سموتريتش: حرب إسرائيل في غزة “رفيقة” واستخدمت الملاقط.. ولن يكون للفلسطينيين حقوق كاملة

شبكة الشرق الأوسط نيوز : نشرت مجلة “إيكونوميست” مقابلة مع وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أكد فيها مواقفه المتشددة من غزة والفلسطينيين وحقوقهم.
وقالت المجلة إن الأيديولوجي غير الرسمي لإسرائيل يرى أن الحرب في غزة تسير سيرًا حسنًا. كما أن الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات لسكان غزة ناجحة. ووصفها بأنها تغير “قواعد اللعبة” في الحرب ضد “حماس”. وطالما هدد بالخروج من التحالف الذي يترأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي يعد عضوًا مهمًا فيه.
ولكن لديه تأكيدات مختلفة، فلو قررت الحكومة وقف الحرب في غزة فسيبقى، خاصة أن هناك فرصة لإسقاط الحكومة بسبب قانون يعفي طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية.

دعا سموتريتش إلى بناء المستوطنات في أنحاء غزة التي “سيتم إخراج الفلسطينيين” منها: “أينما وُجدت مستوطنات وجيش، وُجد الأمن”

وقالت إن سموتريتش هو السياسي الأكثر نارية وتحريضًا من بين وزراء الحكومة ضد الفلسطينيين، ومنذ هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وتوقع أن غزة “ستُدمر بالكامل”. وهو متهم بتبرير استخدام التجويع، حيث قال، العام الماضي، إنه يجب السماح بدخول المواد الإنسانية إلى غزة بشرط الإفراج عن الأسرى لدى “حماس”.

وفي مقابلة مجلة “إيكونوميست” حاول تقديم نفسه كعضوٍ واعٍ وبنّاء في الحكومة. لكن لا شك أن رؤيته متطرفة ومسيانية/ قيامية. فقد أتاحت له الحرب، ولمن يشتركون معه في المواقف، فرصة ذهبية، وقد استغلوها.
وبعد يوم من المقابلة معه، أغلقت إسرائيل مراكز توزيع المساعدات الجديدة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الطرق التي تقود إلى المركز أصبحت “محاور حرب”. وقد جاء هذا بعد أيام من الفوضى حول المراكز.
لكن سموتريتش يرى أن النظام الذي تدخل فيه القوافل المحمية من إسرائيل، التي يوزعها مرتزقة أمريكيون أسبوعيًا في صناديق عائلية على أفراد سافروا إلى واحد من المراكز الأربعة، يعتبر حيويًا للنصر.
وقال إنه مندهش من نقد المنظمات الإنسانية والحكومات الأوروبية. ويقول النقاد إن الخطة ليست كافية، وهي غطاء لحصر معظم الفلسطينيين في منطقة صغيرة وإفراغ معظم القطاع. إلا أن وزير المالية الإسرائيلي يرد على الانتقادات هذه بالقول إنها الطريقة الوحيدة لتخفيف المعاناة وتقصير الحرب. وزعم أنه طالما دعم إدخال المساعدات إلى غزة، مع أنه قبل شهرين دعا إسرائيل ألا تسمح “حتى بحبة قمح إلى غزة”. ويقول إنه عارض طريقة التوزيع، حيث جعلت أهل غزة معتمدين على “حماس” التي تربّحت من المساعدات. ويقول إن كسر العلاقة ضروري لنصر إسرائيل. ولو التزمت الأخيرة بالخطة فإن الحرب ستنتهي في مدى أشهر. ولكن يجب على “حماس” الاستسلام وتسليم السلاح وخروج قادتها إلى المنفى. وأي شيء أقل من هذا سيتركها في وضع لأن تقوم بالهجوم مرة ثانية في غضون سنوات.
وعندما تخرج “حماس” فسيتم “إعادة تأهيل” غزة، كما يقول. ولكن يجب تدمير الأنفاق، حيث دمرت إسرائيل ربعها حتى الآن، حسب زعمه.
ولو رفضت “حماس” الخروج، فإن مزيدًا من الدمار سيحصل في غزة. ولا يعترف سموتريتش بأي خطأ من جانب إسرائيل. ومع أن أكثر من 50,000 فلسطيني قتلوا، إلا أنه يزعم بأن الحملة العسكرية الإسرائيلية كانت “رفيقة”، وتم استخدام “ملاقط” في الاستهداف، وأن نصف القتلى كانوا من المقاتلين. وحمّل “حماس” المسؤولية عن حصيلة القتلى، لأنها تختبئ خلف المدنيين.
وليس لديه تفكير عن مغادرة إسرائيل غزة، ودعا إلى بناء المستوطنات في أنحاء غزة التي سيتم إخراج الفلسطينيين منها: “أينما وُجدت مستوطنات وجيش، وُجد الأمن”. ونفى إجبار أهل غزة على ترك القطاع، ولكنه دعا للسماح لمن يريد منهم “الهجرة”.

وقال إن على الدول الأوروبية التي تهدد بفرض عقوبات و”تحاضر” حول حل النزاع، أن ترحب بهم.
وتقوم رؤية سموتريتش طويلة الأمد للفلسطينيين على تخليهم عن أرضهم التي تحتلها إسرائيل، أو العيش بحقوق محدودة تحت السيطرة. ويرفض سموتريتش، الذي نشأ في مستوطنة بالضفة الغربية، ويصر على تسميتها بيهودا والسامرة، ولا يزال يعيش في مستوطنة، إمكانية نشوء دولة فلسطينية. ويزعم أنها ستمثل “تهديدًا وجوديًا” على إسرائيل، وهجومًا أسوأ بـ”20 ضعفًا” من هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر. وعندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين في الضفة الغربية: “هناك فرق كبير بين الحقوق الفردية والحقوق الوطنية”، وهذا يعني أن الفلسطينيين، باستثناء من يعيشون داخل إسرائيل، لن تكون لهم حقوق في التصويت أو يتمتعوا بمواطنة كاملة.

ويقول: “إذا كانت هناك عملية لنزع التطرف، وإذا ظهر جيل يقبل بأن إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية ويريد العيش معنا في ميثاق، فلا مانع لدي من منحهم حق التصويت” كما يقترح، لكن “لا أستطيع أن أسمح لهم بتدميري من خلال الديمقراطية بعد أن فشلوا في ذلك بالإرهاب”.

وهذا الكلام يبدو أنه يستبعد التطبيع مع السعودية، التي اشترطت بناء علاقات مع إسرائيل بعملية تقود نحو دولة فلسطينية. ويرى سموتريتش أن صفقة مع السعودية ستكون جائزة كبرى و”لن نقدم على الانتحار من أجلها”.
ويصر على أن إسرائيل “في الغرف المغلقة” تسمع أمورًا أخرى من نظرائها العرب: “جميع جيراننا ينظرون إلى غزة وينتظرون ليروا ما سنفعله”. وهو واثق من أن مستقبلًا مشرقًا من التكامل الإقليمي ينتظر.

عندما سُئل عن دعوته لإعادة “أحكام التوراة” كما كانت في عهد الملك داود، قال سموتريتش: “لا تناقض بين قانون الهلاخاه [الديني] والديمقراطية”

وتعلق المجلة أن الإسرائيليين قد يرحبون بحديثه عن السلام مع جيرانهم، لكن رؤيته تثير القلق. ويخشى البعض أنه، إذا أتيحت له الفرصة، سيحوّل إسرائيل إلى دولة دينية.

وعندما سُئل عن دعوته، في عام 2019، لإعادة “أحكام التوراة” كما كانت في عهد الملك داود، قال: “لا تناقض بين قانون الهلاخاه [الديني] والديمقراطية”.

وتعلق المجلة أن سموتريتش رمز لأقلية من عدة نواحٍ، ففي حال إجراء انتخابات، تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزبه القومي المتطرف سيواجه صعوبة في تجاوز العتبة الانتخابية البالغة 3.25% من الأصوات. وفي أحسن الأحوال، سيفوزون بعدد قليل من المقاعد.
وبعد عودة بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الوزراء، عام 2022، أصر على أن اليمين المتطرف “ينضم إليّ، ولن أنضم إليهم”. ومع ذلك،

فهذه هي حكومة المتشددين. وتحت ضغطهم، حاولت الحكومة مهاجمة النظام القانوني الإسرائيلي، ومولت برامج دينية بسخاء، ووسعت المستوطنات في الضفة الغربية، بهدف معلن هو ضم الأراضي.

إذا غادر سموتريتش الائتلاف، فسيتبعه زميله المتطرف إيتمار بن غفير، ما يحرم نتنياهو من أغلبيته. لكن سموتريتش بقي لأن الحرب، بالنسبة له، أثبتت أنها فرصة لا تعوّض لتنفيذ رؤيته التي طالما سعى لتحقيقها.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا