*فادي السمردلي يكتب:القيادة فن وذوق وأخلاق* *بقلم فادي زواد السمردلي*

فادي السمردلي ….

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

ماذا يعني القيادة فن وذوق وأخلاق في إدارة العمل العام ☝️☝️☝️🫵🫵🫵؟

☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️

القيادة ليست سلطة مطلقة، ولا هي صولجان يُلوَّح به فوق رؤوس الآخرين، وليست مجرد موقع يُشغل بتوقيع إداري، بل هي مسؤولية كبرى تتطلب ذكاءً في التعامل، وحكمة في اتخاذ القرار، وذوقًا في السلوك، وأخلاقًا في الأداء فالقائد الحقيقي ليس من يفرض هيبته بالقوة، بل من تُفرض هيبته باحترامه للآخرين، وبما يقدمه من رؤى وإنجازات تستحق التقدير ففي بيئات العمل العام، حيث يكون القائد مسؤولًا عن إدارة منظومة تخدم الصالح العام، يصبح الامتحان أكثر صعوبة، ويصبح الفشل أكثر تكلفة وهنا، لا يكفي أن يكون القائد صاحب خبرة فنية أو مؤهلات أكاديمية، بل يجب أن يمتلك القدرة على استيعاب الناس، والتحكم في ذاته، وإدارة المواقف الصعبة بمهارة فالقيادة في هذا الإطار ليست استعراضًا للنفوذ، ولا مسرحًا للعبث بالمصائر، ولا حلبةً لتصفية الحسابات الشخصية فالقيادة في العمل العام تعني خدمة الناس أولًا، والعمل بشفافية، واتخاذ القرارات التي تحقق العدالة دون محاباة أو مجاملة أو انحياز فالقائد الناجح هو من يملك رؤية واضحة، ويستطيع أن يحشد الجهود حولها، ويجعل فريقه يشعر بأنهم شركاء في النجاح، لا مجرد تروس في آلة لا قيمة لهم خارجها، إن الذوق في القيادة يظهر في احترام الوقت، واحترام الجهد، واحترام الإنسان، فلا يكون القائد متعاليًا ولا متعجرفًا، بل قريبًا من اعضاء المنظومة ، متفهمًا لصعوباتهم، داعمًا لنجاحهم، وقادرًا على احتواء أخطائهم وتصحيحها دون إذلال أو تهديد أما الأخلاق، فهي الأساس الذي لا غنى عنه في أي منظومة قيادية ناجحة، فبدون النزاهة والعدالة والصدق، تصبح القيادة مجرد واجهة زائفة تُخفي وراءها الفوضى وسوء الإدارة والانهيار المحتم.

ولكن للأسف، في بعض المؤسسات، نجد أشخاصًا يعتلون المناصب دون أن يمتلكوا الحد الأدنى من مقومات القيادة. هؤلاء هم البلاء الحقيقي، وهم العائق الأكبر أمام أي تطوير أو إصلاح فإلى أولئك الذين لا يفهمون أن القيادة فن وذوق وأخلاق، إلى من يرون في مواقعهم فرصة للتسلط والتعالي، إلى من يظنون أن القيادة تعني إعطاء الأوامر فقط دون الاستماع، إلى من يستغلون مواقعهم لتحقيق مصالحهم الشخصية، إلى من ينشرون الخوف بدلًا من الاحترام، إلى كل من يعتقد أن وجوده في منصب قيادي يجعله فوق المحاسبة، إليكم جميعًا نقول أنتم عبئ على منظوماتكم، وأنتم العقبة الحقيقية أمام تقدم مجتمعاتكم، وأنتم السبب في هروب الكفاءات، وفي تفشي الإحباط داخل بيئات العمل فأنتم لستم قادة، أنتم مجرد متسلطين، ولا مكان لكم بين من يسعون بصدق لخدمة الناس وبناء المستقبل. الأيام تدور، والمنصب لا يدوم لأحد، والمجتمعات باتت أكثر وعيًا وقدرة على التمييز بين القائد الحقيقي وبين الطارئ الذي قدم من تنفيذ الأوامر دون تفكير والذي يظن أن الكرسي يمنحه قيمةً لم يستطع أن يثبتها بنفسه سابقًا الا صوريا ومن لا يستطيع أن يكون قائدًا
محترمًا، عادلًا، فليرحل قبل أن يسقط سقوطًا مدويًا، فالتاريخ لا يرحم من خدع الناس وأساء استخدام سلطته، ولن يبقى منه سوى اسمه مقرونًا بالفشل والخذلان فاقل ما يقال لهم يا خسارة يا خسارة

قد يعجبك ايضا