، ومحاط بأبراج مراقبة. والمنطقة الواقعة على طول الجدار من الجانب الفلسطيني محرمة على أي شخص.
تقول إسرائيل إن الشريط المحظور عرضه مئة متر، فيما تشير الأمم المتحدة إلى أن هذه المسافة تتغير وفق الاحتياجات الإسرائيلية. وأي فلسطيني يقترب من تلك المنطقة يواجه خطر الموت.
ويقرّ الجيش الإسرائيلي بأنه يعمل في تلك المنطقة للكشف عن أنفاق “حماس″.
الأنفاق
بعد الحصار الإسرائيلي، البري والبحري والجوي، والحصار المصري من الجانب الوحيد غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، لم يبق أمام سكان غزة إلا باطن الأرض لخوض الحرب أو تهريب البضائع إلى القطاع. وكانت الأنفاق من الأسلحة التي تثير أكبر مخاوف لدى الإسرائيليين، وأحد الأهداف الرئيسية في الحرب الإسرائيلية على القطاع العام 2014.
وتثير الأنفاق الرعب لدى المدنيين الإسرائيليين القريبين من غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه دمّر أكثر من 30 نفقاً في العام 2014، ويواصل البحث عما تبقى. وأعلن أنه اكتشف نفقاً في 18 نيسان/أبريل الماضي، فيما اكتشف آخر الخميس.
وقلّل الجناح العسكري لـ “حماس″ من أهمية اكتشاف النفق الأول، قائلاً إنه “نقطة في البحر”. وأكدت حركة “حماس″ استمرارها في بناء الأنفاق.
الأنفاق مهددة؟
هذا السؤال مطروح. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية تقنية جديدة من شأنها أن تصنع المعجزات في الكشف عن الأنفاق. ويلزم الجيش الصمت حيال هذا الموضوع. وفي ظل الحصار، فإن المواد اللازمة لبناء الأنفاق (الإسمنت والخشب والفولاذ…) نادرة.
مناوشات أم تصعيد؟
قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، مخيمر ابو سعدة، إن موجة التوتر عبارة عن “تبادل رسائل محسوبة بين إسرائيل و”حماس″، وليس تصعيداً أو مقدمة لحرب”.
وأضاف أن “لا إسرائيل ولا حماس تريدان التصعيد”.
وأوضح أن من مصلحة كلّ من إسرائيل وحماس عدم دفع الوضع الى التصعيد، إزاء الدورين الكبيرين لمصر وتركيا. وأشارت “حماس″ إلى تدخّل من مصر، الوسيط المعتاد، لتهدئة الأمور.
ومع ذلك، فإن الأزمة الإنسانية في غزة لا تزال مثيرة للقلق. آفاق السلام بين إسرائيل وحماس تبدو غير موجودة.
