*فادي السمردلي يكتب: جبهة العمل الإسلامي قدوة في الأداء الحزبي تعلموا منهم*

*بقلم فادي زواد السمردلي*  ….

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️

إن التجربة السياسية لجبهة العمل الإسلامي في الأردن تقدم نموذجاً جديراً بالدراسة والاقتداء، فهي تُعد واحدة من أكثر القوى السياسية تنظيماً وتأثيراً على الساحة الوطنية. وبدلاً من الانشغال بمحاربتها أو محاولة تقويضها، ينبغي على الأحزاب والقوى السياسية الأخرى أن تتأمل أسلوب عملها بتمعن، وتستلهم منها مبادئ العمل الحزبي الناجح فجبهة العمل الإسلامي لم تصل إلى ما هي عليه صدفة أو من خلال الفزعات التي تطغى على العمل السياسي في كثير من الأحيان، بل عبر سنوات طويلة من التخطيط الاستراتيجي، والتنظيم الداخلي المتماسك، والالتزام برؤية واضحة تخدم أهدافها السياسية والاجتماعية.

أحد أبرز جوانب تميز هذه الجبهة هو قدرتها على العمل ضمن خطط مدروسة، حيث لا تترك الأمور للارتجال أو للظروف العشوائية وتعمل وفق رؤية استراتيجية تمتد لسنوات، تراعي فيها الأولويات السياسية، وتستند إلى قاعدة من الأعضاء المنظمين القادرين على تنفيذ هذه الخطط بفعالية فهذا التنظيم المحكم يمنحها المرونة للتكيف مع التحديات السياسية والضغوط الخارجية، مما يجعلها قادرة على الاستمرار رغم كل العقبات التي تواجهها.

كما أن الجبهة أظهرت قدرة فائقة على تعبئة القواعد الشعبية وكسب ثقتها، وهو ما يُعد أساساً لأي عمل حزبي ناجح.وهذا لا يتحقق إلا من خلال العمل الجاد والدؤوب، والتواصل المستمر مع الناس، والاستماع إلى قضاياهم، والتفاعل معها بواقعية ومصداقية بعكس الكثير من القوى السياسية التي تعتمد على حشد مؤقت أو تحركات عشوائية غير مخطط لها، فإن الجبهة تعمل بشكل مؤسساتي منظم يُظهر انسجاماً واضحاً بين قيادتها وقواعدها.

وفي وقت تعاني فيه بعض الأحزاب السياسية الأخرى من ضعف في الأداء، وانعدام الرؤية، والعمل بمبدأ “الفزعة” الذي لا يؤدي إلا إلى نتائج مؤقتة وغير مستدامة، تُظهر جبهة العمل الإسلامي أهمية التخطيط طويل المدى والهيكلة التنظيمية المتينة.فهذه الفجوة بين الأداء الحزبي التقليدي وبين تجربة الجبهة تستدعي وقفة جدية من جميع الأطراف السياسية فإذا أرادت القوى الأخرى أن تنافس الجبهة أو تحافظ على مكانتها، فلا بد أن تعيد التفكير في أساليب عملها، وأن تتبنى نهجاً أكثر جدية واحترافية.

إن العمل السياسي لا يمكن أن يكون ناجحاً إذا لم يستند إلى أساس متين من التخطيط والتنظيم فالأحزاب التي تعتمد على التحركات اللحظية أو الصراعات الهامشية تستهلك طاقتها في معارك غير منتجة، بينما الجبهة أثبتت أن العمل المنظم والمدروس هو الطريق لتحقيق التأثير والبقاء ولذلك، بدلاً من التركيز على مضايقتها أو محاربتها، ينبغي للقوى الأخرى أن تسعى لتقليد تجربتها في بناء قواعد شعبية قوية، وتطوير خطاب سياسي يعبر عن تطلعات الناس، وتفعيل عمل حزبي قائم على أهداف واضحة واستراتيجيات مدروسة.

تعلموا من جبهة العمل الإسلامي كيف يكون الحزب منظماً كالمؤسسة، وكيف يمكن أن يكون له رؤية لا تتغير وفق الأهواء أو الضغوط، وكيف أن الالتزام بالعمل الميداني وتفعيل دور الأعضاء هو مفتاح النجاح في الحياة السياسية فهذا النهج ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة إذا أرادت الحياة الحزبية في الأردن أن تنتقل من حالة التنافس السلبي إلى حالة النضج والتأثير الإيجابي.

أما في الختام، فنقولها بوضوح ودون مواربة.كفى تشكيكاً، وكفى تلميحات تُطلق هنا وهناك فهذه الدولة لها قانون، ولهذا القانون قضاء نزيه هو وحده من يحكم ويحاسب، لا أصحاب الأصوات المرتعشة ولا أولئك الذين يختبئون خلف الشاشات لبث السموم. من لديه دليل فليتوجه إلى القضاء، أما محاولات التشويه المكشوفة فمردودة على أصحابها، والله أعلم بهدف من يطلق الاتهام متجاوا على القانون، وما الغاية الحقيقية من ورائه.

قد يعجبك ايضا