✍️ مَن سمح لك أن تتحدث باسمي.. والوطن ليس مقعداً للبيع؟!..

محمود  الدباس   …..

في زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات النشاز.. وتعلو فيه نبرات لا تمثل إلا أصحابها.. يخرج علينا من يدّعي تمثيل الشعب الأردني.. ويتحدث باسمه على منابر العدو.. متناسياً أن الأردنيين لم يفوضوه.. ولم يمنحوه شرف الحديث عنهم..

فالشعب الأردني.. الذي قدّم التضحيات.. ووقف صامداً في وجه كل محاولات التهجير والتوطين.. لا يقبل أن يُختزل صوته في تصريحات فردية.. لا تمثل إلا أصحابها.. ولا يُقر لمتحدثٍ أن يبتسم أمام مَن يذبحون أطفال غزة.. ويحرقون أرض الضفة.. ويمارسون أشنع صنوف التهويد.. من على شاشات ما تزال عدساتها عالقة بدماء الأطفال.. وصرخات البيوت المهدمة.. قناة إسرائيلية.. لا تضمر العداء لنا وحسب. بل تعلنه جهاراً..

صُدمتُ في وجهٍ من موجات التهوين.. وعجبتُ أنه مع كل ما جرى.. لم تكن فلسطين عندنا ملفاً سياسياً.. بل كانت جزءاً من القلب.. جزءاً من الدم.. من ذاكرة البلاد.. وحدودها.. وجغرافيتها.. وإنسانها..

فهل يُعقل أن يظهر مَن يحاول أن يبرر.. أو يهادن؟!.. هل نسي.. أو تناسى أن كل شبر من فلسطين.. ما زال تحت الاحتلال؟!.. هل أغواه حلم التعايش الزائف مع كيانٍ.. لا يعترف حتى بوجوده؟!.. لا يعترف حتى بتاريخه؟!..

منذ نكبة عام 1948.. والأردن شعباً وقيادةً.. لم يتخلّ عن القضية الفلسطينية.. احتضن اللاجئين.. وفتح أبوابه للمكلومين.. ووقف مع الحق دون مواربة.. فهل بعد كل هذه التضحيات.. نسمح لمن يحيد عن هذا النهج.. أن يتحدث باسمنا؟!..

الشعب الأردني.. الذي خرج في مسيراتٍ حاشدة نصرةً لغزة.. لا يمثله وجهٌ يبتسم على موائد الإعلام الصهيوني.. ولا لسانٌ يبرر العدوان.. أو يساوم على دم الشهداء.. فموقفنا واضح لا لبس فيه.. نرفض التطبيع.. وندعم المقاومة.. ونقف مع الحق.. حتى تعود الحقوق لأصحابها..

زعماؤهم يهددون صباحاً ومساءً بابتلاع ما تبقى من الأرض.. وقوانينهم تصدر تباعاً.. لتهويد القدس ودفن الحق.. فكيف نُقنعنا بوجهٍ مبتسم؟!.. كيف نصافح مَن يجهز علينا؟!..

ليعلم هذا المتحدث باسمه فقط.. أن الشعب الأردني لا يفرّط.. ولا يقايض تاريخه من أجل مقعد.. ولا يبيع مبادئه على موائد التصفيق.. فمن لا يحمل وجع فلسطين في دمه.. لا يتحدث باسم الشرفاء النشامى. ولن يتحدث أبداً..

لقد حذر جلالة الملك عبد الله الثاني مراراً.. من خطورة السياسات الإسرائيلية.. وأكد أن لا سلام.. دون عدالة شاملة.. ولا استقرار.. دون حل يعيد الحقوق الكاملة إلى أصحابها.. فهل يُعقل.. أن يأتي مَن يناقض هذا الموقف الوطني المبدأي؟!..

إن الشعب الأردني.. الذي قدّم الشهداء.. واحتضن القضية الفلسطينية.. لا يقبل أن يُساء إلى تاريخه ومواقفه.. نحن شعبٌ عصيٌ على الانكسار.. نرفض الوصاية من أمثال هؤلاء.. ونعلي صوت الحق.. وسنبقى دائماً إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين.. حتى نيل حقوقهم المشروعة..

وفي الختام.. نقول لكل مَن تسوّل له نفسه التحدث باسمنا دون تفويض.. إن الشعب الأردني يعرف مَن يمثله.. ويعرف مواقفه.. ولن يسمح لأحدٍ بتشويه صورته.. أو النيل من تاريخه.. فالأردن سيبقى قلعةً للصمود.. ومنارةً للحق.. وسيبقى الشعب الأردني.. وفياً لقضيته المركزية.. القضية الفلسطينية..

شاهت تلك الوجوه..

محمود الدباس – أبو الليث..
😇🙏🌷

قد يعجبك ايضا