*فادي السمردلي يكتب: التصدي لمؤامرات تيار التوطين والتهجير معركة وجود لحمايه الهوية الوطنية الأردنية لا تقبل المساومة*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
يعيش الأردن اليوم واحدة من أدق المراحل في تاريخه الحديث، حيث تتعاظم المخاطر التي تهدد هويته الوطنية، وسط محاولات خبيثة لإضعاف الدولة الأردنية واستهداف ثوابتها الراسخة فما يُحاك ضد الأردن لا يقتصر على الضغوط السياسية أو الاقتصادية فقط، بل يتعدى ذلك إلى محاولات ممنهجة لتمرير مشاريع التوطين والتهجير التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، وتدمير نسيجه الوطني الذي يمثل أساس صموده في وجه التحديات إن هذه المؤامرات التي تتسلل تحت ستار المصالح الإقليمية أو ما يسمى بـ”الحلول النهائية”، تهدف بالأساس إلى ضرب عمق الهوية الأردنية وزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، لتفتيت وحدة الأردن والأردنيين وزعزعة استقراره وهذا يتطلب وقوف الجميع، قيادة وشعبًا، لمواجهتها بكل حزم ووعي، باعتبارها معركة وجود تتعلق بمستقبل الأردن وهويته.
إن محاولات التوطين ليست مجرد قضية سياسية، بل هي تهديد جوهري يستهدف الأردن في الصميم، وتسعى هذه المخططات إلى تذويب الهوية الوطنية الأردنية وتحويل الأردن إلى وطن بديل، بما يعني ايضا تصفية حقوق الشعب الفلسطيني على حساب الأردن وفرض واقع جديد يخدم مصالح القوى الاستعمارية والكيان الصهيوني على حساب الأردن وشعبه إن هذه المخاطر ليست بعيدة عن كل مواطن أردني، فهي تمس كل بيت وأسرة ومستقبل، ومن هنا تأتي أهمية أن يتحول التصدي لهذه المحاولات إلى مشروع وطني شامل يضم كافة الفئات الاجتماعية والسياسية فوحدة الاردنيين ليست خيارًا أو ترفا في هذه المرحلة، بل هي السبيل الوحيد لإفشال هذه المخططات التي تستهدف شق الصف الداخلي وإضعاف الروح الوطنية.
وللتصدي لهذه المؤامرات، لا بد من تعزيز الوعي العام حول طبيعة المخاطر التي تهدد الأردن، وفضح التيارات التي تسعى لترويج أفكار التوطين وكأنها أمر واقع لا مفر منه وعلى الأردنيين أن يدركوا أن الالتفاف حول قيادتهم وتاريخهم المشترك هو السلاح الأقوى لمواجهة كل من يحاول النيل من وطنهم إن أعداء الأردن يعتمدون على محاولة إشعال الخلافات الداخلية ونشر الشائعات المضللة التي تضعف الثقة بين الشعب ومؤسساته، مما يتطلب مواجهة هذه الأدوات القذرة بإعلام واعٍ ومسؤول، قادر على كشف الحقيقة وتحصين المجتمع ضد الأكاذيب.
الأردن، الذي واجه على مدى تاريخه تحديات كبرى، لم يكن يومًا فريسة سهلة لأطماع الآخرين فلطالما أثبت الأردنيون، بوحدتهم وتماسكهم أنهم قادرين على إفشال المخططات التي تستهدفهم، واليوم نحن بحاجة إلى إحياء هذه الروح الوطنية بشكل أكبر قوة وإصرارًا فلا يمكن السماح لأي جهة كانت بتمرير اي مشاريع تستهدف سيادة واستقلال الأردن فالرفض القاطع للتوطين لا يأتي فقط من كونه خطرًا سياسيًا، بل يمثل ايضا خيانة لأجيال ضحت بارواحها للحفاظ على هوية هذا الوطن وكرامته.
وفي هذا السياق، لا بد من إعادة التأكيد على أهمية المؤسسات الوطنية في تعزيز الهوية الأردنية وحمايتها، سواء عبر المناهج التعليمية التي تزرع الانتماء، أو الإعلام الذي يرفع مستوى الوعي، أو الأحزاب والمنظمات المدنية التي تحمل رسالة الوطن فوق كل اعتبار إن التصدي لهذه التحديات يتطلب إرادة سياسية وشعبية موحدة، تقوم على قاعدة “الأردن أولًا”، وهي القاعدة التي أثبتت نجاحها في العديد من المحطات التاريخية.
إن المؤامرات التي تستهدف الأردن وهويته الوطنية لن تتوقف ما لم يقف الأردنيون صفًا واحدًا للدفاع عن وطنهم وعلينا أن نكون على وعي بأن كل محاولة للتفريط بالهوية الوطنية الأردنية هي خطوة نحو زعزعة الاستقرار وفتح الباب أمام أطماع الآخرين فالأردن لا يقبل القسمة أو التهاون، وأي تهاون في هذا الملف يعني فتح الباب لمزيد من المخاطر.
في نهاية المطاف، الأردن ليس مجرد وطن، بل هو قضية وهوية ووجود يحمل إرثًا طويلًا من الصمود في وجه التحديات فمعركة الحفاظ على الهوية الوطنية الأردنية هي مسؤولية الجميع دون استثناء، وهي معركة تتطلب أن نكون أكثر وعيًا، وأكثر تمسكًا بمبادئنا وثوابتنا، وأكثر استعدادًا للتضحية من أجل مستقبل أجيالنا القادمة فلا خيار أمامنا إلا الوحدة والعمل الجاد لمواجهة كل من يحاول العبث بهذا الوطن، لأن الأردن يستحق منا أن نكون سدًا منيعًا أمام كل المؤامرات التي تستهدفه.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.