*فادي السمردلي يكتب: فوضى الإدارة تقتل حلم المنظومة*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️
في عالم تتشابك فيه المصالح وتتداخل فيه التحديات، لا يكفي أن تمتلك خطاباً قوياً أو شعارات براقة لتُحدث تغييراً حقيقياً فالإدارة الفعالة هي الأساس الذي يُبنى عليه أي مشروع طموح، فهي ليست مجرد وظيفة تنظيمية بل فنٌ وعلمٌ يضمن تماسك المنظومة واستمراريتها وعندما تتحول الإدارة إلى حالة من الفوضى والارتباك، لا تقتصر الأضرار على تعطيل العمل فقط، بل تُقتل الأحلام وتتبدد الثقة، ويسود الإحباط واليأس بين الناس.
في حالة وجود منظومات تفتقر إلى إدارة حقيقية ومنظمة، نلاحظ أنها لا تختلف كثيراً عن كيانات أخرى تتغنى بالمبادئ والقيم لكنها في الواقع تخذل قواعدها بسبب سوء التنظيم والتخطيط فبدلاً من أن يكون الكيان نسيجاً متماسكاً يتكاتف أفراده لتحقيق أهداف مشتركة، يتحول إلى هيكل هش يعاني من ضعف بنيوي واضح، حيث يفتقر إلى توزيع دقيق للأدوار وتحديد واضح للصلاحيات، مما يولد بيئة عمل مشوشة تُنذر بالفوضى.
في هذه البيئة المشوشة، يصبح اتخاذ القرار رهينًا للارتجال والتقلبات، وكأنه يصدر تحت ضغط اللحظة من دون وجود خطة استراتيجية واضحة تستند إليها الخطوات وهذا التذبذب لا يضر فقط بسمعة المنظومة، بل يهدر جهود القواعد التي تبذل جهداً مستمراً، ويضعف كل المبادرات الرامية إلى تحقيق الأهداف فالأفراد يفقدون الثقة في قيادتهم، ويشعرون بعدم الاستقرار، مما يؤدي إلى تدني الروح المعنوية وتراجع الأداء العام.
أما التواصل، الذي من المفترض أن يكون جسراً حقيقياً بين المسؤول والقواعد، فيتحول إلى مجرد شعارات إعلامية سطحية تفتقر إلى الشفافية والمصداقية وفي مثل هذه الظروف، يعاني الأعضاء من تهميش واضح وإقصاء ممنهج، حيث تُسحب منهم فرص المشاركة الفعلية في صنع القرار، مما يخلق جواً من الاستياء وعدم الثقة في نوايا القيادة فيزداد الشعور بالعزلة والانفصال بين القمة والقواعد، ويضعف الحماس ويقل الالتزام الجماعي.
هذا التهميش لا يقتل الحماس فقط، بل يحول المشروع إلى إطار شكلي بلا روح أو محتوى فكيف يمكن لمنظومة أن تحقق نجاحها إذا كان أصحابها يُنظر إليهم كأدوات تُستهلك ولا يُعترف بمساهماتهم؟ كيف يمكن بناء ثقافة عمل صحية ومستدامة في ظل غياب الاحترام والتقدير للمجهودات؟
في الختام، الدرس الذي يجب أن نستخلصه جميعنا هو أن الخطابات والشعارات وحدها لا تكفي لإحداث تغيير حقيقي فيجب أن يكون هناك إدارة فعالة تحترم قواعدها، تستثمر طاقاتها، تبني استراتيجيات واضحة، وتفتح أبواب التواصل الصادق بعيداً عن الزيف والتجميل فالإدارة الناجحة ليست مجرد سلطة أو منصب، بل هي مسؤولية تجاه الجميع، وحرص على بناء منظومة متماسكة قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات.
إذا استمر هذا النهج الإداري في الفوضى وعدم التنظيم، فإن الحلم الكبير الذي تحمله هذه المنظومات سيظل مجرد ذكرى باهتة في صفحات التاريخ فالأمل الحقيقي يكمن في إرادة التغيير، والاعتراف بالأخطاء، وبناء منظومة ترتكز على الشفافية والمشاركة والمسؤولية وبدون ذلك، ستبقى الشعارات مجرد كلمات جوفاء، والأعضاء أرقاماً تُستهلك، ولن يتحقق سوى مزيد من الانكسار داخل مشروع كان بإمكانه أن يكون منارة نور في زمن الإحباط.