الصحف الإسرائيلية 17-7-2016
خوف من المثلية في اسرائيل برعاية العليا
بقلم: أسرة التحرير
بعد عشر سنوات بالضبط من المسيرة التي لم تسر في القدس، الغيت مرة اخرى مسيرة فخار (للمثليين)، وهذه المرة في بئر السبع. وقرر المنظمون الغاءها واستبدالها بمظاهرة، عقب طلب الشرطة، الذي اقر في محكمة العدل العليا، لتحويلها الى شارع جانبي بدلا من السماح باجرائها في الشارع الرئيس. بعد سنة من مقتل شيرا بنكي في مسيرة الفخار في القدس، ادعت الشرطة – واسندت ذلك بمادة سرية رفعت الى القضاة – بان ثمة خطر عنف سواء من جانب المعارضين للمسيرة ام من جانب المشاركين فيها.
ولكن بينما ركز قرار محكمة العدل العليا على هذه الحجة، فان الشرطة استندت ايضا الى حجج بشأن المس بمشاعر الجمهور الديني، فيما استندت الى حقيقة أن المسار الاصلي للمسيرة يمر بقرب بضعة كنس ومؤسسات دينية. لا يمكن للمرء الا يشتبه في أن يختبىء خلف هذه الحجج الامنية خضوع لضغط سياسي وديني.
وأعطت الشرطة ريح اسناد رئيس بلدية بئر السبع، روفيك دانيلوبتش، الذي رفض تمويل المسيرة، وصفها بان “مسيرة احتجاج” واستسلم عمليا لضغط حاخام المدينة، يهودا درعي، ولباقي المتزمتين والمحافظين.
ان ممارسة القرارات القضائية استنادا الى مادة استخبارية ترفع بعلم طرف واحد، معروفة من الاعتقالات الادارية. هذه ممارسة مرفوضة، إذ أنها لا تسمح بالتشكيك في الحجج. ولكن حتى دون رؤية المادة الاستخبارية يمكن العجب من التعليل الذي يقول ان الشرطة – التي تحرس مناسبات معقدة بل واستفزازية مثل مسيرة الاعلام في القدس – لا يمكنها أن تحرس المسيرة اذا ما مرت في الشارع الرئيس. وبدلا من استخلاص الدروس من اخفاق الشرطة في كل ما يتعلق بالطعن في مسيرة الفخار في القدس قبل سنة – الحاجة الى استعداد افضل ومعالجة مسبقة لمن يهدد بالمس بالمناسبة – اختارت الشرطة اعطاء جائزة للمهددين، بينما اعطت محكمة العدل العليا التسويغ لذلك. غريب ايضا الادعاء بالخوف من العنف من جانب المشاركين في المسيرة، الادعاء الذي يبدو وكأنه جاء ليخلق توازنا مصطنعا بين المعتدي والمعتدى عليه.
بينما يستخدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حقوق المثليين كورقة تين “تثبت” كم هي اسرائيل متنورة وديمقراطية، فان احداث مسيرة الفخار في بئر السبع تكشف كم رقيقا ذاك الغطاء من التنور والليبرالية. لقد الغيت المسيرة في بئر السبع بسبب معارضة خوف من المثلية، لاقت الشرعية الشرطية، البلدية والقضائية.
هآرتس
