قادة برؤيا عالمية موحدة…

احمد إبراهيم احمد ابو السباع القيسي… 

 

إن الكتابة عن القادة العظماء تقع تحت مستويين من القيادة فهناك قيادة على مستوى عالي من الإستقلالية الحقيقية بمعنى قيادة إستراتيجية وطنية وإقليمية وعالمية في الحكم والقيادة، وهناك قيادة على مستوى ضعيف وطني محلي غير مستقل تابع لدول كبرى وصغرى ينفذ إستراتيجيات عالمية تريد وتسعى ليلا ونهارا للهيمنة على خيرات وطنه والمنطقة والعالم ومثل هذه القيادة لا تنظر لمعاناة شعبها ووطنها وأمتها وإقليمها والعالم أجمع، فمن هي من تلك القيادات على مستوى عالي وعالمي نقول عن أصحابها أنهم قادة عظماء مستقلين حقا بقراراتهم ويعملون من أجل أوطانهم وشعوبهم وأمتهم والإنسانية العالمية جمعاء لا من أجل الحفاظ على كراسيهم فقط…

وهؤلاء القادة لا يلومهم في الحق لومة لائم يحققون العدالة والمساواة والمحبة والتسامح بين شعبهم وأمتهم والإنسانية، يعاملون الإنسان الذي يعيش في أوطانهم معاملة حسنة متساوية مع شعوبهم، والأهم من ذلك والذي يؤسس لكل ما ذكر سابقا ويضع اللبنة الأولى لتحقيقه هو أن القادة العظماء يحققون السيادة والإستقلال الحقيقي والحرية الحقيقية والقرار المستقل لأوطانهم ولشعوبهم وجيوشهم دون أن يكونوا تابعين أو تبعا لأحد من الصهيوغربيين وبالذات لأمريكا المتصهينة ويحاربون فكرهم الإستعماري القديم والجديد المبطن تحت مسميات مختلفة والمتجدد عبر تاريخهم الإستعماري الأسود المعروف لدى شعوب أمتنا وشعوب العالم أجمع، وأيضا هؤلاء القادة لا يفكرون بتحقيق ما ذكر لشعوبهم فقط بل ويدافعون عن قضايا المظلومين في كل مكان من العالم وينشرون مفاهيم إنسانية حقيقية كالتعاون والشراكة لخدمة الإنسانية جمعاء، وينشرون العدل والمساواة بين الشعوب ودول الإنسانية جمعاء لتحقيق التوازن الحقيقي في المعاملات والعلاقات الإنسانية والدولية دون أن يظلم احدا أحد ما أو يطمع بالهيمنة والسيطرة والفتن والأكاذيب والدبلجة أحدا بأحد ما…

ويحاربون الظلمة المستعمريين وعملائهم ووكلائهم وعصاباتهم ونازييهم الجدد مهما كانت قوتهم وسطوتهم لأنهم على حق ويحاربون الباطل إن الباطل كان زهوقا، ومن يحمل مثل هذه الصفات الحقيقية يطلق عليهم قادة برؤية عالمية موحدة لخدمة الإنسانية جمعاء، لذلك يجب أن نفرق بين القادة القريبين من شعوبهم وشعوب الإنسانية وقضاياهم المتعايشين مع جنودهم وأبناء شعبهم وأمتهم ويحافظون على الوطن والشعب ووحدته وجغرافيته وسلامته من أعداء الداخل والخارج، الذين يرفضون الهيمنة الصهيوغربية الظالمة والخالية من أي شعور أو ضمير إنساني، وهؤلاء القادة تجدهم محبوبيين من شعوبهم ولهم إحترام داخلي وخارجي وفيهم هيبة القيادة على الداخل والخارج فتجد شعوبهم تدعمهم بأغلى ما يملكون حتى بالأرواح ليكسب هؤلاء القادة أية معركة سياسية أو عسكرية أو إقتصادية وطنية أو إقليمية أو عالمية مع أعداء الداخل ومن يدعمهم من الخارج، وبذلك يستطيع هؤلاء القادة أن يقوموا بمهامهم على أكمل وجه وينفذون واجباتهم إتجاه شعوبهم وأمتهم والإنسانية جمعاء وبشكل كامل…

لذلك فإننا نتحدث اليوم عن قيادات حقيقية على مستوى أوطانهم وإقليمهم وعالمهم ومنهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ والذين لم يلدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب هم أبناء الريف أي أبناء الفلاحين والذين كانوا يمضون إجازات دراساتهم أو عملهم لدى عائلاتهم وأهاليهم في الريف فيتركون المدينة وإزدحامها ويعودون إلى الأراضي الواسعة المليئة بالزراعة بكل أنواعها والصناعة بكل مستوياتها، هؤلاء هم القادة الحقيقيون الذين جاؤوا من رحم شعوبهم والذين كانوا يضعون في مخيلتهم دائما وأبدا خدمة أبناء قريتهم ومدنهم وأمتهم في كل منصب تم تعينهم فيه، فكانوا يستمعون لآراء الزملاء أثناء الدراسة والعمل وكانوا يساعدون بأنفسهم الفلاحين والصناعيين في العمل، ويساعدون العجزة وكبار السن ويطبخون لهم الطعام بأيديهم ويقدمون لهم الأطباق ويتابعون الطلاب أصحاب الإعاقات الخاصة مثل السمع والبصر والنطق والشلل الدماغي وغيرها من الحالات الإنسانية التي تحتاج إلى المساعدة والدعم المعنوي والنفسي والمادي، وكانوا يواسون القرويون من نكبات الأمطار والثلوج وغيرها ويلعبون الرياضة بكل أنواعها ويقومون بزيارات للأندية الرياضية…

وبنفس الوقت هم لهم عائلات فهم الأزواج والآباء والأبناء الباريين والذين لم ينسوا معاناة آبائهم وأمهاتهم حتى بعد أن وصلوا إلى المناصب العليا في دولهم، وهم يزورون الأسواق ويطلعون على حالات الإمداد في كل أيام السنة ويراقبون الأسعار إذا كانت مناسبة للشعب أم يتحكم بهم فئة من التجار، ويعاينون نمو القمح في زياراتهم التفقدية للفلاحين والمزارعين ويواصلون دعمهم ويدعمون الصناعات الصغرى والمتوسطة والكبرى كل الدعم حتى أصبحت صناعاتهم في كل أنحاء العالم،
لذلك تنتخبهم شعوبهم بكل ثقة بهم ومحبة لهم وتفوز أحزابهم ويستلمون القيادة سنوات عدة وسنوات لأنهم قادة علماء بالعقل والقلب والعمل وليس بالعلم فقط وهؤلاء نقول عنهم بأنهم إنموذج عظيم وشعوبهم وجيوشهم يشعرون بحضورهم وغيابهم بأنهم عظماء كقادتهم العظماء…

الكاتب والمحلل السياسي…
احمد إبراهيم احمد ابو السباع القيسي

قد يعجبك ايضا