*فادي السمردلي يكتب: قيادة عبد الحليم حافظ
و(حلو وكذاب)*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
أغنية *”حلو وكذاب”* هي واحدة من الأغاني العاطفية الشهيرة التي قدمها الفنان عبد الحليم حافظ، من كلمات الشاعر مأمون الشناوي وألحان محمود الشريف تعكس الأغنية حالة من الانبهار بالمظهر الجذاب الذي يخفي وراءه زيفًا وخداعًا، حيث يصور العاشق حيرته بين جمال الحبيب وكذبه المستمر، مما يؤدي في النهاية إلى الشعور بالخذلان والندم وعلى الرغم من أن الأغنية تدور حول قصة حب، إلا أن معناها يتجاوز العلاقات العاطفية، ليصبح إسقاطًا دقيقًا على بعض مظاهر الحياة، وخصوصًا في بيئات العمل والإدارة.
قد ونؤكد قد نجد في بعض المنظومات صورًا مشابهة لما تصفه الأغنية، حيث تبرز أنظمة تبدو ناجحة ومثالية في ظاهرها، لكنها في الواقع تفتقر إلى النزاهة أو الكفاءة الحقيقية وقد نجد بعض القادة والمديرين يمتلكون قدرة فائقة على التلاعب بالكلمات والوعود، فيرسمون صورة زاهية لإنجازاتهم، بينما تعاني فرق العمل من سوء الإدارة وغياب الرؤية الفعلية مثلما يعاني العاشق في الأغنية من الانخداع بمظهر الحبيب، قد يجد الموظفون أنفسهم محاصرين في بيئات عمل لا تحقق تطلعاتهم رغم الصورة الإيجابية التي تحاول رسمها إداراتهم.
كذلك، يمكن إسقاط الأغنية على بعض المنظومات التي قد تركز على التسويق والبريق الإعلامي دون أن تقدم خدمات أو منتجات ذات جودة حقيقية فقد نجد علامات تجارية تبهر العملاء بإعلاناتها الجذابة وشعاراتها اللامعة، لكنها في النهاية لا تحقق القيمة الحقيقية التي تَعِد بها، مما يؤدي إلى إحباط المستهلكين والمتلقيين واهتزاز ثقتهم بها وبنفس الطريقة التي يكتشف فيها العاشق خداع محبوبه في الأغنية، قد يكتشف العملاء والمستثمرون في بعض الأحيان أنهم وقعوا ضحية للوعود الزائفة التي لا أساس لها من الواقع.
الأمر لا يقتصر على قطاع الأعمال فقط، بل قد نرى أيضًا بعض المبادرات الاجتماعية أو المشاريع التنموية التي تتبنى خطابًا حماسيًا مثاليًا، لكنها في الواقع لا تحقق أثرًا حقيقيًا، بل قد تكون مدفوعة بمصالح شخصية أو سياسية أكثر من كونها نابعة من التزام حقيقي تجاه المجتمع وهكذا، قد نجد أن بعض المنظمات تشبه تمامًا الحبيب الذي تصفه الأغنية: “حلو وكذاب”، يظهر بصورة مثالية لكنه يخفي حقيقة مختلفة تمامًا.
في النهاية، تذكرنا أغنية “حلو وكذاب” بأن المظهر الجذاب لا يكفي لتحقيق النجاح، سواء في العلاقات الشخصية أو في مجالات الإدارة والعمل. فالنجاح الحقيقي يتطلب الصدق، والمصداقية، والكفاءة الحقيقي، وليس مجرد التلاعب بالصور والوعود فكما أن الكذب في الحب يؤدي إلى الانفصال والخذلان، فإن الخداع في أي منظومة مهنية أو تجارية قد يؤدي في النهاية إلى فقدان الثقة وانهيارها.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.