في ذكرى استشهاد الشهيد هزاع المجالي

محي الدين غنيم  …..

 

تحل علينا ذكرى استشهاد الشهيد هزاع المجالي، وكأنها جرح ما زال نابضًا في قلب الأردن، نستذكر فيها رجلاً قلّ نظيره، رجل دولة حمل على عاتقه هموم الوطن والأمة، وكان مثالا للوفاء والانتماء الصادق.

هزاع المجالي لم يكن مجرد رئيس وزراء في مرحلة دقيقة من تاريخ الأردن، بل كان عقلية متميزة ، امتاز بالحكمة والقدرة على قراءة التحديات، وبشجاعة القرار وجرأة الموقف. كان قريبا من الناس، يلامس قلوبهم بتواضعه، ويجسد أسمى معاني الولاء للأردن والقيادة الهاشمية التي أحبها وأخلص لها حتى لحظة استشهاده.

لقد آمن المجالي بأن قوة الأردن تنبع من وحدة صفه، ومن إيمانه برسالته القومية، لذلك كان عاشقًا لفلسطين، مدافعا عن قضيتها، ومؤمنا بأن مصير الأردن لا ينفصل عن مصيرها. كان يرى في فلسطين قضية العرب الأولى، وفي تحريرها واجبا مقدسا.

وفي ذكرى رحيله نستحضر شخصيته القيادية، ومناقبه الوطنية، وإيمانه المطلق بأن الأردن وقيادته الهاشمية هما الحصن المنيع للأمة، والدرع الواقية في وجه الأطماع والمخططات. لقد قدّم حياته ثمنا لمواقفه، ليخلد اسمه في سجل الشهداء العظام، الذين صنعوا تاريخ الأردن بدمائهم وتضحياتهم.

رحم الله الشهيد هزاع المجالي، فقد ترك لنا إرثًا من المجد، ورسالة من الوفاء، وسيرة وطنية ستبقى منارة للأجيال القادمة.

 

 

قد يعجبك ايضا