انفتاح قطاع النفط الإيراني على العالم
تستمر المنافسة العالمية على الحصص السوقية في سوق النفط العالمي، بعد فترة طويلة من حرب الأسعار التي عصفت بالدول المنتجة حاملة شعار البقاء للأقوى، فنرى اليوم خروج الكثير من الشركات الصغيرة المنتجة للنفط من السوق وتراجع إنتاج النفط الأعلى تكلفة بالإنتاج.. ومع انحسار المنافسة نسبياً جراء استمرار انخفاض أسعار النفط عالمياً، ونتاجاً عن ذلك، انتقلت المنافسة إلى مستوى جديد ما بين منتجي النفط الأقل تكلفة، فأصبحنا نرى مشاريع جديدة لتكرير ونقل النفط تسعى من خلالها هذه الدول والشركات المنتجة بالنيابة عنها إلى إحكام قبضتها على سوق النفط، لكي تضمن تدفق نفطها إلى هؤلاء المشترين.
في نظرة سريعة على الشرق الأوسط الملتهب، سياسياً واقتصادياً، نرى توجه شركات الطاقة والنفط والغاز العالمية إلى السوق الإيراني المنفتح حديثاً على العالم لاقتناص الفرص الموجودة وللاستفادة من رغبة إيران في عودة مستويات الإنتاج كما كانت قبل فرض العقوبات عليها، ولعل أحدث ما طرح من مشاريع هو مصفاة سيراف Siraf المخطط إقامتها على سواحل الخليج العربي، مصفاة سيراف تستهدف جذب شركات يابانية وكورية للمشاركة فيها، وتتكون من ثماني وحدات إنتاج، لكل منها 60 ألف برميل يومياً من المكثفات بطاقة إجمالية تصل إلى 480 ألف برميل يومياً، ومن المتوقع تشغيلها مبدئياً بعد ثلاث سنوات، والوصول الى طاقة الإنتاج الكاملة بعدها بسنة من التشغيل الأولي.
مشروع سيراف من المفترض أن ينافس المصافي الخليجية المزمع إنشاؤها على الجهة المقابلة من الخليج العربي، فالإيرانيون يراهنون على الشركاء الأجانب لجلب التكنولوجيا الحديثة وسرعة بناء المصفاة مع مشروع البتروكيماويات المصاحب لها، مستغلين موقعها الأقرب للأسواق الآسيوية.
ختاماً، نتمنى من المختصين والعاملين على هذه المشاريع في بلداننا سرعة التكيف مع اشتداد المنافسة بالأسواق الشرق أوسطية، ومضاعفة الجهود لكي تنجح مشاريعهم، وندعو الله ان يوفقنا وإياهم لما يحب ويرضى.
![]()