أهمية وماهية عودة خدمة العلم
محي الدين غنيم ….
لقد جاء إعلان سمو ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني حول عودة خدمة العلم في توقيت بالغ الأهمية، ليس فقط من الناحية الاجتماعية والتنموية، بل أيضًا من الناحية الوطنية والسياسية. ففي الوقت الذي يخرج فيه رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات استفزازية ضد الأردن، يأتي هذا القرار ليحمل في طياته رسالة واضحة بأن الأردن قوي بمؤسساته، عصيٌّ على محاولات النيل من وحدته وتماسكه، ومحصن بشبابه الواعي وجيشه المصطفوي.
إن خدمة العلم ليست مجرد التزام عسكري مؤقت، بل هي مدرسة حقيقية لصناعة الرجولة والانضباط، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن. فهي تصقل شخصية الشباب، وتغرس فيهم روح المسؤولية، والعمل الجماعي، والقدرة على مواجهة التحديات، لتجعل منهم جيلًا واعيًا قادرًا على حماية الوطن والبناء فيه في آن واحد.
من الناحية الوطنية، فإن عودة خدمة العلم تأتي لتؤكد أن الأردن يدرك حجم التحديات التي تعصف بالمنطقة، وأنه لا يمكن مواجهة هذه التحديات إلا بشباب مدرّب، منظم، يعي معنى التضحية والانتماء. أما من الناحية السياسية، فإن هذا الإعلان يحمل ردًا غير مباشر على التصريحات الإسرائيلية التي تحاول النيل من مكانة الأردن ودوره، مفاده أن الأردن يمتلك من المقومات البشرية والعسكرية ما يحمي كيانه ويحافظ على استقراره.
كما أن هذه الخطوة ستساهم في تعزيز الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الأردني، حيث يقف الجميع صفًا واحدًا في ميادين التدريب والانضباط بعيدًا عن الفوارق الاجتماعية أو الاقتصادية، وهو ما يعزز مبدأ المساواة ويعيد إحياء قيم التضامن والتكافل.
إن قرار سمو ولي العهد ليس خطوة عابرة، بل هو رؤية استراتيجية لتمكين الشباب الأردني من الإسهام الفاعل في خدمة وطنهم، وللتأكيد على أن الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الواعي، سيبقى صامدًا في وجه كل التحديات.
الكاتب من الأردن