تركيا تاركة الدنيا لدنيا

سبتة : مصطفى منيغ ….. 

 

ماضيها آلاف حكايات لا تحتضنه بالكامل وحاضرها استرجاع لنفس ماضيها بوجه مُغاير، من الصعب تحقيق ذلك لكنها مع الإمكانات المتوفرة تحاول بطرق للغير تُحيِّر، ولولا اتجاه بعض الدول ومنها إيران لتطويق الخناق على حلمها لحررت نصف ما يُحكَى عن سالفِ مجدها ليتجلى واقعاَ لِما ورثته تركيا مِن نفوذٍ ولَّى وعاد لتطلعاتها غير المحدودة يُسَيِّر، بين التطور المُتطوِّر لحظة بعد أخرى واتساع الكلمة المسموعة عبر الأمصار والمواقف الضامنة الفوز الفوري لتحظَى بما تُريد وايجابيات تطرح لمسؤوليها الحاليين التخيير . قد تكون الوحيدة الطالبة أوربا ودّها عن قناعة لمقدراتها المخزونة لحد الآن لعوامل أمنية مَن أفتقدَ السيطرة عليها مستقبلا ضاعَ صحبة ضَياعِ الضائعين كدولٍ سادت لتتبدَّد عن جمودٍ اعتمدته لحقبٍ أوصلها لمعانقة الصفر وتلج وسط دائرته الفارغة إلا من الفراغ  لفراغها ممَّا فُقِدَ داخلها بسبب عدم التفكير ، قي الإصلاح المستوجب التغيير ، ليُضاف لمن هو أقوَى منها المحافظ على أمنه الإستراتيجي في سرية مطلقة كتركيا الحاضر استعداداً لتحديات الآتي المنسلخ عن قيمِ التسامح المُتعالِي على القوانين مهما كان مصدرها عالميا على أقلِّ تقدير.

… مهما اتجهت هناك تركيا حاضرة بقوة كأنها ملح تتناسب مع جميع الأذواق لأصحاء طاقة واقتصادا وسياسات تحصِّن ما بعد الاكتفاء الذاتي إلى تصدير الفائض بعملات تزيد من ثراء شعوبهم وضمان استقرارهم مهما كانت الفصول شتاءاً مُشمساً أو خريفاً مُخضَراً إذ الخزان بالخيرات الاحتياطية عامر ، مكَّنت الحلف الأطلسي من حراسة أوربا جهة الشرق فنشرت الهيبة تسبق القدرة على منح الدليل أن الولوج من هذه الناحية لا يتم إلا أذا كان في مصلحة الإتحاد الأوربي أما المعاند لمثل الإجراء مهما كبُر يجلب على كيانه عيوب التصغير، متَّعت ليبيا بحماية مغلفة بالحفاظ على مصالح شعبها داخل حدود بحرية لا يُمَس ما بداخلها مِن نعَمٍ آخرها ما يتطلب الغد من مصادر التوفير ، وجعلت الشرق الأوسط في شبه مأمن من الأطماع الفارسية المسبوقة بصداع أذرع أخطبوط رأسه في طهران ينفث من مصاصاته بعد إشباعها من دم ضحاياه من حروب جانبية السواد المدمِّر ، وشملت باستثماراتها بلدان جل القارات بمقاسمة الأرباح وليس باستغلال يزود لبعض البلدان الفقيرة الجراح وفسح المجال للأفقر من التفقير، ومحاسن عدة لا يتسع المجال لذكر اغلبها إذ القصد المرور على تبيين الفرق بين نجاح البعض بامتصاص عرق الآخرين من دول عالم ثالث  والنجاح القائم على مراعاة الأخذ بالحلال وترك الحرام وفق شريعة مَن تمسك بتعاليمها وفر على نفسه مساءلة غير لائقة بمن وصل سن الرشد الدولي قياماً بالواجب ضامنا لنفسه كل مستحقاته من الحقوق كاملة اعتماداً على قوَّته الحافظة محيطه بالتي هي أقوَم وعلى النهج المستقيم يتم كما يبتدئ المسير.

… طبعا حان وقت نزع مسمار مشكلة المشاكل التي طالما أرَّقت تركيا دولة وشعباً بل أزهقت بسوء تناقضاتها ألاف الأرواح عن مواقف متباينة في صلابتها تقدم لمراحل العسير ، لإشعال نيران عدم التفاهم لانعدام أي تنازل أو تغيير، يشمل الكرديين الأتراك من جهة والدولة التركية الحريصة كانت على وحدتها الترابية بالمفهوم الرافض لتقرير أي جهة من جهاتها المصير أو الحكم الذاتي أو أي وضع لما ذُكر يثير ، المسألة شغلت الدنيا إلى أن قررت تركيا كما هو متداول خلال الأيام القليلة الماضية أن تُدخل على ذات الدنيا دنيا أساسها ما ترفرف على مثل القضية راية السلام والعودة إلى الصواب عملا وليس بمجرد كلام له في السابق نظير ، بإطلاق سراح الزعيم عبد الله أوجلان رئيس حزب العمال الكردستاني إن وافق ومن معه على تفكيك الحزب وتسليم الأكراد ما بحوزتهم من أسلحة ليصبحوا كعامة الأتراك المهيمن عليهم الود والتفاهم وحب الوطن الواحد الموحَّد والمساهمة في الدفع بتركيا لمزيد التقدم والرفاهية في جو من الاحترام والتوقير من طرف الصغير كالكبير  .

      مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدنس – أستراليا

سفير السلام العالمي

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.