**فادي السمردلي يكتب: السياسة كفاءة تكتسب لا إرث يورث 😉😉😉**
*بقلم فادي زواد السمردلي* …..
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
تعد السياسة مجالاً فريداً يتطلب قيادة رشيدة، ورؤية استراتيجية، وقدرة على التعامل مع تعقيدات الشأن العام ومع ذلك، يقع بعض الناس في خطأ شائع حين يظنون أن النجاح في السياسة يمكن أن ينتقل بالوراثة بين الأجيال كما تنتقل الثروة أو المنصب صحيح أن التاريخ يزخر بقادة سياسيين بارزين قدموا إنجازات ملموسة، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن أبناءهم أو ورثتهم سيكونون قادرين على تقديم نفس مستوى النجاح أو يحملون نفس الكفاءة فالسياسة ليست ساحة تتوارثها العائلات، بل هي عمل مسؤول يحتاج إلى أشخاص يمتلكون مهارات وتجارب نوعية قادرة على تلبية متطلبات الشعب المتجددة باستمرار.
إن افتراض أن أبناء أو أحفاد القادة البارزين سيرثون قدرتهم على القيادة هو افتراض بعيد عن الواقع فالكفاءة السياسية لا تُورث، بل هي نتاج تراكم معرفي وخبرة طويلة في إدارة القضايا المعقدة والشأن العام وليس بالضرورة أن يمتلك الأبناء نفس الرؤية أو المؤهلات التي ميزت آباءهم، لأن لكل فرد تجربة وطموحات قد تختلف تماماً عن الجيل السابق وحتى لو كانت لدى الأبناء رغبة في العمل السياسي، فإن نجاحهم فيه لا يمكن أن يُضمن بناءً على اسم العائلة فقط، بل يتطلب تأهيلاً فعلياً وقدرة على تحمل المسؤولية فالقيادة ليست مجرد منصب، بل هي التزام بخدمة الوطن والمواطنين، وهذا لا يُختصر في كنية أو إرث عائلي.
علاوةً على ذلك، عندما تكون السياسة حكراً على عائلات معينة، قد يؤدي ذلك إلى حرمان المجتمع من كفاءات جديدة تمتلك رؤى مبتكرة حقيقية وليست شعارات مستوردة يرددونها كالطبول الجوفاء لحل المشكلات المعاصرة إن حصر المناصب السياسية ضمن إطار عائلي يؤدي إلى إغلاق الأبواب أمام الكفاءات الحقيقية التي قد تفتقر إلى النفوذ، لكنها تمتلك القدرة والرغبة في إحداث التغيير وفي كثير من الدول البعيدة، نلاحظ كيف أثر هذا النهج سلباً على تطور المجتمع، حيث أدى إلى هيمنة العائلات السياسية على الشأن العام، مما تسبب في انتشار الفساد والمحسوبية، وأفقد النظام السياسي مصداقيته وفعاليته في نظر الشعب.
وفي المقابل، فإن الأنظمة التي اعتمدت على معايير الكفاءة والجدارة في تولي المناصب استطاعت تحقيق إنجازات واضحة، لأنها أتاحت الفرصة للأشخاص المؤهلين، بغض النظر عن خلفياتهم العائلية فعندما تتاح الفرصة للأفراد بناءً على مهاراتهم وخبراتهم، يصبح النظام السياسي أكثر ديناميكية، وأكثر قدرة على مواكبة التحديات ولقد رأينا نماذج ناجحة في دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، حيث تألقت شخصيات قيادية انطلقت من خلفيات بسيطة وغير معروفة، ولكنها أثبتت كفاءتها ونجاحها .
ختاماً، ينبغي أن يتوجه المجتمع نحو بناء نظام سياسي قائم على مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص، بعيداً عن الوراثة السياسية وعلى المجتمعات أن تدرك أن القيادة ليست امتيازاً عائلياً، بل هي واجب يجب أن يتحمله الأشخاص الأكثر كفاءة وتأهيلاً. ومن هنا، تصبح الكفاءة معيار النجاح في السياسة، وليس الاسم أو النفوذ العائلي.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.