*فادي السمردلي يكتب: الأردن قلعة الصمود بعيون وفكر الشهيد وصفي التل*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️
من أقوال شهيد الأردن وصفي التل (إن الذين يعتقدون أن هذا البلد قد انتهى واهمون، والذين يعتقدون أن هذا البلد بلا عزوة واهمون كذلك، والذين يتصرفون بما يخص هذا البلد كأنه (جورعة) مال داشر واهمون كذلك ) هذه الكلمات لم تكن مجرد تعبير عابر أو خطاب لحظي، بل هي فلسفة وطنية عميقة تعكس فهم وصفي التل للحالة الأردنية، وتحليلًا دقيقًا للتحديات التي واجهها الأردن في فترة مليئة بالضغوط والصراعات الإقليمية والسياسية فالتل، الذي حمل روحه على كفه دفاعًا عن الأردن وهويته، خاطب بهذا القول كل من شكك في قدرة الوطن على الصمود، وكل من اعتقد أن الأردن يمكن أن يكون بلدًا بلا هوية أو سند، وأولئك الذين رأوا في الأردن فرصة للاستغلال المادي بدلاً من العطاء والتضحية.
وصفي التل كان يرى أن الوطن أكبر من كل الأفراد، وأن قوته لا تأتي فقط من موارده أو موقعه الجغرافي، بل من عزوة أبنائه، أي تماسكهم والتفافهم حوله كقضية وجود وعندما قال إن “الذين يعتقدون أن هذا البلد بلا عزوة واهمون”، لم يكن يعني فقط الولاء العاطفي للوطن، بل كان يشير إلى الوحدة الحقيقية التي تنبع من إرادة الاردنيين وقدرتهم على الدفاع عن أرضهم وكرامتهم مهما كانت الظروف فالعزوة بالنسبة للتل ليست شعارًا يُرفع، بل هي فعل يومي يعبر عنه أبناء الوطن في كل مرة يضعون مصلحة الأردن فوق مصالحهم الشخصية.
وفي السياق نفسه، تأتي عبارته “كأنه جورعة مال داشر” كصرخة تحذير من الذهنية الاستغلالية التي قد يحملها البعض تجاه الوطن، إذ كان يرى أن هذه الفئة من الناس، الذين يتعاملون مع موارد الدولة ومقدراتها كأنها مباحة ومستباحة، يشكلون خطرًا على روح الوطن وهويته وبالنسبة للتل، الأردن ليس “غنيمة” أو “فرصة”، بل هو مبدأ مقدس يتطلب من الجميع أن يكونوا أمناء عليه فكلماته هذه لم تكن فقط دعوة للوعي الوطني، بل هي إدانة صريحة لكل من يسعى لتحقيق مكاسب شخصية على حساب مصلحة الوطن العليا وما يجعل مقولة وصفي التل عميقة وملهمة أنها لم تقتصر على انتقاد السلوكيات السلبية، بل حملت رسالة أمل وثقة بالمستقبل فبينما حذر من الأخطار، أكد أن الأردن باقٍ، ليس فقط لأنه يمتلك مؤسسات أو موارد، بل لأنه يمتلك شعبًا حيًا مخلصًا يعرف معنى العزوة والانتماء وهذه الثقة ليست عشوائية، بل تستند إلى حقائق تاريخية، حيث أثبت الأردنيون على مر العقود أنهم قادرون على التكاتف والوقوف في وجه كل من يسعى للنيل من وطنهم، سواء كان ذلك عبر الاستعمار الخارجي أو الخيانة الداخلية.
وصفي التل لم يكن يغفل حقيقة وجود تحديات كبيرة، لكنه كان يؤمن بأن هذه التحديات لا يمكن أن تقضي على الأردن ما دام فيه رجال ونساء يحملون همّ الوطن في قلوبهم وربما كان هذا الإيمان هو ما دفعه ليقدم حياته فداءً للوطن، مُجسدًا مقولته بأفعاله، حيث ظل حتى لحظاته الأخيرة مثالاً للشخصية الوطنية المخلصة التي ترى في الأردن وطنًا لا يُباع ولا يُشترى.
في ضوء هذه الكلمات، يبقى إرث وصفي التل دعوة مستمرة للأردنيين للتمسك بوطنهم والعمل على رفعته، بعيدًا عن الأوهام والمصالح الفردية فالأردن، كما قال، لم ولن يكون بلدًا بلا عزوة، لأنه محميٌ بأبنائه الحقيقيين الذين لا يساومون على كرامته، ولا يسمحون لأي قوة أو فئة بأن تعبث بمقدراته هذه المقولة ليست مجرد ذكرى من شهيد الوطن، بل هي نداء خالد للأجيال القادمة، بأن الأردن وطن عزيز، عصي على الانكسار، وراسخ بفضل حب أبنائه له وإيمانهم بقدرته على الصمود والبقاء.
ختامًا، يمكن القول إن كلمات وصفي التل هذه تمثل خريطة طريق لكل أردني يريد أن يساهم في بناء الوطن وحمايته فالأردن ليس مجرد حدود ، بل هو فكرة ومبدأ يرتكز على التضحية والعمل المخلص، وكل من يعتقد أن هذا الوطن يمكن أن يُهزم أو يُباع فهو واهم وهذه المقولة هي تذكير دائم بأن الأوطان لا تنهض إلا بأبنائها المخلصين، وأن الأردن سيبقى قويًا بفضل عزوة شعبه، إرادتهم الصلبة، وقيمهم الراسخة.