*فادي السمردلي يكتب: القطاريز*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

في عالمنا المعاصر، تتجلى ظاهرة غريبة تتمثل في وجود فئة من الأشخاص الذين يتصرفون كـ”القطاريز” لأسيادهم، محاطين بسياج من الطاعة العمياء التي تخلو من التفكير أو النقد الذاتي فهؤلاء هم “القطاريز”، الذين يستسلمون تمامًا لإرادة من هم في مواقع السلطة والنفوذ، ويعتبرون أن تحقيق مصالح أسيادهم هو الغاية القصوى، حتى لو كان ذلك على حساب مبادئهم وقيمهم الشخصية.
إن القطاريز يعكسون نمطًا من الحياة حيث تتجاوز المصلحة الذاتية والنفعية كل شيء، فتراهم مستعدين لأن يكونوا أراجوزات في مسرح السادة، يؤدون أدوارًا لا علاقة لها بكياناتهم الحقيقية، بل إن وجودهم يقتصر على تحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية لصالح سيدهم، الذي لا يأبه إلا لتحقيق مصالحه.

إن سمات القطاريز تكشف عن أنفسهم بوضوح، حيث يتميزون بالتبعية العمياء، إذ يضعون أهواء ومصالح أسيادهم فوق كل اعتبار، ولا يترددون في تبرير أي سلوك أو قرار يصدر عنهم، مهما كان ذلك قرارًا غير عادل أو جائر فهم ليس لديهم القدرة على اتخاذ قرارات مستقلة، مما يضعهم في موقف ضعيف جدًا، إذ تصبح هويتهم مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بسيدهم، وتتفكك شخصياتهم المستقلة، ليصبحوا أشبه بدمى تتحكم بها خيوط المصالح.

وعندما يتعلق الأمر بالمبادئ، فإن القطاريز لا يترددون في التنازل عنها في سبيل الحصول على مزايا أو مواقع، يقبلون بأقل القيم الإنسانية، مستعدين للانزلاق إلى سلوكيات غير متوقعة، إيمانًا منهم بأن مكافأتهم ستأتي في النهاية. فمهارة القطاريز في التملق والنفاق تجعلهم بارعين في إرضاء من حولهم، حيث يستغلون كلمات المدح ويظهرون الولاء المطلق، محاولين تزيين الصورة من أجل سيدهم، متناسين التأثير السلبي الذي يمكن أن ينتج عن مثل هذه السلوكيات.

السيد، من جهته، يلعب دورًا محوريًا في تشكيل هؤلاء القطاريز، حيث يستغل ضعفهم وطموحاتهم لتأكيد سلطته، ويعرف كيف يمنحهم الأمل عبر وعود براقة بالنجاح أو الثروة، مما يدفعهم للانغماس في خدمته ولكن المفارقة هنا هي أن السيد لا يهتم بمصلحة القطاريز، بل إن اهتمامه ينحصر في تحقيق مكاسبه الخاصة، ويستغلهم كأدوات لتحقيق طموحاته، دون أن يعبأ بعواقب ذلك عليهم. وعندما تصبح الحاجة إليهم أقل، لا يتردد في التخلص منهم، ليبحث عن وجوه جديدة تستمر في نفس المسرحية.

تتضح آثار وجود القطاريز في المجتمع من خلال خلق مناخ من التملق والنفاق، حيث يتلاشى مفهوم النزاهة والكفاءة وفي هذه الأجواء، تُهدر الطاقات الحقيقية، وتستبدل الكفاءة بالولاء الشخصي ، مما يؤدي إلى تدهور الأداء في المؤسسات والمجتمعات، حيث يصبح مصير الجميع مرتبطًا بمصالح فردية ضيقة وعلى الرغم من القوة الظاهرة التي يمتلكها القطاريز، فإن مصيرهم غالبًا ما ينتهي بالخذلان، حيث يعودون إلى الظل بعد أن تُستخدم طاقاتهم ومواهبهم، بلا تقدير حقيقي أو احترام.

في ختام المطاف، يمثل القطاريز ظاهرة سلبية تتطلب منا التأمل والنقد الذاتي.
إن تعزيز الوعي بأهمية الاستقلال الفكري والاحترام الذاتي هو السبيل لبناء مجتمعات قائمة على الكفاءة والنزاهة، بدلاً من الانصياع للمصالح الذاتية الضيقة.
إن القطاريز يجب أن يكونوا درسًا لنا، لنؤكد أن كرامتنا وشخصيتنا هي أغلى ما نملك، وأنه يجب علينا العمل نحو مجتمعات تتجاوز عبودية المصالح الضيقة، إلى أفق أرحب من الحرية والكرامة الإنسانية..فمهما ارتفعت مكانة القطروز ظاهريا يبقى قطروز
😂😂😂😂😂

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.