ما بعد الرد والوعد الصادق الإيراني الثاني ليس كما قبلھ ومھما كانت التحديات فالنصر لمحور الحق الإلھي محور المقاومة….
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…
تابع كل منا ليلة الثلاثاء المبارك الرد الإيراني الناجح في عمق الكيان الصھيوني وقواعدھ العسكرية، والذي كان ردا على إغتيال الشھداء على طريق القدس الشيخ ھنية وسماحة السيد حسن نصراللھ وغيرھم من رفاق الجھاد والمقاومة من فلسطين ولبنان وإيران رحمھم اللھ حميعا، وكان الرد موفقا ووفقا للقوانين الدولية ذات الصلة، ذلك الرد جعل قادة الكيان الصھيوني وداعميھ الصھيوأمريكيين بحالة ذھول من قوتھ وحجمھ وآثار التدمير الكلي التي لحقت بقواعد الكيان الصھيوني العسكرية الجوية وبالذات تدمير بعض الطائرات النفاثة، فكان ردا يحمل رسائل عدة للعدو الصھيوأمريكي بأننا قادرون على الوصول إليكم في أي وقت وتدميركم تدميرا كليا، وأن إيران ھي من لھا اليد الطولى في المنطقة، وللحليف بمحور المقاومة بأننا معكم دائما ولم نترككم وحدكم مھما كثرت الإشاعات من أتباع الصھيوغربيين في منطقتنا ومھما كانت التحديات، وقد كان ردا مباركا ناجحا حقق أھدافھ الحالية والمستقبلية….
وكانت هناك محاولات كثيرة للعب على مشاعر شعوب المحور وجماھيرھ داخل فلسطين وخارجھا، بل وعلى مشاعر كل الشعوب العربية والإسلامية لتشكيكھم بأن إيران سترد او انھا مردوعة وتخلت عن فصائل محور المقاومة، ولكن جاء الرد بوقتھ فأغلق كل الأفواھ المليئة بالسموم والمأجورة للصھيوأمريكيين، وقد كان ردا أشفى صدرو المؤمنين من الشعوب العربية والإسلامية والعالمية، حتى أن من يقف مع شعب غزة ولبنان من مسؤوليين وشعوب في الغرب قالوا بأن دولة إسرائيل المتطرفة النازية تستحق ھذا الرد وأكثر، كجزء من عقابھا مما إرتكبتھ وما زالت تركتبھ بحق شعب غزة ولبنان وشعوب المنطقة…
وكل شعوب منطقتنا والإنسانية جمعاء شعروا بفرحة كبيرة لأنھم لم يجدوا من يعاقب ذلك الكيان الصھيوني الخارج عن القانون الإلھي والإنساني والدولي، لذلك صفقوا وھتفوا جميعا دعما إلى إيران الإسلامية وإلى مرشدھا السيد علي خامنئي حفظھ اللھ وإلى قادتھا السياسيين والعسكريين ولشعبھا المسلم الحر الشريف، والرد أيضا كان إستفتاء شعبي فلسطيني وعربي وإسلامي وإنساني عالمي داعم ومؤيد لخيار المقامة ومحورھا المقاوم كخيار إستراتيجي وحيد يعيد كرامة الأمة والإنسانية ضد الكيان الصھيوأمريكي غربي النازي، ھذھ الكرامة التي ضاعت منذ زمن بعيد بدھاليز وألآعيب السياسة الصھيوأمريكية غربية، والتي منعت وقيدت قادة الأمة وجيوشھا في الماضي والحاضر من تحرير فلسطين والأراضي المحتلة بالقوة وبشكل جزئي أو كلي ولو على مراحل…
والشعوب العربية والإسلامية منذ عقود لم تشاھد دولة عربية وإسلامية واحدة تقصف ذلك الكيان الصھيوغربي المحتل لفلسطين، وقد بدأت نتائج ذلك الرد المبارك تظھر عبر صور الأقمار الصناعية والتي أكدت حقيقة الرد ومستوى التدمير الكلي الذي لحق بتلك القواعد العسكرية الصھيونية، وأيضا خسائرھم في حربھم البرية على مدن وقرى جنوب لبنان والتي جعلت ذلك الكيان الصھيوني يعترف بجزء من خسائرة في كل الميادين من فرقة الرضوان وغيرھا من فرق حزب اللھ المقاوم، وأيضا خسائرھم من الصواريخ والمسيرات العراقية والصواريخ والمسيرات اليمنية والتي ألحقت بكيانھم الصھيوني ھزائم متعددة وخسائر في الجنود والعدة والعتاد، ھذا غير خسائرھم في غزة والضفة وعمليات المقاومة الفلسطينية في تل الربيع المحتل المسمى بتل أبيب، فكان الرد الإيراني وضربات حزب اللھ التي لم تتوقف أبدا وغيرھا من الساحات ھي معادلة إستراتيجية تؤكد وحدة كل ساحات المقاومة، وتلك الإستراتيجية ستفرض معادلات جديدة على قادة الكيان الصھيوني وداعميھ قادة أمريكا المتصھينين في الأحداث والأيام القادمة…
أما بالنسبة للدول العربية ومنھا الأردن التي أسقطت فيھا بعض الصواريخ الإيرانية فھي دول وجيوش يجب عليھا أن تضع حدا للقواعد والبوارج الأمريكية والبريطانية والفرنسية المتصھينة وأن لا تسمح لھم من أن يسقطوا تلك الصواريخ الدقيقة المتجھة على قواعد الكيان الصھيوني العسكرية على شعوبھم لتقتلھم وتسفك دماء شعوبھم لحماية الكيان الصھيوني، وھذا التصدي من قبل القواعد الأمريكية والغربية المتصھينة لا يقبلھ الشعب الأردني ولا الشعوب العربية الأخرى أبدا ولا أي حر وشريف في العالم أجمع، فدعوھا تسير على بركة اللھ إلى مسارھا، ولا تسيروا وراء أكاذيب قادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا المتصھينين فإيران صورايخھا دقيقة وتصيب أھدافھا بدقة عالية، لكن ھؤلاء أي قادة الغرب يريدون حماية كيانھم الصھيوغربي فيسقطوا بعض تلك الصواريخ في بلداننا لقتل شعوبنا وللتحريض على إيران وردودھا على ذلك الكيان الصھيوغربي النازي والقاتل للبشر والشجر والحجر…
أما التھديد من قبل قادة الكيان الصھيوني والتصريحات الأمريكية المختلفة بالرد على إيران وقصف المفاعل النووي أو المحطات النفطية والغازية، وتلاعب الأدوار في التھديدات والتصريحات بين قادة الكيان الصھيوني وبين بايدن وإدارتھ المتصھينة فھي آلاعيب وأدوار ينسقون فيما بينھم على كل التفاصيل والدليل وجود قائد القوات الأمريكية في دولة الكيان والتنسيق بينھم على أعلى المستويات، ولا يوجد أية ضغوط على النتن ياھو بإيقاف الحرب لا على غزة ولا على لبنان ولا على اليمن والعراق ولا حتى بقصف النووي الإيراني، ولو ضغط بايدن وإدارتھ الصھيونية على النتن ياھو لأوقف حربھ النازية على غزة، ولما إستطاع النتن ياھو النازي بمتابعة حروبھ وتوسع رقعتھا في الضفة الغربية وفي لبنان واليمن والعراق ولما قامت أمريكا وبريطانيا بقصف المقاومة في العراق وفي اليمن،
فھؤلاء ھدفھم أن ينفذوا ما عجزت عنھم عصاباتھم الداعشية في عشرية النار والمؤامرة على سورية والدول العربية، وھدفھم كان وما زال ھو القضاء على محور المقاومة بفصائلھ وحركاتھ داخل فلسطين وخارجھا وبدولھ الداعمة لھ كسورية وإيران…..
لذلك على الأخوة قادة إيران الإسلامية من سياسيين وعسكريين أن يكونوا على أھبة الإستعداد، وأن يأخذوا كافة إحتياطاتھم لأن بايدن صرح بالأمس بأني لو كنت مكان إسرائيل لأستخدمت طرق أخرى للرد غير قصف المحطات النفطية والغازية، وقد يكون ھذا التصريح شيفرة وضوء أخضر للنتن ياھو وعصاباتھ بضرب المفاعل النووي الإيراني فالحذر الحذر لأن ھؤلاء الأعداء قال عنھم ربنا سبحانھ وتعالى ( لا يراؤون فيكم إلا ولا ذمة) ولا عھد ولا وعد ولا ميثاق لھم ولا تصدق كل تحركاتھم وتصريحاتھم السياسية والإعلامية وھم خارجون عن كل القوانين الإلھية والإنسية والقانونية والدولية…
وھؤلاء الصھاينة والمتصھينين وبغرورھم قد يرتكبوا أية حماقة في إيران، متناسين أن إيران الدولة الإسلامية الإقليمية في المنطقة، والتي تمتلك ترسانة أسلحة ضخمة، وقد ھدد قادة إيران الإسلامية السياسيين والعسكريين، وأرسلوا رسائل إلى قادة امريكا والغرب من أن أي رد صھيوني على أراضي إيران الإسلامية أو على بناھا التحتية ومنشأتھا النفطية والغازية والنووية فسيكون العقاب والرد أقسى وأكبر من الردود السابقة، الأمر الذي قد يؤدي إلى زوال الكيان الصھيوغربي النازي، وھم جربوا قادة إيران وتھديداتھم ويعلمون إذا قالوا فعلوا ونفذوا تھديداتھم دون خوف أو وجل من أحد في العالم، وقد أعدوا للأعداء الصھيوغربيين ولكيانھم وقواعدھم وبوارجھم وطائراتھم وجنودھم ما عين رأت ولا أذن سمعت….
والأيام والأسابيع القادمة سيثبت الجيش الإيراني والحرس الثوري ومحور المقاومة ومن يلحق بھم معادلات إقليمية ودولية جديدة على أرض الواقع، سيرضخ لھا قادة الكيان الصھيوني وداعميه قادة أمريكا والغرب المتصھينين رغما عن أنوفھم، وكل دعم الغرب اللوجستي المطلق لكيانھم الصھيوني وضوئھم الأخضر لھ بتوسيع حروبھ في المنطقة ھي محاولات أمريكية غبية وعمياء لإعادة قوتھ وھيمنتھ التي ھزمت منذ صباح ٧ تشرين أكتوبر المبارك وما تلاھ، وما زالت في ذكراھ تلاحقھم تلك الھزائم وبشكل يومي داخل غزة وخارجھا إلى ردود الوعد الصادق ١+٢ والذي زلزل كيانھم وبقائھ ووجودھ في المنطقة، فمن سيلحق من دول الأمة وجيوشھا بمحور إيران الإسلامية وسورية العربية المقاوم……؟ الأيام والأسابيع القادمة ستكون مليئة بالأحداث والردود والتساؤلات والإجابات، ومھما كانت التحديات فالنصر لمحور المقاومة لأنھ محور الحق الإلھي بعون اللھ تعالى إذا لم يكن اليوم فغدا وغدا لناظرھ قريب…يرونھ بعيدا ونراھ قريبا إن شاء اللھ تعالى…
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.