ماذا يجري في باكستان الإسلامية وهل الفوضى الخلاقة هي مخطط أمريكا المتجدد في باكستان ومحيطها…؟

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…… 

كل منا تابع الأحداث الأخيرة التي جرت في باكستان والتي مرت كلمح البصر منذ أن قال رئيس الوزراء السابق عمران خان في خطابه الأخير لأمريكا بأن باكستان دولة مستقلة ولا تستطيع أمريكا أو غيرها من الدول الغربية تحديد علاقاتها مع الدول الأخرى الصديقة ويقصد هنا روسيا والصين وأضاف أنكم لا شأن لكم بشؤون باكستان الداخلية والخارجية لأن باكستان ليست مستعمرة ولا تابعة لأحد، وبعدها تم عمل إنقلاب داخلي من أتباع أمريكا داخل باكستان بمى يسمون أنفسهم معارضة وتم إقالة رئيس الوزراء عمران خان وحكومته وحزب إنصاف كاملا من قبل مجلس النواب، وبدأت المؤامرات بتلفيق تهم قضائية له ولحزبه حتى يتم إقصائهم من الحياة السياسية الباكستانية بشكل كامل، ولكن عمران خان وحزبه وكل أتباعه لم يصمتوا وإتخذوا طريق النضال السياسي ورغم كل المعوقات والضغوطات عليهم داخليا وخارجيا طالبوا بإجراء إنتخابات مبكرة وبدأت جوالته الميدانية على كل اراضي باكستان للسير إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد وفقا للموعد المقرر…

ويبدوا أن حكومة باكستان الصهيوأمريكية برئاسة شرف أزعجها ذلك التحرك النشط لعمران خان وحزبه وأتباعه الكثر وفي كل مدن باكستان وقراها وكان خوفهم أكثر من تحرك الجماهير المحاطة بعمران خان إتجاه العاصمة إسلام آباد، وفي إقليم البنجاب المؤيد لعمران خان تم التخطيط وبتنسيق داخلي وخارجي لإغتيال عمران خان وتصفيته نهائيا كما فعل برويز مشرف ببناظير بوتو عندما سمح لها بالعودة للبلاد ورشحت نفسها لرئاسة الوزراء وتم إغتيالها ولغاية اليوم لم يحاسب من إغتالها على جريمته الشنيعة بحقها…

والله سبحانه وتعالى لطيف بعباده وقد نجا عمران خان من محاولة الإغتيال وقد صرح بأن هذه المحاولة من رئيس الوزراء شرف ومن أحد جنرالات الجيش وبعض من يحكمون المخابرات الباكستانية، وبدأ اتباعه بالمظاهرات داخل المدن والقرى والأقاليم دعما لعمران خان بل إزداد مؤيديه أكثر من السابق، ورغم نفي حكومة شرف بمحاولة الإغتيال ورغم أن أمريكا طالبت الباكستانين بضبط النفس كعادتها بعد فشل أية عملية إغتيال أو مخطط ما تصبح أمريكا مصلحة إجتماعية وشعبية حتى لا يتم سحق أتباعها المنفذين لمخططاتها من داخل باكستان او أي وطن تآمرت عليه أو شخصية سياسية رفضت هيمنتها على وطنه وشعبه، ورغم كل ذلك النفي إلا أن كل الأدلة تثبت تورطهم جميعا بتلك المحاولة الجبانة…

فشعبية عمران خان الكبيرة صدمت هؤلاء المتآمرين والمنفذين وفآجأتهم وأصابتهم بالخوف الشديد من أن يعود عمران خان لرئاسة الحكومة الباكستانية إذا جرت إنتخابات مبكرة كما طالب عمران وحزبه وكل الشعب الباكستاني البطل والذي يرفض الهيمنة الأمريكية على باكستان رفضا تاما، ولذلك هم دعموا عمران خان وهو من يمثلهم ويحقق طموحاتهم ويخلصهم من تلك التبعية الأمريكية البغيضة، الأمر الذي زاد من هبوط شعبية حكومة شرف إلى الحضيض لأنها وخلال فترة حكمها لم تفعل شيئا للشعب الباكستاني الذي يعاني الأمرين من الضغوطات الأمريكية لأنه إمتلك القنبلة النووية والتي أرهبت أمريكا خاصة والغرب عامة، وما أرهبهم أكثر العلاقات التي رسخها عمران خان مع روسيا والصين وحتى دول أمريكا الجنوبية والسلام مع جارتها الهند ودعمها لأفغانستان وحركة طالبان قبل أن تصبح لهم حكومة ودعمت حكومة طالبان وطالبت باكستان زمن عمران خان من الدول الجارة لأفغانستان بالوقوف مع حكومة طالبان والشعب الأفغاني حتى يستقر البلد وبعدها يتم إجراء حكومة من كل الأطراف والأحزاب الأفغانية ولكن للأسف الشديد أن الضغوطات الغربية عامة والأمريكية خاصة ومصالح تلك الدول كانت أكبر من صوت عمران وحكومته ولم يعترف أحد بتلك الحكومة إلى أن أصبحت أفغانستان حاليا ساحة لعمليات التفجير الداعشية وهذا من تخطيط غربي أمريكي بحت، وكان الأجدر بالدول المحيطة الوقوف ولو مؤقتا مع تلك الحكومة لحين ترسيخ الأمن وتحسين الإقتصاد والسيطرة على الحدود حتى لا تصبح أفغانستان مقرا وممرا لدواعش الغرب إلى تلك الدول المحيطة بأفغانستان…

لذلك نرجوا من الله سبحانه وتعالى أن يحمي باكستان في تلك الأحداث المفتعلة التي تمر بها وأن لا يتطور الأمر بين الباكستانيين إلى الفوضى الخلاقة والإقتتال الداخلي في حال رفضت حكومة شرف وبإملاءات أمريكية من إجراء إنتخابات مبكرة كما طالب عمران خان وحزبه وكل أتباعه وبذلك تنشر أمريكا قواعدها ودواعشها داخل باكستان لنشر الفوضى والحروب الأهلية لا سمح الله ولا قدر وهذا ما تخطط له أمريكا خاصة والغرب عامة للسيطرة التامة على باكستان وشعبها وجغرافيتها وخيراتها وثرواتها وقنبلتها النووية التي تخيفهم وترهبهم وأيضا ما يخيفهم أن تنتشر تلك القنبلة الإسلامية إلى دول عربية أو إسلامية أخرى وبالذات إلى أفغانستان وحكومة طالبان…

هذه هي أمريكا وسياساتها الإجرامية ومخططاتها الغوغائية القاتلة للبشرية وإغتيالاتها لمن يرفض هيمنتها التي تجري بين الحين والآخر في كل مكان على وجه هذه الأرض وتهمها الزائفة والجاهزة للدول والزعماء الذين يرفضون تدخلها بشؤون أوطانهم وشعوبهم الداخلية والخارجية، وأيضا فتنها بين الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم وأديانها وقومياتها وأحزابها بالفوضى الخلاقة التي أصبحت منهجا مدروسا لأمريكا للسيطرة على شعوب منطقتنا والعالم لحكم الأرض وما عليها كما يخططون بإسم الرب والرب منهم براء، والرب وهو الله سبحانه وتعالى في الأشهر والسنوات القادمة سينقل كل ما إرتكبوه في منطقتنا وفي العالم من فتن وجرائم وحروب وتهجير إلى دولهم الغربية وفي أمريكا بالذات والإنتخابات النصفية الأمريكية وما يجري بها من أحداث وفتن وتصريحات تثبت ذلك، لأن أمريكا خاصة والغرب عامة طغوا وإرتكبوا جرائم يندى لها جبين الإنسانية بحق منطقتنا وشعوبنا والعالم والإنسانية جمعاء والله لهم بالمرصاد…
فإلى متى يا أمريكا هذه الآلاعيب الخبيثة..؟ وإلى متى يا أعوان أمريكا وتبعها داخل أمتنا وفي العالم ستبقى تبعيتكم…؟
وإلى متى يا شرفاء هذه الأمة وأحرار العالم والإنسانية جمعاء نبقى صامتين على آلاعيب ومخططات أمريكا الشيطانية..؟

الكاتب والمحلل السياسي…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

قد يعجبك ايضا