إشراقات من الماضي، نبراس للحاضر العم “أبو ثامر “

د. هاني محمود العدوان  ….

 

في رحاب ليلة أضاءت بنور بهيج، وتضاعفت فيها المسرات بلقاء قامة أردنية عروبية عريقة، شيخ وقور يمثل أصالة الماضي وسمو الحاضر، هو عمنا الجليل الشيخ عبدالله المارج العدوان “أبو ثامر”
حضوره الأنيق أضفى على أمسيتنا عبقا من زمن مضى، زمن نقش في الذاكرة بصفاء السرائر وعمق المبادئ
فكلما أتيحت فرصة لمدارسة هذا الرجل الفاضل، تجلت في الذهن صور حية من ماضي هذه البقعة الطيبة، حيث سنابل القمح الذهبية تتمايل إباء، شاهدة على جود الأباء والأجداد وكرمهم الفياض،
إنه بحق سنديانة ذلك الجيل الزاهر، راسخا بعاداته وتقاليده العريقة، ومتجذرا في قيمه السامية وأخلاقه الرفيعة
يفيض محياه نورا على مجالس الكرم، ويجسد مدرسة في الأخلاق تتوق إليها أرواحنا في هذا العصر، إنه صاحب الأيادي البيضاء، رجل البر الغزير، والداعم المتين لمؤسسات الخير والإحسان، يرسم بأفعاله لوحة ناطقة لإنسان وهب حياته لنفع الآخرين، ساعيا بينهم بالخير، تاركا بصمات خالدة في دروب العطاء
حين تحادثه، يستحضر الماضي بكل ما انطوى عليه من صدق النوايا ونبل المقاصد، فالحنين إلى جيل العم”أبو ثامر” هو اشتياق إلى زمن كانت فيه المجالس مناهل حكمة ومكارم أخلاق، نستلهم منها سديد الرأي وأصول الضيافة، ونتلقن فيها معاني الشهامة والمروءة، والعادات العربية الأصيلة التي كانت بمثابة الدستور غير المدون الذي ينظم العلاقات ويحفظ للمجتمع تماسكه وقوته
في عينيه تلمح صفاء سماء الأردن الصافية، وفي حديثه تصغي إلى خلاصة تجارب الأجيال وحكمتهم المتراكمة، إنه قطعة حية من تاريخنا المجيد، يذكرنا بجذورنا الطيبة ويحثنا بحضوره على التمسك بقيمنا النبيلة وأخلاقنا السامية
إن أمثال العم “أبو ثامر” هم الكواكب المضيئة التي تنير لنا دروب الحاضر، وتشعل في قلوبنا الشوق إلى زمن كان فيه الخير أعم وأشمل، والعطاء أغزر وأندى، والنفوس أنقى وأصفى
يمتلك حضورا بهيا يبهج الناظرين بطلعته السمحة، ويغمر الجالسين بدفء مجلسه العامر صاحب جاذبية تبعث في النفس السكينة والاطمئنان، تستقبلك روحه الطيبة قبل أن تطأ قدماك داره الكريمة، متسامح بطبعه، يحمل في قلبه صفاء يمحو أثر الضغائن، وعفوا يسمو فوق الصغائر وزلات اللسان، جل مسعاه الإصلاح بين الناس، يسعى بين المتخاصمين بالصلح، ويطفئ نار الفتنة بحكمته وسداد رأيه
إن مساعيه الحميدة في رأب الصدع وتوحيد الكلمة تشهد على طيب معدنه، وعظيم حرصه على وحدة الصف وسلامة المجتمع
فجزاه الله خير الجزاء على ما قدم ويقدم من جميل الأفعال وسديد الخصال، وأطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية

قد يعجبك ايضا