غزَّةُ تُواجِهُ اليومَ أكبرَ كارثةٍ إنسانيَّةٍ لم يشهدْ لها التاريخُ الإنسانيُّ مثيلًا

عبدُالسَّلامِ الجُنَيْد  ….

 

يا اللهُ والضَّميرُ الإنسانيُّ الميِّتُ لعالَمِ الإنسانيَّة!
يا اللهُ والقلوبُ المتحجِّرةُ، والنُّفوسُ المريضةُ لبني البشر!
يا اللهُ والصَّمتُ العالميُّ المُشِينُ إزاءَ ما يحدثُ من إبادةٍ جماعيَّةٍ لبني آدمَ، وإهلاكِ الحرثِ والنَّسلِ من قِبَلِ العدوِّ الصهيونيِّ المجرمِ، وبدعمٍ واضحٍ من رأسِ الشرِّ والإجرامِ “أمريكا” وملائِها من الدُّولِ الغربيَّةِ، وبعضِ العبيدِ المتصهينين من العربِ المتخاذلين!

واللهِ، ثمَّ واللهِ، يا عالَمُ، إنَّ من يُبادونَ في غزَّةَ إخوانُكم في الجنسِ والدِّينِ والإنسانيَّة، جلُّهُم نساءٌ وأطفالٌ انقطعتْ بهم السُّبلُ، وضاقتْ عليهم الأرضُ بما رحُبَتْ، يتنفَّسونَ النَّارَ والبارودَ، ويلتحِفونَ السَّماءَ، ويفترشونَ التُّرابَ!
جراحُهُم مثخنةٌ، وأمعاؤُهم خاويةٌ، وأفئدتُهم فارغةٌ؛ حالُهُم يتصدَّعُ له الجبلُ الرَّاسي، وينفطرُ لمأساتِهِم الصَّخرُ الأصمُّ!

أَيُعقَلُ حدوثُ هذا، يا ربِّي، وفي الأرضِ بشرٌ يعقِلون؟
إلى متى هذا الابتلاءُ، وهذا الاختبارُ، وهذه الغربلةُ، يا ربَّنا؟
سُبحانَكَ، لا اعتراضَ على حُكمِكَ وإرادتِكَ، فأنتَ رحمنُ الدُّنيا والآخرةِ، وأنتَ بكلِّ شيءٍ عليم.

فيا أيُّها العالمُ الإنسانيُّ، أما يكفيكَ صمتٌ وتفرُّجٌ؟ ألا ترى وتسمعُ وتعقِلُ؟ أم أنَّكَ قد أصبحتَ جمادًا متصلِّبًا؟
ألا تهزُّ فيكَ هذه المأساةُ ولو مقدارَ شَعْرَةٍ من رحمةٍ وتأثُّرٍ؟
أما يكفيكُم عددُ ضحايا أبناءِ غزَّةَ، والَّذي بلغَ مئاتِ الآلافِ؟
حَسْبُنَا اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ.

ماذا تنتظرون؟ ألا ترَونَ أبناءَ غزَّةَ في الرمقِ الأخيرِ، يحتضِرون، ويموتونَ ظُلْمًا وجوعًا وغُربةً؟
أينَ أنتم، يا أمَّةَ الرَّسولِ الأكرمِ، القائلِ: “مثلُ المؤمنينَ في توادِّهِم وتراحُمِهِم وتعاطُفِهِم كمثلِ الجسدِ الواحدِ، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى”؟
أين العروبةُ، والنخوةُ، والنَّجدةُ، والشهامةُ، وإغاثةُ الملهوفِ، يا عربُ؟ أما يزالُ لديكم ولو ذرَّةٌ من كرامةٍ؟
أين أنتم يا إخوةَ الجوارِ، يا مَن تزعمونَ أنَّكم أياديُ الخيرِ والرَّحمةِ، وأنَّكم تساعدونَ بصمتٍ ولا تتكلَّمون؟! وأنتم كاذبونَ ومنافقونَ بلا امتيازٍ!

أمَا آنَ الأوانُ لتتَّخذوا ولو موقفًا ضعيفًا للغايةِ؟
وتُقدِّموا لإخوانِكُم بعضًا من فُضلاتِ زادِكُم، وتحاولوا إنقاذَ ما أمكنَ إنقاذُه؟
واللهِ، الَّذي لا إلهَ سواهُ، إنَّكم قادرونَ على إنهاءِ هذه المعاناةِ، وإنَّ أبسطَ الحلولِ بأيديكُم، لكنَّ اللهَ قد أخزاكُم، وويلٌ لكم من عقابِهِ!

ماذا فعلتْ بكم الفصائلُ المقاومةُ في فلسطين؟ وما هي الخطورةُ والضَّررُ الَّذي تُشكِّلُه عليكم؟
أما يُرضيكُم أنَّهم يدافعونَ عن كرامتِكم، وهويَّتِكُم، ومقدَّساتِكم، ويقدِّمونَ أغلى التَّضحياتِ نيابةً عنكم؟
هل تظنُّونَ أنكم في مأمنٍ من العدوِّ المجرم؟
لا، والَّذي لن تُعجِزوه هربًا!
إنَّكم ضمن مخطَّطِ إبادةٍ واستعبادٍ واحتلالٍ وانتهاكٍ للحُرُماتِ تالٍ لا محالة.

وفي الأخيرِ، نحمدُ اللهَ أنَّنا هنا في اليمنِ قد هدانا، ووفَّقنا لاتخاذِ المواقفِ السليمةِ، ونقومُ بما تُملِيه علينا قِيَمُنا الإنسانيَّةُ، وأخلاقُنا الدينيَّةُ، مع أهلِنا في غزَّة، ومع قيادةٍ ربَّانيةٍ حكيمةٍ قرآنيَّةٍ لا ترضى بالظُّلمِ والهوانِ مهما كانت العواقب.

نناصرُ المستضعفينَ، ونُنفِّذُ توجيهاتِ ربِّ العالمينَ، ونتصدَّى للطُّغاةِ والمستكبرينَ، وعلى اللهِ متوكِّلون، وله مُحتسبون.
نِعْمَ المولى ونِعْمَ النَّصيرُ.

اللهُ أكبرُ
الموتُ لأمريكا
الموتُ لإسرائيل
اللعنةُ على اليهود
النصرُ للإسلام
لبَّيكِ يا أقصى
ثابتونَ مع غزَّةَ مهما كانتِ التضحياتُ

قد يعجبك ايضا