*فادي السمردلي يكتب: عندما تهذي الإدارات بالإنجازات ولا تصنع إلا الفشل (خذ حكيهم وازرع بصل)*

**بقلم فادي زواد السمردلي** … 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

(لجان 😉 دوائر 😉 مكاتب 😉 مجالس 😉 هيئات 😉…إلخ 😉😉)

حين تجلس مع بعض من هؤلاء الذين يُفترض أنهم في مواقع القيادة، ستسمع خطبًا رنانة، ومصطلحات جوفاء، وخططًا استراتيجية لا وجود لها إلا في رؤوسهم، يتحدثون وكأنهم عباقرة الإدارة والقيادة، وكأنهم قادة التغيير والإصلاح، لكن ما إن تنظر إلى واقعهم حتى تجد الخراب والفشل يتسرب من كل زاوية فكل ما لديهم مجرد شعارات فارغة، تنظير بلا فعل، كلام يغطّي على العجز، وهراء يتكرر في كل اجتماع بلا نتيجة فهؤلاء لا يقودون شيئًا، لا يصنعون شيئًا، لا يملكون سوى الدوران في حلقة من الكلام الفارغ، والبيانات الجوفاء، واللقاءات العبثية التي لا تثمر شيئًا سوى مزيد من الوقت الضائع.

القائد الحقيقي لا يتحدث عن الإنجاز، بل يصنعه ولا يبرر الفشل، بل يتجاوزه أما هؤلاء، فهم ملوك الأعذار، وأباطرة التسويف، يتفننون في تعليق الإخفاقات على الظروف والآخرين، يتحدثون بثقة زائفة، يسوقون الوهم على أنه حقيقة، لكنهم في النهاية مجرد أبواق تجيد الثرثرة ولا تقدم شيئًا ذا قيمة فالإدارة عندهم شعارات، والتنفيذ عندهم مجرد تقارير😉 متخمة بالكلام المنمق، أما الواقع فمتآكل، مترهل، ميت والأسوأ أنهم لا يصلون إلى مواقعهم بالكفاءة، بل بقدرتهم على تسويق أنفسهم وخداع من حولهم، وحين يسقط القناع، يكون الأوان قد فات، والخراب قد استوطن كل زاوية.

هذه المؤسسات التي يتحكم بها هؤلاء ليست سوى كوارث مؤجلة، لا تخطيط، لا رؤية، لا كفاءة فقراراتهم تحركها المصالح، إدارتهم عشوائية، اعضائهم محبطة، بيئاتهم قاتلة للإبداع، لكنهم يرفضون الاعتراف بالحقيقة فكل من ينتقدهم عدو كافر، كل من يفضح زيفهم مشبوه متمرد، كل من يكشف فشلهم هو سبب الفشل! يعيشون في حالة إنكار مستمر، يتوهمون أنهم الضحية، بينما هم أصل الداء، لكنهم بارعون فقط في بيع الوهم، في تدوير الكلام، في تلميع اللاشيء.

كيانات تُدار بهذه العقليات لن ترى النور من الداخل، ستبقى غارقة في مستنقع التخلف، لأن النهضة تحتاج إلى رجال أفعال، لا أبواق كلام فالمؤسسات التي تقع بين أيدي مثل هؤلاء هي سفن غارقة، لا وجهة، لا قيادة، لا مستقبل فتمر السنوات، تتغير الشعارات، لكن الفشل يظل راسخًا وكانه علامة تجارية يمتلكونها، يترسخ، يزداد قبحًا. التنمية لا تأتي بالخطابات، والإنجاز لا يُصنع بالظهور الإعلامي، والذي يُدار بهذه الطريقة لن يحصد سوى المزيد من الخراب وصدق المثل القائل: *خذ من الحكي وازرع بصل* لأن كل ما يملكونه هو الكلام، أما الفعل حدث ولا حرج فهو آخر شيء يخطر ببالهم وإذا استمر الحال على ما هو عليه، فلن نحصد سوى الفشل… والمزيد من البصل الفاسد.

قد يعجبك ايضا