لا صَمتَ بَعدَ الآن
الشاعرة رنا محمود / سورية….
دَعِ الرّؤى تَشقّ حِجَابَ الوقتِ
وَتَهتِفُ بِأعيُنِ النّاسِ بِأَمَلِ الحَيَاةْ .!
سَأُطَلّقُ الحَقِيقَةَ بِأَصواتِ البُسَطَاءِ،المَغلوبينَ
فَالصّمتُ خِيَانَةٌ
وَمَاذَا سَأفعَلُ إِذَا مَا
أضَعتُ مَفَاتِيحَ الأَمَانِ خَلفَ مَسَارِبِ الظّلالِ البَارِدَةْ .؟
وَمَاذَا لَو طَالَ انتِظَارِي عَلَى مَقَاعِد الخَريفِ المُصَدّعَةِ
وَأنَا أغسِلُ عُيُونِي بِالسّرَابِ
بَعدَ أنْ أضَعتُ دَفتَرَ الفُصُول .!!
كَنَجمَةٍ تَجلِسُ بِتَعَبٍ
تُدِيرُ ظَهرَهَا لِجَذعِ القَمَرِ
تَهجِرُ غَابَةَ السّمَاءِ
هَارِبَةً مِنْ مُستَنقَعَاتِ البَارِدَةِ
هِيَ تَخَافُ الجُلُوسَ وَحِيدَةً
كَسَحَابَةٍ فَوقَ وَاحَاتِ الصّحرَاءِ القَاحِلَةِ
حينَ رَمَتْ بِهَا الأيّامُ عَلَى مَصَاطِبِ وُجُوهِنَا
كَمْ هوَ مُوحِشٌ ذَلِكَ
الإنتِظَارُ الّذِي
يَتَأبّطُ حَقَائِبَ الرّحِيلْ .؟!!
أوَ لمْ نمزقُ بأيدينامَفَاوِزَ الأمَلِ ؟!
وَكُنّا قَدْ زَرَعنَا الحُقُولَ
فَرَحَاً وَزَغَارِيدَ حَيَاةْ .؟!
يَا أنتَ أيّهَا الجَبَلُ السّامِقُ
قَدْ جَعَلُوكَ بَقَايَا وَطَنٍ
قَامَاتُنَا عَلَى وَشَكِ الإنحِنَاءْ .!!
وَهَا أنَا أُشعِلُ البَخُورَ لِلأولِيَاءِ وَالصّالِحِينَ
وَهَا هُوَ العِيدُ يَمرُّ ” خِلسَةً
وَأنَا
مَازِلتُ عَلَى مَقَاعِدِ الخَرِيفِ
أُعَاتِبُ الوقتَ
فَوقَ رَصِيفِ الإنهِيَارْ .!
أنتَظِرُ الفَرَاشَاتِ أنْ تُحَلّقَ
لِيُزهِرَ الرّبيعْ .!
وَلَكِنْ فَوقَ فَوضَى عَارِمَةٍ
وَمِنْ تَحتِ رُكَامِ أشلائِنَا
هَاهُوَ..
يَمزِقُ أَصَابِعَ الطّفُولَةِ وَيَبحَثُ غدا عَنْ قُبَلٍ فَائِضَةٍ
وَأوجَاعٍ عَالِقَةٍ بِأجسَادِنَا
وَنَبحَثُ
عَنِ الّذينَ فِي عُيُونِهِم تَنمُو
الكُهُولَةُ
وَعَلَى خَارِطَةِ قُلُوبِهِم
يَسفَحُ الحُزنُ دُمُوعَهُ
بَاحِثَاً
عَنْ أولَئِكَ
المَغلَقَةُ أروَاحُهُم
بِلُهَاثِ التّرَابِ المُغَمّسِ بِالمِلحِ
وقدْ صَارُوا غُرَبَاءً عَلَى ذَاكِرَةِ العُمُرْ
وَلَكِنّي يَا حَبِيبي
أعِدُكَ أنّي سَأقتِلُ الإنتِظَارَ
فَأنَا لَستُ بِخَائِنَةٍ
وَسَأشِقّ حِجَابَ الوقتِ
بِصَمتِ صُرَاخي الأبجَدِيّ
ضِدّ وَحشيّةِ الإنسَانِ
وَأُعِيدُ المَفَاتِيحَ الضّائِعَةْ .!
وَأُعِيدُ لِلطّفُولَةِ الألعَابَ وَالمَرَاجِيحَ
الّتِي سَرقَتهَا أذرُعُ الغَدرُ
وَسَأُشعِلُ قَنَادِيلَ الأمَلِ
وَأفتَحُ بَابَ النّهَارْ .؟!