عندما يصبح الاعلامي شريكا للمحتال والنصاب.. عليه تحمل تبعات فعله..
محمود الدباس ….
قبل مدة تحدث معي احد محرري التقارير الصحفية لاشارك في موضوع يقوم باعداده عن الاستثمار.. وعندما سألته سؤالا معتادا عن الذين سيكون اسمي مقترنا باسمائهم في التقرير.. فاخبرني باسماء ثلاثة اشخاص.. فقلت له وهل تقصيت عن فلان؟!.. فرد علي.. انه شخص معروف بآرائه.. فقلت له.. هل يمكن ان تسأل عنه كاعلامي كم طلب قضائي بحقه؟!.. فانت مؤتمن على ما ستقدمه في تقريرك من معلومات.. ولا تنسى انك تروج بطريقة مباشرة او غير مباشرة لمن سيتضمنهم تقريرك.. وانني ارفض ان يقترن اسمي باسم ذلك الشخص..
فما كان منه الا ان استفسر بطرقه الخاصة.. ووجد ان ذلك الشخص محكوم عليه بعدة قضايا نصب واحتيال..
من هنا اقول للاخوة الاعلاميين.. وانتم تمثلون السلطة الرابعة التي مازال يثق بها الناس.. لا تكونوا شركاء لهؤلاء النصابين الذين امتهنوا النصب والاحتيال على الناس بلباس الخبراء في الاقتصاد.. ومنهم من لبس للاسف عباءة الخير والبر والايمان.. ويطلق الشعارات الوطنية والخيرية والاصلاح وعمارة الارض.. لكي يشرعن ظهوره الاعلامي للايقاع بفرائسه.. ولا يهمه ان تم الزج به في السجون لايام او اشهر جراء اي قضية تتنافى مع ما يتشدق به.. فهو على ثقة بوجود من سيلمع صورته على وسائل الاعلام بقصد واصرار.. او لضعفه وتشبثه وتمسكه بهكذا اسماء هوليودية.. لعله ينال مشاهدات اكثر لما يكتب او يبث..
وللاسف الشديد هناك من يستغل صوره او مقاطع فيديو له في بعض المؤسسات الاعلامية والأخبارية لكي يوحي للناس انه لا يوجد عليه قضايا او طلبات.. ولو كان بحقه شيء.. لما تمكن من الدخول الى تلك المؤسسات الاعلامية او المواقع الاخبارية..
يقول لي احد العارفين بهؤلاء.. انهم لا يتورعون باستغلال الاعلاميين اكانوا صحفيين او مذيعين تلفزيونيين او اذاعيين لكي يروجوا لهم من خلال ظهورهم على مقالاتهم او شاشاتهم او حتى اثير الاذاعات.. مستغلين سذاحة هؤلاء الاعلاميين لشغفهم باستضافة اسماء معروفة على حساب مهنيتهم المعدومة.. واستعمال ادنى اساليب الاعلامي الجيد بالسؤال والاستقصاء عن هؤلاء.. واهم اهتماماتهم وضع الاسم الرنان في مقالاتهم او على برامجهم.. وهنا يكون -لشعوره بالنقص او طلبا للشهرة- شريكا لهم من حيث لا يدري..
ومنهم للاسف من يتواطأ مع هؤلاء.. وقد يكون شريكا فعليا لهم.. وعلى علم بما هم عليه وبطبيعتهم وبما يقترفون من افعال احتيال ونصب.. ويصر على تلميعهم.. ويسهل لهم الظهور والدخول الى مراكز عمله والتقاط الصور في تلك المواقع.. وكذلك مقاطع الفيديو معهم ليثبت للجميع انه غير مطلوب.. وذلك بمساعدتهم بالدخول دون اجراء التدقيق الروتيني عليهم أمنيا ان كانت مؤسسة رسمية..
مما تقدم اناشد الاعلاميين الشرفاء بان اعيدوا النظر فيمن تتعاملون معهم.. وقوموا باقل واجب وطني بالتدقيق عليهم والسؤال عنهم.. واطلبوا عمل الاجراء السليم عليهم على بوابات مؤسساتكم الاعلامية والصحفية الرسمية ومواقعكم الاخبارية.. وخصوصا من يدعون انهم خبراء اقتصاديين واستثماريين.. لان هؤلاء هم الاخطر على عوام الناس.. ولا تكونوا شركاء لهم بالكتابة عنهم او بث برامج.. هم العمود الفقري فيها.. وان كنتم قد فعلتم ولم تنتبهوا -ولا اقول انكم شركاء لهم مع سبق الاصرار- فليتكم تحذفون ما كتبتم عنهم على موقعكم.. او ما نشرتم من لقاءات قمتم بها معهم حتى لا تصبحوا شركاء لهم..
في الختام اقول بعد هذا التنبيه.. والصرخة في آذان الاعلميين الشرفاء “وهم كثر”.. اعتقد جازما ان كل من لا يأخذ برسالتي هذه.. ويعمل بها.. فهو شريك قاصد وباصرار.. وسيتحمل تبعات عمله..
محمود الدباس – ابو الليث..
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.