بعد صعود اليمين المتطرف… ما هو الوجه الجديد للبرلمان الأوروبي؟

شبكة الشرق الأوسط نيوز : إذا كانت نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي التي شهدتها بلدان التكتل نهاية الأسبوع قد أسفرت عن نتائج غير مسبوقة في العديد من الحالات على المستوى الوطني، على غرار فرنسا حيث سجل اليمين صعوداً تاريخياً، فإن المشهد العام للبرلمان الأوروبي لم ينقلب تماماً. فقد احتفظت المجموعات السياسية من اليمين والاشتراكيين والوسطيين مجتمعة بالأغلبية في البرلمان الأوروبي، على الرغم من صعود اليمين المتطرف، الذي سيقلص من قوة أغلبية البرلمان المنتهية ولايته.
فحسب النتائج الأولية تمكن “الشعب الأوروبي” المحافظ، حزب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، من الفوز بمئة وستة وثمانين مقعدا بزيادة 10 مقاعد برلمانية فقط. أما الديمقراطيون الاشتراكيون، حزب المستشار اولاف شولتس، فقد خسروا 5 مقاعد وحلوا في المركز الثاني وظلت نتائجهم الأوروبية مستقرة بشكل كبير، فاحتفظوا بالمركز الثاني، وقد ساهمت النتائج الجيدة نسبيا التي حققها الحزب الاشتراكي على مستوى فرنسا، وكذلك في الدول الاسكندنافية في صد موجة اليمين المتطرف في حين خسر حزب «تجديد أوروبا» الوسطي، الذي يضم في صفوفه حزب «النهضة» الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حوالي عشرين مقعدا.
وسجل اليمين المتطرف صعودا ملحوظا في فرنسا وألمانيا وبلدان أوروبية أخرى، الأمر الذي تسبب في زلزال سياسي في فرنسا أدى لحل الرئيس إيمانويل ماكرون للجمعية الوطنية ودعوته إلى انتخابات تشريعية مبكرة في فرنسا، وهو ما لم تشهد له البلاد مثيلا منذ سبعة وعشرين عاما. لكن على الرغم من هذا الزخم، إلا أن أحزاب اليمين المتطرف، ما زالت على المستوى الأوروبي منقسمة بين حركتين رئيسيتين داخل البرلمان الأوروبي: حزب ECR الذي يجمع المحافظين والإصلاحيين، ومجموعة «الهوية والديمقراطية». فثمة خلافات عديدة بينهم، في ظل رغبة بعضهم في إخراج دولهم من الاتحاد الأوروبي، وتمسك البعض الآخر بالبقاء ضمن التكتل، لا سيما بعد اكتشافهم التكلفة السياسية والاقتصادية للخروج، عقب خروج بريطانيا من التكتل. يخيم الخلاف الانقسام أيضا على مواقف أحزاب أقصى اليمين حيال روسيا والحرب في أوكرانيا.
مع ذلك، حتى في ظل عدم قدرة أحزاب أقصى اليمين على تشكيل أغلبية بمفردهم وعدم توحيد صفهم بسبب الشرخ الكبير حول البقاء في الاتحاد الأوروبي من عدمه والحرب في أوكرانيا، فإن المجموعتين الممثلتين لأقصى اليمين ستظهران هذه المرة بشكل أقوى إلى حد كبير، تحت قبة البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، لا سيما وأن حزب “البديل من أجل ألمانيا” وحزب “فيدسز” بزعامة فيكتور أوربان، اللذين يجلسان بشكل مستقل، يجب أن يؤخذا في الاعتبار في التوازنات البرلمانية المستقبلية.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.