*فادي السمردلي يكتب: إستهتار الاحزاب بالبيئة والتنمية المستدامة (٣٦/١٤)*

*بقلم فادي زواد السمردلي*  …..

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

*”مقالات دورية تُنشر كل أحد وثلاثاء وخميس، تتناول أسباب تُفشل الأحزاب.(٣٦/١٤)”*

ماذا يعني إستهتار الأحزاب بالبيئة والتنمية المستدامة ؟
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️

تعتبر البيئة من أهم العناصر التي تضمن استدامة الحياة على كوكب الأرض، لكن للأسف، تُظهر العديد من الأحزاب السياسية إهمالاً واضحاً تجاه حماية البيئة وضمان تنميتها المستدامة وهذا الإستهتار من قبل الأحزاب السياسية يؤدي إلى تداعيات بيئية واجتماعية خطيرة قد تعصف بالأجيال القادمة ففي عالمنا المعاصر، حيث تتزايد التحديات البيئية مثل التغير المناخي، والتصحر، وتلوث الهواء والمياه، من المهم أن يتبنى الجميع، وخاصة الأحزاب السياسية، سياسات تساهم في الحفاظ على البيئة وتعزيز استدامتها.

أحد أبرز مظاهر هذا الإهمال يتمثل في دعم المشاريع الصناعية الملوثة للبيئة فالكثير من الأحزاب قد تفضل تشجيع استثمارات صناعية على حساب البيئة، دون أن تضع قيودًا أو معايير بيئية صارم فتدفع هذه المشاريع بمخلفاتها السامة إلى الطبيعة، مما يزيد من تلوث الهواء والمياه، ويؤثر سلباً على النظام البيئي وفي بعض الأحيان، تكون هذه المشاريع اقتصادية على المدى القصير، لكنها تدمر البيئة على المدى الطويل، مما يضع ضغطًا كبيرًا على الأجيال القادمة.

بالإضافة إلى ذلك، نجد أن الأحزاب التي تستهتر بالبيئة لا تُولي أهمية كافية للاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية أو الرياح، وهي المصادر التي تمثل البديل الأنظف والأكثر استدامة للطاقة التقليدية وبدلاً من ذلك، يتم الاعتماد على المصادر التي تساهم في زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة مثل الفحم والنفط، مما يسهم في تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي وهذه السياسات قصيرة النظر تتجاهل المستقبل القريب، حيث من المتوقع أن تؤدي هذه السياسات إلى زيادة درجات الحرارة على سطح الأرض، مما يتسبب في تغييرات مناخية خطيرة تؤثر على حياة البشر والنباتات والحيوانات.

تجاهل المخاطر البيئية المستقبلية مثل التصحر وتدهور الأراضي هو أيضا سمة من سمات الأحزاب التي تستهتر بالبيئة ففي بعض المناطق، يتسبب التصحر في فقدان الأراضي الزراعية، مما يؤدي إلى نقص في الإنتاج الغذائي، ويهدد الأمن الغذائي كما أن تدهور الأراضي الناتج عن سوء الإدارة الزراعية والتمدن غير المخطط له يمكن أن يؤدي إلى تضخم الكثافة السكانية في مناطق محدودة، مما يزيد من الضغط على الموارد الطبيعية والبنية التحتية.

علاوة على ذلك، تتجاهل بعض الأحزاب ضرورة وضع سياسات واضحة لإدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام وفي العديد من الحالات، يتم استنزاف الموارد مثل المياه والغابات دون النظر في تأثير ذلك على الأجيال القادمة فعدم اتباع نهج مستدام في استخدام هذه الموارد يعجل من اختفاء بعض الموارد الأساسية مثل المياه العذبة، ويؤدي إلى تدمير التنوع البيولوجي الذي يعتمد عليه الكثير من الأنظمة البيئية كما أن الاستهتار في إدارة هذه الموارد يعرض المجتمعات المحلية، خصوصًا في المناطق الريفية، إلى خطر التدهور البيئي، ما يعزز الفقر ويحد من فرص التنمية.

إن نتائج عدم الاهتمام بالبيئة من قبل الأحزاب السياسية قد تكون كارثية فالتلوث المتزايد يؤدي إلى تدهور نوعية الهواء والمياه، ما يزيد من خطر الأمراض التنفسية والمعدية إن تدهور البيئة يؤثر بشكل مباشر على صحة السكان، ويزيد من الأعباء الصحية على المجتمعات. كما أن غياب السياسات البيئية السليمة يحد من القدرة على التكيف مع الأزمات الطبيعية مثل الفيضانات أو موجات الحرارة الشديدة وهذا قد يؤدي إلى نزوح جماعي للسكان من المناطق المتضررة، ما يشكل ضغطًا إضافيًا على المدن والموارد المحدودة.

أيضًا، يؤدي سوء إدارة الموارد الطبيعية إلى فقدان الأراضي الزراعية والموارد المائية، مما يزيد من الفقر ويؤدي إلى نزاعات على المياه والأراضي. هذه النزاعات تزيد من تعقيد الوضع البيئي، وتؤثر على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي علاوة على ذلك، فشل الأحزاب في تبني سياسات بيئية فاعلة يعيق تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تم الاتفاق عليها على المستوى الدولي، مما يضع الدول في موقف صعب أمام المجتمع الدولي.

إن الإستهتار بالبيئة من قبل الأحزاب السياسية لا يؤدي فقط إلى تدهور البيئة، بل يعيق أيضًا الجهود المبذولة من قبل المجتمع المدني والمنظمات البيئية لتحقيق التنمية المستدامة وبالتالي، من الضروري أن تتخذ الأحزاب السياسية دورها بشكل أكثر جدية في دعم السياسات البيئية التي تعزز من حماية البيئة، وتسهم في إيجاد حلول مبتكرة للتحديات البيئية مثل تغير المناخ، تلوث المياه، واستنزاف الموارد الطبيعية. ومن خلال تبني مواقف واضحة في هذه القضايا، يمكن للأحزاب أن تساهم في إحداث تغييرات إيجابية على المستوى البيئي والاجتماعي، مما يضمن مستقبلًا أفضل وأكثر استدامة للأجيال القادمة.

قد يعجبك ايضا