**فادي السمردلي يكتب؛ نائب الصدفةوالكفاءة واجبات ومهام **

*بقلم فادي زواد السمردلي* …..

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

يُعد مجلس النواب من الركائز الأساسية للنظام الديمقراطي، حيث يشكل حلقة الوصل بين الحكومة والمواطنين، ويضطلع بمهمة تمثيل الشعب وصون حقوقه والعمل على رفاهيته ومع ذلك، تتفاوت خلفيات النواب الجدد في كل دورة، إذ قد يصل البعض منهم بفضل جهودهم وكفاءتهم السياسية، بينما يصل آخرون ربما بمحض الصدفة بسبب تشابه بالأسماء أو عوامل أخرى غير متوقعة ولكن، بغض النظر عن كيفية الوصول إلى المجلس، فإن كل نائب مسؤول عن أداء واجباته بكل أمانة وفعالية، باعتبار مقعده النيابي تكليفاً لخدمة المواطنين، وليس مجرد وسام شرف أو وسيلة لتحقيق أهداف شخصية.

على النواب أن يدركوا أن دورهم يتطلب تفهماً عميقاً لقضايا المجتمع الملحة ووضعها في مقدمة اهتماماتهم فالقضايا اليومية التي تؤثر في حياة المواطن مثل البطالة، وضعف الخدمات الصحية والتعليمية وتردي البنية التحتية، تتطلب منهم الاطلاع عليها عن كثب وإيجاد حلول مستدامة كما يجب عليهم التواصل مع المواطنين والاستماع لآرائهم وتطلعاتهم، لضمان تمثيلهم بفعالية إن عقد لقاءات دورية أو إنشاء مكاتب دائمة للتواصل، بالإضافة إلى استغلال وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يساعد النواب على البقاء على دراية باحتياجات من يمثلونهم وتعزيز ثقة الجمهور بهم.

وعلى الرغم من أن بعض النواب قد يصلون إلى المجلس دون خلفية سياسية واسعة، فإن عليهم بذل الجهد للتعلم والتطوير والمعرفة بالقوانين والتشريعات والسياسات العامة ضرورة قصوى، ليس فقط من أجل فهم الدور التشريعي، بل كذلك للمشاركة في مناقشات البرلمان بفعالية وفي هذا الصدد، يمكن للنواب استغلال البرامج التدريبية وطلب المشورة من زملائهم النواب الأكثر خبرة أو من مستشاري المجلس القانونيين، لضمان أنهم على دراية كاملة بأبعاد مسؤولياتهم.

من جانب آخر، يجب أن يكون الهدف الأساسي لكل نائب هو العمل لمصلحة الوطن ، والابتعاد عن المصالح الشخصية أو الضغوط التي قد تأتي من جماعات المصالح أو أفراد يسعون إلى تحقيق مكاسب على حساب الصالح العام فالنزاهة والشرف في أداء المهام البرلمانية أمران جوهريان، حيث أن نواب المجلس هم ممثلو الأمة، ومن واجبهم الدفاع عن حقوق جميع المواطنين ويتطلب هذا الأمر منهم التحلي بالشجاعة لمواجهة الفساد ومحاربة كل ما يعيق العدالة الاجتماعية فالنواب الذين يصلون إلى المجلس نتيجة تشابه الأسماء أو غيره، يجب أن يسعوا أيضا لإثبات قدرتهم على تحمل المسؤولية من خلال الابتعاد عن أي انحراف عن المسار الذي يحقق مصلحة الجميع.

وفيما يخص القضايا التشريعية، يلعب مجلس النواب دوراً أساسياً في وضع وتحديث القوانين لتكون متماشية مع احتياجات المجتمع وتغيرات العصر ويتعين على النواب، سواء الجدد أو أصحاب الخبرة، العمل على تقديم تشريعات تحقق العدالة الاجتماعية، وتدعم الحقوق والحريات الأساسية، وتدفع بعجلة التنمية الاقتصادية. إن تطوير قوانين حديثة في مجالات مثل الصحة، التعليم، العمل، حماية البيئة، والحقوق المدنية، من شأنه أن يسهم في بناء دولة قوية .

بالإضافة إلى ذلك، فإن التعاون مع الجهات التنفيذية ضروري لتحقيق الأهداف الوطنية المشتركة ورغم أن مجلس النواب يشكل سلطة مستقلة، إلا أن التعاون مع الحكومة والوزارات المختلفة يتيح فرصاً لتعزيز كفاءة العمل وتحقيق خطط التنمية لكن هذا التعاون لا يعني التخلي عن الدور الرقابي يعني بالعامية(مش تصفق عالفاضي والمليان 😉😉😉😉😉) لأنه يجب على النواب أن يحرصوا على مراقبة الأداء الحكومي لضمان نزاهته وفعاليته، وأن يكونوا صوت الشعب عند حدوث تجاوزات أو أخطاء.

كما يتوجب على النواب التوجه نحو الفئات المهمشة في المجتمع، من خلال دعم حقوق الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين والشباب، والمساهمة في تقديم مبادرات لتعزيز حقوق هذه الفئات وإيجاد فرص عمل، وإزالة العوائق التي تواجههم .
إن مثل هذه الجهود تعزز من التماسك الاجتماعي وتحقق العدالة على نطاق واسع، مما يسهم في دعم الاستقرار الاجتماعي.

وأخيراً، يعد التقييم الذاتي الدوري جزءاً أساسياً من تحسين الأداء البرلماني، إذ يجب على النواب مراجعة ما حققوه من إنجازات ومدى وفائهم بوعودهم الانتخابية، وذلك من خلال قياس رضا المواطنين وجمع آرائهم وملاحظاتهم فهذه المراجعة الدورية تتيح للنواب تصحيح المسار، وتحديد أولويات جديدة بما يتماشى مع تطلعات المجتمع.

في الختام، فإن عضوية مجلس النواب ليست مجرد منصب، بل هي أمانة ومسؤولية جسيمة( لمن يعرف معنى الأمانة والمسؤلية) تتطلب من النواب العمل الدؤوب لتحقيق مصالح الشعب وخدمته وليس مصالح شخصية..وبرستيج

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.