غزة تحتضر يا أمة الإسلام

محي الدين غنيم  ….

 

غزة لا تموت، بل تُقتل أمام أعيننا، تُذبح بصمت العالم وتواطؤ القريب قبل البعيد، وتحت أنقاضها تدفن الكرامة العربية والضمير الإنساني. غزة تحتضر يا أمة الإسلام، تحت نير الحصار، وحرب إبادة جماعية ممنهجة، وتضييق خانق وصل إلى حد التجويع الجماعي لسكانها.

منذ أشهر، وأهالي غزة يعيشون في ظلام دامس، ليس فقط لغياب الكهرباء، بل لأن النور انطفأ من العيون التي فقدت أبناءها، والبيوت التي هُدمت على رؤوس ساكنيها. تُمنع عنهم المساعدات، وتُستهدف المشافي والمدارس، ويُقطع عنهم الماء والدواء والغذاء. أطفال يموتون جوعًا، ونساء تضع أجنتها تحت الأنقاض، وشيوخ يلفظون أنفاسهم الأخيرة وهم يستغيثون بأمة لا تسمع.

هذه ليست حربًا فقط، بل هي جريمة إبادة جماعية بامتياز، تجري على مرأى ومسمع من كل العالم، وبدعم وصمت من قوى كبرى وأخرى تزعم الأخوة والدين. صارت غزة ميدانًا لتجارب الأسلحة والصواريخ، وساحة لتصفية الحسابات السياسية، وسكانها وقودًا لحرب لا رحمة فيها ولا إنسانية.

أين أنتم يا قادة العرب؟ أين بيانات الشجب والاستنكار التي لم تُطعم جائعًا، ولم تُوقف مجرمًا؟ أين المليارات التي تُنفق على القصور والمهرجانات بينما غزة تنام على رائحة الموت؟
أين أنتم يا علماء الدين؟ أين منابركم التي صدعت رؤوسنا بحديث الفتن والقيامة، بينما القيامة قد قامت على رؤوس أطفال غزة؟

يا أمة الإسلام، غزة تناديكم، تستصرخكم، تستغيث بكل من تبقى فيه ذرة كرامة أو ضمير. لا تجعلوا من دماء أهلها وقودًا لتخاذلكم، ولا من جراحها وسيلة لخطابات فارغة.
أوقفوا هذه المجازر، اكسروا الحصار، وانصروا المظلومين، ولو بكلمة، أو موقف، أو دعاء خالص لا رياء فيه.

غزة لا تحتاج دموعنا، بل تحتاج وقفة عز، وموقف رجولة، وفعل صادق. فإما أن ننصرها اليوم، أو نتحمل جميعًا عار الصمت في زمن الخيانة.

غزة تحتضر… فلا تتركوا روحها تُزهق بلا ثمن.

 

قد يعجبك ايضا